ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:33 م]ـ
ما
- في كلامهم عشرة: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنث على حد واحد، ويصح أن يعتبر في الضمير لفظه مفردا، وأن يعتبر معناه للجميع.
فالأول من الأسماء بمعنى الذي نحو: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم} [يونس/18] (والآية بتمامها: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل: أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون}) ثم قال: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} [يونس/18] لما اراد الجمع، وقوله: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا ... } الآية [النحل/73]، فجمع أيضا، وقوله: {بئسما يأمركم به إيمانكم} [البقرة/93].
الثاني: نكرة. نحو: {نعما يعظكم به} [النساء/58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله: {فنعما هي} [البقرة/271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة من قوله: {ما بعوضة فما فوقها} [البقرة/26]، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة (انظر: الأقوال في هذه المسألة في الدر المصون 1/ 223).
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبر به عن الأشخاص الناطقين (قال الزركشي: وجوز بعض النحويين أن يسأل بها عن أعيان من يعقل أيضا، حكاه الراغب. فإن كان مأخذه قوله تعالى عن فرعون: {وما رب العالمين} فإنما هو سؤال عن الصفة؛ لأن الرب هو المالك، والملك صفة، ولهذا أجابه موسى بالصفات، ويحتمل أن (ما) سؤال عن ماهية الشيء، ولا يمكن ذلك في حق الله تعالى، فأجابه موسى تنبيها على صواب السؤال. راجع: البرهان في علوم القرآن 4/ 403)، كقوله تعالى: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} [المؤمنون/6]، {إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء} [العنكبوت/42] وقال الخليل: ما استفهام. أي: أي شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك؛ لأن (ما) هذه لا تدخل إلا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا.
الرابع: الجزاء نحو: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له} الآية [فاطر/2]. ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التعجب نحو: {فما أصبرهم على النار} [البقرة/175].
وأما الحروف:
فالأول: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبل. نحو: {ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة/3] فإن (ما) مع رزق في تقدير الرزق، والدلالة على أنه مثل (أن) أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدر فيه، وعلى هذا حمل قوله: {بما كانوا يكذبون} [البقرة/10]، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة/20]، {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} [المائدة/64]، {كلما خبت زدناهم سعيرا} [الإسراء/97]. وأما قوله: {فاصدع بما تؤمر} [الحجر/94] فيصح أن يكون مصدرا وأن يكون بمعنى الذي (انظر: مغني البيب ص 736). واعلم أن (ما) إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلا حرفا؛ لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج؛ فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: {ما هذا بشرا} [يوسف/31] (وشرط عملها ما ذكره ابن مالك في ألفيته:
إعمال (ليس) أعملت (ما) دون (إن) * مع بقا النفي، وترتيب زكن
وسبق حرف جر أو ظرف ك ما * بي أنت معنيا أجاز العلما).
الثالث: الكافة، وهي الداخلة على (أن) وأخواتها و (رب) ونحو ذلك، والفعل. نحو: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر/28]، {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران/178]، {كأنما يساقون إلى الموت} [الأنفال/6] وعلى ذلك (ما) في قوله: {ربما يود الذين كفروا} [الحجر/2]، وعلى ذلك: قلما وطالما فيما حكي.
الرابع: المسلطة، وهي التي تجعل اللفظ متسلطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو: (ما) في إذما، وحيثما، لأنك تقول: إذ ما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجردهما في الشرط، ويعملان عند دخول (ما) عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا ما فعلت كذا، وقولهم: إما تخرج أخرج. قال: {فإما ترين من البشر أحدا} [مريم/26]، وقوله: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} [الإسراء/23].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:35 م]ـ
نقص
- النقص: الخسران في الحظ، والنقصان المصدر، ونقصته فهو منقوص. قال تعالى: {ونقص من الأموال والأنفس} [البقرة/155]، وقال: {وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص} [هود/109]، {ثم لم ينقصوكم شيئا} [التوبة/4].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:38 م]ـ
أرض
- الأرض: الجرم المقابل للسماء، وجمعه أرضون، ولا تجيء مجموعة في القرآن (انظر: المجمل 1/ 92)، ويعبر بها عن أسفل الشيء، كما يعبر بالسماء عن أعلاه. قال الشاعر في صفة فرس:
*وأحمر كالديباج أما سماؤه ** فريا، وأما أرضه فمحول*
(البيت لطفيل الغنوي، وهو في ملحقات شعره ص 62؛ وشمس العلوم 1/ 72. وعجزه في المجمل 1/ 92)
وقوله تعالى: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} [الحديد/17] عبارة عن كل تكوين بعد إفساد وعود بعد بدء، ولذلك قال بعض المفسرين (وهذا قول صالح المري كما أخرجه عنه ابن المبارك في الزهد ص 88): يعني به تليين القلوب بعد قساوتها.
ويقال: أرض أريضة، أي: حسنة النبت (انظر: المجمل 2/ 92؛ والعين 7/ 55).
وتأرض النبت: تمكن على الأرض فكثر، وتأرض الجدي: إذا تناول نبت الأرض، والأرضة: الدودة التي تقع في الخشب من الأرض (راجع اللسان (أرض) 7/ 113؛ والعين 7/ 56. وقال الزمخشري: يقال: هو أفسد من الأرضة. راجع أساس البلاغة ص 5)، يقال: أرضت الخشبة فهي مأروضة.
¥