[هل الشخص المسحور يحاسب على كل شيئ]
ـ[إبراهيم بن حسن]ــــــــ[20 - 12 - 10, 12:17 م]ـ
هل الشخص المسحور، والسحر الذي أصابه أضر بعقله و بدنه، هل يحاسب على كل الفرائض و الواجبات أم يحاسب فقط على إيمانه بالله.
أفيدونا من فضلكم.
ـ[وائل يونس]ــــــــ[20 - 12 - 10, 05:20 م]ـ
هل الشخص المسحور، والسحر الذي أصابه أضر بعقله و بدنه، هل يحاسب على كل الفرائض و الواجبات أم يحاسب فقط على إيمانه بالله.
أفيدونا من فضلكم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم.
السؤال به إلتباس للقارئ.
إذا كان الشخص قد ذهب عقله، فهو لا يحاسب علي أعماله و يكلف، بصرف النظر عما كان سبب ذهاب العقل سحر أو خلافه.
قال الرب:
لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17) سورة الشورى.
وان كنت تقصد أن وقوع السحر على الشخص يخرج من دائرة التكاليف، فهذا كلام غير صحيح تماما.
فقد يصاب المرء بالسحر أو المس ويمارس مهامه اليومية، وبغية السحر في هدفه المرصود له من قبل الساحر مسبقا.
وأذكر هنا قول تليميذ الإمام ابن تيمية رحمهما الله، أن المس قد يصيب المرئ، ويأكل ويشرب ويتزوج ويمارس حياته ويموت وهو ممسوس، فسلم يا رب سلم.
أرجو أن أكون وضحت الصورة لك، وأرجو أن يكون هذا مقصدك، وإن لا - فالله المستعان.
هذا والله أعلم.
وهذا الرابط سيفيدك إن شاء الله:
الرقية الشرعية للنفس والبدن بنفسك ونفسك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206986
ـ[إبراهيم بن حسن]ــــــــ[21 - 12 - 10, 12:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على التوضيح، ولكني أعني أن السحر لم يذهب بكل عقله ولكنه أضر بتفكيره و تركيزه فكيف يكون حكمه إن وقع في محضور.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 12 - 10, 03:22 ص]ـ
السحر مرض من الأمراض، يضر من يصيبه بإذن الله، ويختلف الحكم باختلاف تأثير السحر ومبلغ ضرره، فمنه ما يؤثر على جسد الإنسان وروحه، ومنه ما يكون أثره أهون من ذلك، وهو على أنواع:
النوع الأول: ما يصيب العقل والإدراك، فقد يفضي بصاحبه إلى الجنون المطبق أو المتردد أو يورثه كثرة النسيان والذهول عن مصالح دينه ودنياه.
ومدار التكليف على العقل فإذا حضر عقله وإدراكه فهو مكلف، وإذا غاب عقله رفع عنه التكليف، فمن أطبق جنونه رفع عنه التكليف حتى يفيق.
ومن كان جنونه متردداً فيكلف إذا عقل وأدرك، ويرتفع عنه التكليف إذا غاب إدراكه.
وهل يلزمه قضاء الفوائت التي أدركته حال غياب عقله؟
قولان لأهل العلم، والأظهر قياسه على المغمى عليه.
وأما ما يكون أثره دون الجنون ككثرة النسيان والذهول وضعف الإدراك، فما نسيه لا يؤاخذ عليه ولو كثر نسيانه ويجب عليه إذا ذكر أداء ما وجب، لما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك).
والذهول حكمه حكم النسيان لأنه من أنواعه.
وأما ضعف الإدراك الذي يقابله تأثير قوي لفعل محرم أو ترك واجب فلا ترتفع به المؤاخذة ولا يكون حكم صاحبه كتام الإدراك، بل يكون حكمه حكم الغبي وبليد الذهن، لا يرتفع عنهم التكليف مطلقاً ولا يحاسبون محاسبة كاملي الأهلية.
والذي يوصى به من أصيب بهذا البلاء أن يتقي الله ما استطاع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وإذا حضر رشده وعقله فليجتهد في طلب الشفاء بالدعاء والرقية والأدوية المباحة.
ويلتحق بهذا القسم من أثر فيه السحر وسوسة وكثرة شك.
والنوع الثاني: ما يؤثر في النفس هماً وحزناً وخوفاً وضيقاً من غير تأثير على عقل المسحور وإدراكه فهذا لا يرتفع عنه التكليف لحضور العقل، ويبقى حكمه حكم المريض يخفف عنه فيما يجد فيه مشقة؛ فمن الناس من يشتد به هذا البلاء حتى لا يطيق صلة الرحم ولا أداء بعض الحقوق الواجبة، والله تعالى رحيم بعباده، ولا يكلف نفساً إلا ما آتاها، وقد أمرنا أن نتقيه ما استطعنا، والمشقة تجلب التسير، فيؤدي من هذه الواجبات ما يستطيعه، ولا يكلف ما لا يطيق.
وأما الحقوق المترتبة على الذمة من الحقوق المالية ونحوها فهذه لا ترتفع عنه لتعلقها بحقوق الخلق.
والنوع الثالث: ما يؤثر على بدن المسحور من غير تأثير على عقله وإدراكه؛ فهذا مريض يختلف حكمه باختلاف مرضه، فقد يباح له الترخص برخص المرض من جمع ما يصح جمعه من الصلوات، والفطر في رمضان، والترخص بسائر ما يحق له من رخص المرضى.
وللعلماء مسلكان في تقدير حد المرض الذي يترخص به المريض:
المسلك الأول: تعليقه بالمشقة؛ فالمرض الذي يشق على صاحبه أداء العبادة يترخص فيه بحسب حال تلك العبادة.
المسلك الثاني: تعليق ذلك بالعرف؛ فمن كان يصدق عليه أنه مريض عرفاً جاز له الترخص برخص المرض.
والأول أصح.
وهو في كل ذلك يرجى له أن يجري له عمله كما كان يعمل وهو صحيح لما في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً).
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، وارفع البلاء والأولاء عن المتضررين والمسحورين، واقض الدين عن المدينين.
اللهم اشدد وطأتك على السحرة المفسدين، ومن يؤيهم ويمكِّن لهم في بلاد المسلمين، اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم، ونسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تحمي المسلمين من كيدهم وشرهم، وأن توبقهم بمكرهم، وتذيقهم وبال أمرهم.
¥