تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[مسألة مهمة: حكم قول: علم الله أني فعلت كذا، أو: علم الله أني ما فعلت كذا!]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 08:30 ص]ـ

حكم قول:

علم الله أني فعلت كذا، أو: علم الله أني ما فعلت كذا.

أسند الإمام البخاري – رحمه الله تعالى في (الأدب المفرد) في باب: لا يقول لشيء لا يعلمه: الله يعلمه، عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال:

((حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان قال: قال عمرو: عن ابن عباس: لا يقولن أحدكم لشيء لا يعلمه: الله يعلمه؛ والله يعلم غير ذلك، فيعلّم الله ما لا يعلم، فذاك عند الله عظيم)) اهـ

قال العلامة النووي –رحمه الله تعالى-:

((فصل: من أقبح الألفاظ المذمومة، ما يعتاده كثيرون من الناس إذا أراد أن يحلف على شيء فيتورع عن قوله: "والله"، كراهية الحنث، أو إجلالا لله تعالى وتصونا عن الحلف، ثم يقول: "الله يعلم ما كان كذا، أو لقد كان كذا ونحوه، وهذه العبارة فيها خطر، فإن كان صاحبها متيقنا أن الأمر كما قال فلا بأس بها، وإن تشكك في ذلك فهو من أقبح القبائح، لأنه تعرض للكذب على الله تعالى، فإنه أخبر أن الله تعالى يعلم شيئا لا يتيقن كيف هو!، وفيه دقيقة أخرى أقبح من هذا، وهو أنه تعرض لوصف الله تعالى بأنه يعلم الأمر على خلاف ما هو، وذلك لو تحقق كان كفرا، فينبغي للإنسان اجتناب هذه العبارة)) اهـ من (الأذكار).

وقال الصديقي في شرحه (الفتوحات الربانية):

((قوله: " من أقبح الألفاظ المذمومة .. إلخ" أخذ منه السيوطي كراهة ذلك! فقال: " وكره عند التورع عن الحلف الله يعلمه"، وتعقبه ابن حجر الهيتمي في " تنبيه الأخيار " بأنه ليس بصحيح بإطلاقه، ولا مطابق لأصله – يعني الأذكار – بل المستفاد منه أنها إما كفر: بأن تيقن عدم وقوع شيء، ونسب علم وقوعه إلى الله تعالى! أو عكسه، كأن قال: الله يعلم أني ما فعلت كذا، وهو عالم بأنه فعله! لأنه ينسب إلى الله تعالى الجهل بنسبته إليه العلم بخلاف ما في الواقع.

أو مباحة: بأن نسب لعلمه ما هو واقع يقينا: كالله يعلم أني فعلت كذا، وقد فعله، بل لا يبعد ندبه إذا علم من منكر فعله أنه لا يصدقه في حلفه لظنه تورية أو غيرها، ويصدقه إذا قال ذلك، ويؤيد الندب هنا استحبابهم اليمين لنحو تأكيد خبر.

وإما حرام: بأن شك هل فعل كذا، ثم قال: "الله يعلم أني فعلته! "

والحرمة في هذه ظاهرة، يدل لها! جعل الأذكار من أقبح الألفاظ المذمومة تارة، ومن أقبح القبائح أخرى، والمكروه لا يطلق فيه واحد من هذين إلا على تجوز بعيد، وأيضا فيبعد في محل يحتمل الكفر والكذب على السواء أن يُعد من حيز المكروه!

وعلى كل فإطلاق الجلال الكراهة ليس في محله، إذ لا نزاع في الحكمين الأولين، والحرمة في الثالث أقرب من الكراهة اهـ.)) اهـ.

وسئل العلامة العثيمين -غفر الله له-: عن قول بعض الناس:

(يعلم الله كذا وكذا)؟

فأجاب بقوله:

((قول (يعلم الله) هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء: "يعلم الله"، والأمر بخلافه، صار كافرا خارجا عن الملة، فإن قلت: (يعلم الله أني ما فعلت هذا) وأنت فاعله، فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر!، (يعلم الله أني ما زرت فلانا) وأنت زائره، صار الله لا يعلم بما يقع، ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر، ولهذا قال الشافعي – رحمه الله في القدرية قال: (جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا خصموا).

والحاصل أن قول القائل: (يعلم الله)، إذا قالها والأمر على خلاف ما قال، فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك.

أما إذا كان مصيبا، والأمر على وفق مع قال فلا بأس بذلك، لأنه صادق في قوله، ولأن الله بكل شيء عليم، كما قالت الرسل في سورة يس: {قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون} (76))) اهـ من (المناهي اللفظية).

ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[04 - 11 - 08, 09:29 ص]ـ

جزاك الله خيرا على الفائدة

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 03:34 م]ـ

جزاك الله خيرا على الفائدة

وإياكم أخي المكرم عبد الرزاق.

ـ[عبدالرحمن الماغري]ــــــــ[04 - 11 - 08, 05:55 م]ـ

بارك الله فيك،

في حادثة الإفك قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: "قلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} ".

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 05:47 ص]ـ

أخي عبد الرحمن: جزاكم الله خيرا على الإضافة.

ـ[أبوعبدالرحمن المياسي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 07:04 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، وحقيقة هو موضوع جد خطير، اذ أن كثير من العامه يقع في هذا الأمر، ولا يدرك خطورته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير