[ما حكم نشر أخبار الجرائم على الصحف والمجلات؟]
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[17 - 12 - 10, 11:50 م]ـ
السلام عليكم
إخواني الفضلاء أرجو منكم إفادتي عن حكم نشر أخبار الجرائم وانتهاك الحرمات بالتدقيق والتفصيل كما تفعل بعض الصحف
ألا ينافي ذلك الأوامر الشرعية التي تحث على ستر المسلم العاصي؟
ألا يسهم هذا الفعل في تعليم التحايل وطرق المكر والخداع؟
ألا يدخل في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا؟
ألا يهون هذا من المعاصي والكبائر لكثرة ما تسمع أخبارها فتصير أمرا عاديا مألوفا؟
ألا يؤدي هذا الفعل إلى إساءة الظن بالمجتمع المسلم فيسلط الضوء على الشر الموجود فيه دون خيره ومحاسنه؟
أرجو الإفادة وبارك الله فيكم.
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[18 - 12 - 10, 04:08 م]ـ
للرفع
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[19 - 12 - 10, 07:36 ص]ـ
الله المستعان!
بل بعض الصحف أنشأت صفحة واثنين باسم أخبار الحوداث ألغرض تجاري وزيادة الأرباح (زعموا) ...................
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[20 - 12 - 10, 12:26 ص]ـ
هذا مقال فيه رد على سؤالك:
من الطبيعي ألاّ يخلو زمان أو مكان من وجود المنكرات والمعاصي أو الجرائم حتى في القرون المفضلة فالبشر ليسوا معصومين وهذه سنة الله في خلقه وكل بني آدم خطاء ولكن الذي لم يكن طبيعيا أن نجد من يجعل هذه الجرائم والمنكرات هي بضاعة اعلامية يقتات منها ويتسابق اليها بعض الصحفيين والاعلاميين لنشرها على صفحات جرائدهم وعلى شاشات قنواتهم بشكل تتقزز منه الطباع السليمة فلا يكاد يمر يوم الا وانت تشاهد أو تقرأ في وسائل الاعلام أنواعا من الاخبار عن جرائم الاغتصاب والاختطاف والابتزاز والقتل والسرقات وفعل الفواحش وعرضها بطريقة لاتخلو من الاثارة ولفت الأنظار بل هناك من خصص صفحة أو أكثر لنشر هذه الجرائم دون مراعاة للأحكام الشرعية أو المشاعر البشرية فهل هذا العمل له مستندات شرعية أم لوائح وأنظمة مرعية أم أنها السبق الصحفي وما تقتضيه المهمة الاعلامية؟
قبل الجواب عن هذا التساؤل لننظر الى المنهج القرآني في التعامل مع هذه القضايا قال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
قال العلامة السعدي رحمه الله ((ليشتهر ويحصل بذلك الخزي والارتداع، وليشاهدوا الحد فعلا فإن مشاهدة أحكام الشرع بالفعل، مما يقوى بها العلم، ويستقر به الفهم، ويكون أقرب لإصابة الصواب، فلا يزاد فيه ولا ينقص)) قال الشوكاني: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مّنَ المؤمنين} أي: ليحضره زيادة في التنكيل بهما، وشيوع العار عليهما، وإشهار فضيحتهما.
والأعجب من ذلك كله ما نقله ابن أبي حاتم عن نصر بن علقمة في قوله: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال: ليس ذلك للفضيحة، إنما ذلك ليدعى اللهُ تعالى لهما بالتوبة والرحمة. (تفسير ابن كثير).
قلت: فتأمل قوله تعالى (وليشهد عذابهما) ولم يقل: خبر فعلتهما، أو جريمتهما وإنما قال: عذابهما، مما يبين أن الحد الذي أقيم والجزاء المستحق لها انما هو لجريمة سابقة قد حصلت وانتهت وهذا هو جزاءها فيُحدث في نفس المشاهد اطمئنانا لتحقيق العدل واقامة الحكم الشرعي، ولذلك عندما نشاهد الآن من خلال بعض الوسائل الإعلامية خبر القبض على لصوص سرقة سيارات أو مجوهرات أو محلات ومع كثرتها إلا أننا لا نسمع القدر الذي يقابلها من إقامة الحدود من قطع اليد ونحوه مما يستحقه الجناة مما يورث عند القاريء والمشاهد شبهة عدم تطبيق الحدود على هؤلاء دون أن يفهم القاريء ملابسات القضية والشبه التي يُدرأ بها الحد ككون السرقة تمت من مكان غير محرز أو لم تتوفر فيه شروط إقامة الحد التي لا يعرفها الكثير من الناس، فضلا عن أن هناك ممن يمكن أن يوظف هذه الوقائع للطعن في الدولة بأنها لا تحكّم الشريعة وبالتالي كانت كثرة الجرائم دليلاً على ذلك، أو يأتي من يقول أن الشريعة لا يصلح الحكم بها لأنه لا يمكنها معالجة هذه الحوادث، والواقع خير شاهد.
¥