[هل يجوز في الدعاء أن يقسم على الله سبحانه وتعالى؟]
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:52 ص]ـ
هل يجوز في الدعاء أن يقسم على الله سبحانه وتعالى مستدلا بالحديث أن من عباد الله من "لو أقسم على الله لأبره "
ـ[مبارك العبدالله]ــــــــ[05 - 10 - 06, 11:11 م]ـ
وسئل الشيخ محمد بن عثيمين: هل يجوز على الإنسان أن يقسم على الله؟.
فأجاب بقوله: الأقسام على الله أن يقول الإنسان والله لا يكون كذا، كذا، أو والله لا يفعل الله كذا وكذا والإقسام على الله نوعان:
أحدهما: أن يكون الحامل عليه قوة ثقة المقسم بالله – عز وجل- وقوة إيمانه به مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء فهذا جائز ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: "رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" ودلل آخر واقعي وهو حديث أنس بن النضر حينما كسرت أخته الربيع سنّا لجارية من الأنصار فطالب أهلها بالقصاص
فطلب إليهم العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنيّة الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أنس كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) وهو – رضي الله عنه – لم يقسم اعتراضاً على الحكم وإباء لتنفيذه فجعل الله الرحمة في قلوب أولياء المرأة التي كسرت سنها فعفو عفواً مطلقاً، عند ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) فهذا النوع من الأقسام لا بأس به.
النوع الثاني: من الإقسام على الله: ما كان الحامل عليه الغرور والإعجاب بالنفس وأنه يستحق على الله كذا وكذا، فهذا والعياذ بالله محرم، وقد يكون محبطاً للعمل، ودليل ذلك أن رجلاً كان عابداً وكان يمر بشخص عاص لله، وكلما مر به نهاه فلم ينته، فقال ذات يوم والله لا يغفر الله لفلان – نسأل الله العافية – فهذا تحجر رحمه الله؛ لأنه مغرور بنفسه فقال الله – عز وجل – " من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك " قال أبو هريرة: (تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته). ومن هذا نأخ أن من أضر ما يكون على الإنسان اللسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل – رضي الله عنه-: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله) قلت: بلى يا رسول ا لله، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه فقال: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟.
فقال: " ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم". والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.
ـ[محمود بن أحمد]ــــــــ[07 - 10 - 06, 11:01 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد ...
فمعنى الإقسام على الله , هو قوله القائل لا والله لا يكون كذا و كذا و أن هذا الشخص يكون ذو قدر عند ربه , وهذا لا يعرف إلا بدليل صحيح من الكتاب أو السنة , أي هو أمر توقيفي , فلا يشهد لرجل أنه ممن لو أقسموا على الله لأبرهم إلا بدليل ..
ومن هؤلاء أنس بن مالك رضي الله عنه , كما جاء في البخاري من حديثه (2805) و فيه: وقال أي أنس: إن أخته و تسمى الربيع كسلات ثنية امرأة فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بالقصاص فقال أنس: يا رسول الله , و الذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش و تركوا القصاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.
ودل قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم على أن قول أنس " و الذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها " أن هذا هو معنى الإقسام على الله , و ليس معناه كما فهمه بعض الدعاة (الجدد) هو قول القائل (أقسمت عليك يا رب أن كذا و كذا) فأخشى أن يكون هذا من الاعتداء في الدعاء.
إذا أن معنى أقسم على الله ي بالله و قد يكون هذا من باب تضمين حروف الجر , أي استعمالها بعضها محل بعض فاستعلمت العرب على بمعن بـ , وليفيدنا أهل اللغة في ذلك , كما في قوله تعالى {و لأصلبنكم في جذوع النخل} أي عليها!
ومن هؤلاء أيضا أو يس القرني فيم جاء في صحيح مسلم عن أسير بن جابر قال (1675): كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ .. وذكر الحديث إلى أن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يأتي عليكم أوس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم , له والدة هو بر بها , لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " ... الحديث.
قال النووي رحمه الله " قوله لو أقسم على الله لأبره " معناه لا يحنث لكرامته عليه.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم , وهو خير من دعى ربه و أولى من عرفه , لم يؤثر عنه (فيم أعلم) دعاء يقول فيه (أقسمت عليك يا رب) .. فيكون الفهم بعيد و القول غير رشيد من فهم الحديث على هذه الشاكلة , والله تعالى أعلم!