تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديثا عائشة و ميمونة – رضي الله عنهما – أصل في صفة غسل النبي-صلى الله عليه وسلم - من الجنابة.]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 11:15 م]ـ

حديثا عائشة و ميمونة – رضي الله عنهما – في غسل النبي – صلى الله عليه وسلم – من الجنابة:

حديث عائشة:

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: ((كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ (في رواية الترمذي: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة (1)) غَسَلَ يَدَيْهِ (في رواية لمسلم: " فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثًا " (في رواية مسلم و النسائي والترمذي: ثم يغسل فرجه، ولفظ الترمذي:"غسل"، ولفظ مسلم بالفاء: "فيغسل" لا "ثم") , ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ , ثُمَّ اغْتَسَلَ , ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدَيْهِ شَعْرَهُ (في رواية عند البخاري: "ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ"،وَلِمُسْلِم " ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاء فَيُدْخِلُ أَصَابِعه فِي أُصُولِ الشَّعْرِ"، و في رواية الترمذي: "ثم يُشَرِّبُ شعرَه الماء" (2)) , حَتَّى إذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ , أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ (في رواية للبخاري: فأخذ بكفه، فبدأ بشق رأسه الأيمن، ثم الأيسر، فقال بهما على وسط رأسه،ونحوها عند أبي داود (3)) , ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ (في رواية للبخاري: "عَلَى جِلْدِهِ كُلّه " (4) , وَكَانَتْ تَقُولُ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إنَاءٍ وَاحِدٍ , نَغْتَرِفُ مِنْهُ جَمِيعاً)).

حديث ميمونة:

عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا قَالَتْ:

((وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضُوءَ الْجَنَابَةِ , فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ مَرَّتَيْنِ - أَوْ ثَلاثاً - ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ , ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالأَرْضِ , أَوْ الْحَائِطِ , مَرَّتَيْنِ - أَوْ ثَلاثاً - ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ , وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ (في رواية للبخاري والنسائي: "تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ ") , ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ (في رواية مسلم: " ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ ") , ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ , ثُمَّ تَنَحَّى , فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ , فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا (في رواية مسلم: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِالْمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ) , فَجَعَلَ يَنْفُضُ الْمَاءَ بِيَدِهِ (5))).


(1) هذه الرواية فيها أن المراد بقولها: " كان إذا اغتسل " أي: " إذا أراد أن يغتسل ".
(2) و قال الحافظ في الفتح:
(وَلِلتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عُيَيْنَةَ " ثُمَّ يُشَرِّبُ شَعْرَهُ الْمَاءَ ") اهـ.
قلت (علي): ولعل الحافظ وهم في عزوه للنسائي، لأني لم أجده عنده فالله أعلم.
(3) ووهم الشيخ أبو سعيد بلعيد فعزاها في مصنفه (صفة غسل النبي) للترمذي، وإنما هي كما أثبتُّ عند البخاري وأبي داود.
(4) هذه الرواية ترجح أن المراد بـ"سائر" في "سائر جسده" هو كله، لا باقي جسده، وهذا يؤكد قول الجماهير بسنية الوضوء قبل الغسل لا وجوبه، قال الحافظ:
(هَذَا التَّأْكِيد يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ عَمَّمَ جَمِيع جَسَدِهِ بِالْغُسْلِ بَعْدَمَا تَقَدَّمَ وَهُوَ يُؤَيِّدُ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ أَنَّ الْوُضُوءَ سُنَّةٌ مُسْتَقِلَّة قَبْلَ الْغُسْلِ ... ) اهـ.
(5) هذا فيه جواز نفض اليدين من ماء الغسل وكذا الوضوء كما قال الحافظ في الفتح، و أما حديث: (لَا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ فِي الْوُضُوءِ فَإِنَّهَا مَرَاوِح الشَّيْطَان)، فحديث ضعيف لا يصلح للاحتجاج كما يقول الحافظ –رحمه الله تعالى – في الفتح.
و الله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير