تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[مكانة المرأة في الإسلام]

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:16 م]ـ

كثر الحديث حول المرأة في هذا العصر، وكثرت اللقاءات والمحاضرات والندوات وتنوعت المصطلحات مثل قولهم تحرير المرأة، حقوق المرأة، حياة المرأة، قانون المرأة، مشكلة المرأة، إشكالية المرأة، أزمة المرأة، جمال المرأة، احترام المرأة. وإنه لم يترك مجال ولا قضية إلا وحشرت فيها المرأة وكأنها خلقت من غير آدم. ومن باب من لم يعرف الجاهلية لم يعرف الإسلام، أجد نفسي مضطرا للتعريف بالمرأة في الجاهلية بإيجاز.

المرأة في الجاهلة كانت محتقرة، مستعبدة، مهضومة الحقوق، تورث ولا ترث، لا تبدي رأيا ولا تستشار، تدفع إلى شريك حياتها ولا تختار، لا تحل مشكلا ولا تنفع مجتمعا، كانت عضوا مشلولا في المجتمع وطاقة مهملة في الحياة وعنصرا صامتا في الأسر. جاء الإسلام فكرمها وأعطاها مكانة تليق بها، أعطى لها الحقوق وأبعدهاعن مواقع الانحراف ومزالق الخطر، وذلك لتكون خلقا نافعا، وعضوا صالحا ومصلحا في المجتمع، لأن المرأة نصف المجتمع، وإلغاء دورها في المجتمع يعني أن يعيش المجتمع مشلول الأعضاء والأطراف.

حملها الإسلام المسؤولية عن كثيرما يقع في مجتمعها، واجب عليها أن تشارك في توجيه المجتمع نحو الخير والبر.

والله عزوجل خلقنا من ذكر وأنثى لقوله تعالى: " {وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى} " يتعاونان في عمارة الأرض، قال تعالى " {هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا لله، إنه قريب مجيب} "

مكلفان بالعبودية لله تعالى قال الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، يتساويان في الثواب والعقاب، قال تعالى: " {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}." وقال تعالى: " {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مومن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا} ".

فقد خص النساء ببعض الأحكام تشريفا لهن وتكريما. وعلى هذا نهى الله أن يتمنى كل واحد ما عند الآخر " {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله، إن الله كان بكل شيء عليما} ". قرنها بالرجل في درجات الدين يوم أن كانت مسلوبة الصفة الإنسانية، قال الله تعالى: " {إن المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشغين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما"} سورة الأحزاب.

وأصبحت المرأة في ظل الإسلام كريمة عزيزة مصونة بتعاليم الإسلام. تعيش مع أسرتها معززة، مكرمة، وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله وميثاقه الغليظ يكرمها زوجها وينفق عليها، ويعاشرها بالمعروف، بل نهاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يضربها أو أن يقبح وجهها فقال ألا يستحيي أن يضرب أحدكم زوجته أول النهار ويجامعها آخره. وإذا كانت أما كان برها وإذا كانت أختا فهي مصونة محفوظة، وإذا كانت خالة فهي بمنزلة الأم، وإذا كانت عمة فالإحسان إليها إحسان إلى الأب، وإذا كانت جدة كذلك.

أختي أنت وقاية من النار لمن أحسن إليك. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار". متفق عليه.

أختي أنت الأجر والثواب لمن أحسن إليك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه". أخرجه مسلم.

أختي أنت نصف الدين. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الثاني". صححه الألباني في صحيح الجامع وقال حسن – وفي الصحيحة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير