[التأريخ بالهجري]
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 08:04 ص]ـ
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فإنّ مما يحزن له المسلم المحب لدينه، الحريص على هويته الإسلامية، ترك الكثير من المسلمين العمل بالتأريخ الهجري، بل وعدم معرفتهم به. فالكثير لا يعرفون أسماء شهور السنة الهجرية، بل ولا يعرفون هم في أي سنة.
فهذه دعوة لنا جميعاً لإحياء العمل به. وإن كان لا بدّ من التعامل بالتأريخ الميلادي، فلنقرن به - بل نقدّم عليه - التأريخ الهجري.
وتالياً أشهر السنة الهجرية مرتبه:
محرّم
صفر
ربيع الأول
ربيع الثاني
جمادى الأولى
جمادى الآخره
رجب
شعبان
رمضان
شوّال
ذو القَعدَه
ذو الحِجّه
فلنحفظها، ولنعلمها غيرنا ..
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله تعالى -:
قال تعالى: {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}، وقال تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا
بالحق}، فقوله: {لتعلموا}، متعلق والله أعلم بقوله: {وقدّره} لا بجعل. لأن كون هذا ضياء وهذا نوراً لا تأثير له في معرفة عدد السنين والحساب؛ وإنما يؤثر في ذلك انتقالها من برج إلى برج. .
ولأن الشمس لم يعلق لنا بها حساب شهر ولا سنة وإنما علق ذلك بالهلال، كما دلت عليه تلك الآية، ولأنه قد قال سبحانه: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم}، فأخبر أن الشهور معدودة اثنا عشر، والشهر هلالي بالاضطرار. فعلم أن كل واحد منها معروف بالهلال.
وقد بلغني أن الشرائع قبلنا أيضاً إنما علقت الأحكام بالأهلة، وإنما بدّل من بدّل من أتباعهم، كما يفعله اليهود في اجتماع القرصين، وفي جعل بعض أعيادها بحساب السنة الشمسية. وكما تفعله النصارى في صومها، حيث تراعي الاجتماع القريب من أول السنة الشمسية، وتجعل سائر أعيادها دائرة على السنة الشمسية بحسب الحوادث التي كانت للمسيح. وكما يفعله الصابئة والمجوس وغيرهم من المشركين في اصطلاحات لهم ... وما جاءت به الشريعة هو أكمل الأمور وأحسنها وأبينها وأصحها وأبعدها من الاضطراب ..
فالذي جاءت به شريعتنا أكمل الأمور؛ لأنه وقت الشهر بأمر طبيعي ظاهر عام يدرك بالأبصار، فلا يضل أحد عن دينه، ولا يشغله مراعاته عن شيء من مصالحه، ولا يدخل بسببه فيما لا يعنيه ولا يكون طريقا إلى التلبيس في دين الله كما يفعل بعض علماء أهل الملل بمللهم.
وأما الحول فلم يكن له حدّ ظاهر في السماء فكان لا بد فيه من الحساب والعدد فكان عدد الشهور الهلالية أظهر وأعم من أن يحسب بسير الشمس وتكون السنة مطابقة للشهور؛ ولأن السنين إذا اجتمعت فلا بد من عددها في عادة جميع الأمم؛ إذ ليس للسنين إذا تعددت حد سماوي يعرف به عددها فكان عدد الشهور موافقاً لعدد البروج جعلت السنة اثني عشر شهراً بعدد البروج التي تكمل بدور الشمس فيها سنة شمسية، فإذا دار القمر فيها كمل دورته السنوية. وبهذا كله يتبين معنى قوله: {وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}، فإن عدد شهور السنة وعدد السنة بعد السنة إنما أصله بتقدير القمر منازل. وكذلك معرفة الحساب؛ فإن حساب بعض الشهور لما يقع فيه من الآجال ونحوها إنما يكون بالهلال، وكذلك قوله تعالى: {قل هي مواقيت للناس والحج}.
فظهر بما ذكرناه أنه بالهلال يكون توقيت الشهر والسنة، وأنه ليس شيء يقوم مقام الهلال ألبتة لظهوره وظهور العدد المبني عليه وتيسر ذلك وعمومه وغير ذلك من المصالح الخالية عن المفاسد.
ومن عرف ما دخل على أهل الكتابين والصابئين والمجوس وغيرهم في أعيادهم وعباداتهم وتواريخهم وغير ذلك من أمورهم من الاضطراب والحرج وغير ذلك من المفاسد، ازداد شكره على نعمة الإسلام، مع اتفاقهم أن الأنبياء لم يشرعوا شيئاً من ذلك وإنما دخل عليهم ذلك من جهة المتفلسفة الصابئة الذين أدخلوا في ملتهم وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. فلهذا ذكرنا ما ذكرناه حفظاً لهذا الدين عن إدخال المفسدين، فإنّ هذا مما يخاف تغييره، فإنه قد كانت العرب في جاهليتها قد غيرت ملة إبراهيم بالنسيء الذي ابتدعته، فزادت به في السنة شهراً جعلتها كبيسا؛ لأغراض لهم ..
(مجموع الفتاوى 25/ 134)
ـ[علي سَليم]ــــــــ[31 - 10 - 10, 08:49 ص]ـ
أحسن الله اليك ... للرفع
ـ[سليلة المجد]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:38 م]ـ
وضعت يدك على الجرح والله المستعان
ـ[محمد بن عبد العزيز البراهيم]ــــــــ[31 - 10 - 10, 03:10 م]ـ
لدي سؤال مهم لم أجد له إجابة؟
هل كان العرب بأشهرهم الاثنا عشر, بأسمائها التي تفضلت بذكرها, كانوا يجرونها بالشمسي أم بالقمري؟.
وسبب الإشكال, هو التسمية فسموا رمضان لشدة الحر بالرمضاء, وربيع من فصل الربيع الذي هو بعد الشتاء, ومعلوم أن الأشهر القمرية ليست ثابتة فقد يكون رمضان بفصل الشتاء, ويكون شهر ربيع بفصل الصيف وهكذا.
أرجوا الإجابة ممن لديه علم ..
¥