تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد علم الجميع أن كثيراً من بني هاشم بل من نسل الحسين ? قد باعوا دينهم بل ومنهم شيوعيون وعلمانيون. فإذا كان الأمر كذلك فهل نقول: إن هؤلاء لهم شرف أهل بيت النبوة؟ كلا ثم كلا. قال الله –سبحانه وتعالى– في شأن نوح عند أن قال: {ربّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين}. وقال سبحانه وتعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} (المؤمنون:101). فلا ينفع النسب شيئاً يوم القيامة. وقد أخرج مسلم في صحيحه (4\ 2074 #2699) أن رسول الله ? قال: «من بطّأ به عمله، لم يُسرع به نسبه».

أخرج البخاري (3\ 1298 #3336) ومسلم (1\ 192 #204) في صحيحيهما: عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (الشعراء:214) دعا رسول الله ? قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: «يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها».

وأخرج البخاري (5\ 2233) ومسلم (1\ 197) في الصحيحين وأبو نعيم في مستخرجه: عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) جِهاراً غيرَ سِرٍّ يقول: «إنّ آلَ أبي (طالب) ليسوا بأوليائي. إنما وليِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين. (ولكن لهُم رَحِمٌ أبُلُّهَا بِبَلاهَا)» (يعني أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا).

و أوردوا قول شيخ الإسلام في دقائق التفسير (2\ 48): «الذي ينفع الناس طاعة الله ورسوله. وأما ما سوى ذلك فإنه لا ينفعهم لا قرابة ولا مجاورة ولا غير ذلك، كما ثبت عنه في الحديث الصحيح أنه قال: "يا فاطمة بنت محمد. لا أغني عنك من الله شيئاً ... "».

وأقول سبحان الله بعض هؤلاء المجحفين يأخذون فهم السلف رضوان الله

عليهم في كل شيء إلا حقوق وفضائل آل البيت ويردون ما هو ثابت محقق. الفهم الصحيح لما أوردوا هو:

اولا: عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس أني أجد في القرآن أشياء تختلف علي قال فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون فقال: فلا أنساب بينهم في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم في النفخة الآخرة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون ......... الى اخر كلامه رضي الله عنه وفي اخره قال

فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله.

ثانيا: حديث: دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: «يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها

الحديث خاص بالكفرة منهم الا ابا طالب الذي ينفعه الرسول صلى الله عليه وسلم فيخفف الله عنه العذاب بسببه كما ورد في الصحيح واذا لم نخصصه بالكفرة انكرنا شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا جعل الله سبحانه نصيبا لآل رسوله المسلمين من الفيء والغنائم مفروضا تكرمة ورفعة لهم في الدنيا ولم يكن للكافرين من الهاشميين منه شئ.

فهذا أصل عظيم من أصول المسلمين فلا عهد من الله للظالمين سواء أهل بيت أوغيره فمفتاح الجنة لاإله إلا الله. ولكن أن تفهم أحاديث وآيات خاصة بالظالمين على أنهاتعم آل البيت الصالحين فهذا قصر في الفهم.

وهذا القول الذي عليه سيدنا عمر حين صاهر سيدنا عليا في إبنته والخبر مشهور وهو قول السلف كما ورد عن أحمد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير