لاوالله ... فالخطأ فينا نحن إذ أهملناها .. فالتطور العلمي يستدعي من أهل اللغة وعشاقها تطويرها لايستدعي فقط بل هو واجب، ولا أعني بالتطوير المساس بأساسياتها من نحو وصرف وبلاغة وعروض بل أقصد العمل على تطويع الألفاظ لمواكبة المخترعات الحديثة ليستطيع القارئ والكاتب التعبير بلغة عربية فصحى معتمدة عما يراه حوله من مستجدات كالأفكار الجديدة والاختراعات والمصطلحات الحديثة فيستطيع استعمالها بيسر
وحاشى أن تكون لغة القرآن الكريم التي أتت بلغة العرب جامدة بل تصلح لكل زمان
والحديث ذو شجون ... فتقدموا بما لديكم إخوتي الفصحاء ودافعوا عن لغتكم الأم ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 05:55 ص]ـ
هذا المقال مررت عليه سابقا، ولولا دعوة من أخ كريم؛ لما توقفت عنده؛
لأنها شنشنة نعرفها من أخزم!!
(الشنشنة هي الطبيعة، ويقال: إنه حين مات أخزم، هبّ أولاده، وقتلوا جدّهم فقال قبل أن يلفظ آخر أنفاسه:
إنّ بنيّ رموني بالدم!!
والكاتب (المهووس) هذا من سلالة أخزم، وهو يدّق الآن طبول الحرب أو عطر منشم، على لعتنا الحبيبة، وعلى أسياده الذين علموه كيف يكتب ويقرأ الحرف العربي، ويعبر عنه فيما عبر من هوس سبقه إليها كبار المتنصرين والمستشرقين ..
وإننا نحن العرب نادرا ما ننظر إلى لغتنا من جانبها الفلسفي والرياضياتي، فاللغة عندنا للتواصل أو الشتيمة أو الثرثرة، متناسين أن اللغة إبداع إنساني، بل إنها الإبداع الحقيقي، وتطورها هو الذي يسهم بتطور العلوم والفنون كافة.
وإذا ما ذُكر تاريخ النحو العربي فكثيرًا ما يُقرن بأثر أجنبي أسهم في نشوئه.
ومن ذلك القول بأن النحو العربي متأثر بالدراسات اليونانية، أو متأثر بالدراسات الهندية.
لكن هذا الحال تغير خصوصًا مع ازدهار الدراسات اللسانية المتأثرة بفكر تشومسكي.
ذلك أنه ينظر إلى اللغات عمومًا على أنها تمثُّلات لشيء واحد عام في بنى الإنسان مخصوصين به.
لذلك لا نستغرب التشابهات الكثيرة العميقة بين اللغات كما لا نستغرب أن يصل بنو الإنسان في دراسة لغاتهم إلى نتائج متشابهة.
ونتيجة لهذا الأثر بدأ توجُّه جديد يهتم بالدراسات العربية في الغرب من حيث البحث في تاريخ النحو العربي:
(ومن أوائل الأبحاث الحديثة المتأثرة بالفكر اللساني لتشومسكي وتنحو هذا المنحى مقال كتبه ديفد بترسون بعنوان بعض الوسائل التفسيرية عند النحويين العرب)
ويناقش فيه لجوء النحويين العرب إلى التأويل والتجريد، ويختمه بقوله:
يجب أن يكون واضحًا من النقاش الذي تقدم أن النحويين العرب لم يكونوا وصفيين لا يهتمون إلا بالظاهر في أية حال؛ بل هم بنيويون بالمعنى نفسه الذي يصنَّف به أكثر الدرس اللساني في القرن العشرين، ومن ضِمنه النحو التوليدي التحويلي بأنه بنيوي.
لقد كان النحويون العرب مهتمين بالتحليل البنيوي الذي يصل الأشكال بعضها ببعض، وذلك ما يؤدي إلى تفسيرها وتوضيها.
ومن أجود ماقرأته، إنصافا للنحو العربي، والدراسات النحويه
قول لبعض الدارسين الغربيين الذين كتبوا عن النحو العربي،
(وقد غاب اسمه عني الآن)، وهو بخصوص ما تتصف به المقالات التي تؤرِّخ للنشاط النحوي العربي:
(المقالات التي تهتم بتاريخ بعض النحويين) أنها تتعدى حدود المناهج التقليدية في البحث، تلك التي تركز أساسًا على التفصيلات الخاصة بسِيَر حياة النحويين، وتنحو إلى فحص إنتاجهم العلمي بوصفه منظومة من الأفكار الثابتة التي لابد أنهم حصلوا عليها من سابقيهم، وبهذه الطريقة لم يُعترف إلا بوجود عدد قليل من العباقرة".
لقد كان النحويّ المسلم حرًّا في تطوير أي رأي يراه معقولاً ومتماشيًا مع دينه، لذلك يجب أن يتوقف القارئ المعاصر عن النظر إلى الإسلام على أنه عنصرُ كَبْت، وأن ينظر بدلاً عن ذلك إلى الخصوصية والمبادرة التي كان المثقفون المسلمون أحرارًا في اتخاذها.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 06:58 ص]ـ
شنشنة أعرفها من أخزم:
قال ابن الكلبي:
إن الشعر لأبي أخزم الطائي، وهو جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له
ابن يقال له أخزم، وقيل كان عاقاً، فمات وترك بنين فوثبوا يوماً على جدهم أي أخزم فأدموه، فقال:
أن بني ضرجوني بالدم = شنشنة أعرفها من أخزم
ويروى: زملوني، وهو مثل ضرجوني في المعنى، أي لطخوني، يعني أن هؤلاء أشبهوا أباهم في العقوق. والشنشنة، الطبيعة والعادة. قال شمر: وهو مثل قولهم: العصا من العصية.
ويروى: نشنشة، وكأنه مقلوب شنشنة. وفي الحديث أن عمر قال لابن عباس رضي الله عنهم، حين شاوره فأعجبه: إشارة شنشنة أعرفها من أخزم. وذلك أنه لم يكن القرشي مثل رأي العباس رضي الله عنه. فشبهه بأبيه في جودة الرأي. وقال الليث: الأخزم، الذكر.
وكمرة خزماء، قصر وترها. وذكر أخزم.
قال: كأن لأعرابي بني يعجبه فقال يوماً:
شنشنة من أخزم.
أي قطران الماء من ذكر أخزم. يضرب في قرب الشبه.
¥