ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:57 م]ـ
وفقك الله أخ رعد على جهودك المبذولة ... هو فعلاً شاعر مبدع، ولكن ..
وقد أصبت كبد الحقيقة إذ وضعت قول الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال فيه ماقال .. وليس بعد قوله قول .. صدق رسول الله
بوركت، وبوركت إثراءاتك للفصيح
بوركت أختي الأستاذة " الباحثة عن الحقيقة ".
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 06:00 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ولا زلنا ننتظر المزيد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:46 ص]ـ
زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن ربيعة بن قرط، والناس ينسبونه إلى مزينة، وإنما نسبه في غطفان، وليس لهم بيت شعرٍ ينتمون فيه إلى مزينة إلا بيت كعب بن زهير،
وهو قوله:
هُمُ الأَصْل مِنَّى حَيْثُ كُنْتُ وإِنَّني =من المُزَنِيينَ المُصَفَّيّنَ بالكَرَمْ
ويقال إنه لم يتصل الشعر في ولد أحدٍ من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير، وفي الإسلام ما اتصل في ولد جرير.
وكان زهير راوية أوس بن حجر.
ويروى عن عمر بن الخطاب: r أنه قال: أنشدوني لأشعر شعرائكم، قيل: ومن هو؟ قال: زهير، قيل: وبم صار كذلك؟ قال: كان لا يعاظل بين القول، ولا يتبع حوشي الكلام، ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه،
وهو القائل: إِذَا
ابْتَدَرَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلاَنَ غايَةً=مِنَ المَجْدِ مَنْ يَسْبِقْ إِلَيْها يُسَوَّدِ
سَبَقْتَ إِلَيْها كُلَّ طَلْقٍ مُبَرزٍ = سَبُوقٍ إلى الغاياتِ غَيْرِ مُخَلدِ
ويروى غير مبلد والمخلد في هذا الموضع: المبطى.
فلَوْ كان حَمْدٌ يُخْلِدُ الناسَ لم تَمُتْ = ولكِنَّ حَمْدَ المَرْءٍ لَيْسَ بمُخْلدِ
وكان قدامة بن موسى عالماً بالشعر، وكان يقدم زهيراً ويستجيد
قوله:
قَدْ جَعَلَ المُبْتَغُونَ الخَيْرَ في هَرِمٍ = والسَّائِلُونَ إلى أَبْوَابِهِ طُرُقَا
مَنْ يَلْقَ يَوْماً على عِلاَّتِهِ هَرِماً = يَلْق السَّمَاحَةَ فيهِ والنَّدَى خُلُقَا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ولا زلنا ننتظر المزيد
حياك الله أخي العزيز " أحمد الخضري " ..
شكرا لمرورك العطر ومداخلتك الطيبة , وإن شاء الله نكون عند حسن ظنك ..
بوركت.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:17 م]ـ
بارك الله جهودك الطيبة أخ رعد واسمح لي بمشاركتك في الحديث عن الشاعر المبدع الحكيم زهير بن أبي سلمى:
واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت ... وأصدق بيت ... وأبين بيت".
فالأمدح قوله:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا = كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
والأصدق قوله:
ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ = وإنْ خالها تَخْفى على الناس تُعْلَمِ
وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:
فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ = يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ
قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 10:40 م]ـ
مرور طيب عطر وإضافة رائعة تشكرين عليها
أختي"الباحثة عن الحقيقة ".
باركك المولى وجزارك كل خير ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:22 م]ـ
تابع
زهير بن أبي سلمى
قال عكرمة بن جريرٍ: قلت لأبي: من أشعر الناس؟ قال: أجاهليةً أم إسلاميةً؟ قلت: جاهليةً؟ قال: زهير، قلت: فالإسلام؟ قال: الفرزدق، قلت: فالأخطل؟ قال: الأخطل يجيد نعت الملوك ويصيب صفة الخمر، قلت له: فأنت؟ قال أنا نحرت الشعر نحراً.
قال عبد الملك لقومٍ من الشعراء: أي بيت أمدح؟ فاتفقوا على بيت زهيرٍ:
تَرَاهُ إذَا ما جِئْتَهُ مُتَهَلَّلاً = كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الِّذِي أَنْتَ سائِلُهْ
قيل لخلف الأحمر: زهيرٌ أشعر أم ابنه كعب؟ قال: لولا أبياتٌ لزهيرٍ أكبرها الناس لقلت إن كعباً أشعر منه،
يريد قوله:
لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ الِحَجْرِ=أَقوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ
ولَأَنْتَ أَشْجَعُ من أُسَامَةَ إِذْ = دُعِىَ النزَالُ ولُجَّ في الذُّعْرِ
ولَأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وبَعْ = ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِي
لَوْ كُنْتَ من شيءٍ سِوَى بَشَرٍ=كُنْتَ المُنَوِّرَ لَيْلَةَ البَدْرِ
وكان زهير يتأله ويتعفف في شعره، ويدل شعره على إيمانه بالبعث وذلك
قوله:
يُؤَخَّرْ فيُوَدَعْ في كِتاب فيُدَّخَرْ=لِيَوْمِ الحِسابِ أَو يُعَجَّلْ فيُنْقَم
وشبه زهيرٌ امرأةً في الشعر بثلاثة أوصافٍ في بيت واحد
فقال:
تَنَازَعَتِ المَهَا شَبَهاً ودُرَّ البُ = حُورِ وشاكَهَتْ فيها الظِّبَاءُ
ثم قال ففسر:
فأَمَّا ما فُوَيْقَ العِقْدِ منها=فمِنْ أَدْماءَ مَرْتَعُهَا الخَلاَءُ
وأَمَّا المُقْلَتانِ فمن مَهَاةِ = وللدُّرِّ المَلاَحَةُ والصَّفاءُ
وقال بعض الرواة: لو أن زهيراً نظر في رساله عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري، ما زاد على ما قال
فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلاَثٌ =يَمينٌ أَو نِفَارٌ أَو جِلاَءُ
يعني يميناً أو منافرةً إلى حاكم يقطع بالبينات أو جلاءً، وهو بيان وبرهانٌ يجلو به الحق وتتضح الدعوى.
ومما يتمثل به من شعره:
وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّىَّ إلاَّ وَشِيجُهُ = وتُغْرَسُ إلاَّ في مَعَادِنِها النَّخْلُ
ويستحسن قوله:
يَطْعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا حَتَّى إذا اطَّعَنُوا=ضارَبَ حَتَّى إذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقَا
ويستحسن أيضاً قوله:
هُوَ الجَوَادُ الَّذِي يُعطِيكَ نَائِلَهُ =عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْيَاناً فَيَنْظَلِمُ
قد سبق زهيرٌ إلى هذا المعنى، لا ينازعه فيه أحدٌ غير كثير، فإنه قال يمدح عبد العزيز بن مروان:
رَأَيْتُ ابنَ لَيْلَى يَعتَرِي صُلْبَ مالِهِ = مَسَائِلُ شَتَّى من غَنِىٍّ ومُصْرم
مَسَائِلُ إنْ تُوجَدْ لديهِ تَجُدْ بها = يَدَاهُ وإنْ يُظْلَمْ بها يَتَظَلَّمِ
المصرم: القليل المال.
يتبع بمشيئة الرحمن
¥