تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاَتُها = فلاقَتْ بَياناً عندَ آخِرِ مَعْهَدِ

دَماً عنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلُهُ = وبَضْعَ لِحَام في إهاب مُقَدَّدِ

وقال الجعدي:

ولاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَد=إِهاباً ومَعْبُوطاً من الجَوْفِ أَحْمَرَا

قال: ومما سبق إليه كعب بن زهير فأخذه الشعراء منه، قال كعب بن زهير يذكر ذئباً وغراباً:

فلم يَجِدَا إِلاَّ مُناخَ مَيطَّةٍ = تَجَافَى بها زَوْرٌ نَبِيلٌ وكَلْكَلُ

ومضْربَهَا وَسْطَ الحَصَى بجِرانِها = ومَثْنَى نَوَاجٍ لم يَخُنْهُنَّ مِفْصَلُ

ومَوْضِعَ طُولِيٍّ وأَحْنَاءِ قاتِرٍ = يَئِط إِذَا ما شُدّ بالنِّسْعِ مِنْ عَلُ

وأَتْلَعَ يُلْوَى بالجَديِلِ كأَنَّهُ =عَسِيبٌ سَقَاهُ من سُمَيْحَةَ جَدْوَلُ

وسُمْرٌ ظِمَاءٌ واتَرَتْهُنَّ بَعْدَ ما = مَضَتْ هَجْعَةٌ منْ آخِرِ اللَّيْلِ ذُبَّلُ

سَفَى فَوْقَهُنَّ التُّرْبَ ضافٍ كأَنَّهُ = على الفَرْجِ والحاذَيْنِ قِنْوٌ مُذَلّلُ

ومَضْطَمِرٌ من خاشِعِ الطَّرْفِ خائفٌ=لما تَضَعُ الأَرُض القَوَاءُ وتَحْمِلُ

أخذه ذو الرمة والطرماح، فقال الطرماح:

أَطاف بها طِمْلٌ حَرِيصٌ فلم يَجِدْ = بها غَيْرَ مُلْقَى الواسِطِ المُتَبَايِنِ

ومَخْفِقِ ذِي زِرَّيْنِ في الأَرِض مَتْنُهُ = وفي الكَّفِ مَثْنَاهُ لَطيفُ الأَسَائِنِ

خَفِيٍّ كمُجْتازِ الشُّجاعِ وذُبَّلٍ = ثلاثٍ كَحَبَّاتِ الكَبَاثِ القَرَائِنِ

وضَبْثَةٍ كَفٍّ باشَرَتْ بَيمِينِها = صَعِيداً كَفَاها فَقْدَ ماءِ المُصَافِنِ

ومُعْتَمَدٍ من صَدْرِ رِجْلٍ مُحَالَةٍ = على عَجَلٍ من خائِفٍ غَيْر آمِنِ

مُقَلصَةٍ طارَتْ قَرِينَتُها بها = إلى سُلَّمٍ في دَفِّ عَوْجَاءَ دافِنِ

ومَوْضِعِ مَثْنَى رُكَبَتيْنِ وسجْدَةٍ = تَوَخَّى بها رُكْنَ الحَطِيمِ المُيَامِنِ

وقال ذوالرمة:

إِذَا اعتَسَّ فيها الذئبُ لم يَلْتَقِطْ بها=منَ الكَسْبِ إلا مِثْلَ مُلْقَى المَشَاجِر

وبَيْنَهما مُلْقَى زِمَامٍ كأَنَّهُ = مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ الَّلْيلِ ثائِرِ

ومَغْفَى فتًى حَلَّتْ له فَوْقَ رَحْلِهِ = ثمَانِيَةً جُرْداً صَلاةُ المُسَافِرِ

سِوَى وَطْأَةٍ في الأَرْضِ من غير جَعْدَةٍ = ثَنَى أُخْتَها في غَرْزِ عَوْجاءَ ضامِرِ

وموْضِعِ عِرْنِينٍ كَرِيمٍ وجَبْهَةِ=إلى هَدَفٍ من مُسْرِعٍ غَيْرِ فاجِرِ

وقال كعب بن زهير:

لا يَشْتَكُونَ المَوْتَ إنْ نَزَلَتْ بهِمْ = شَهْبَاءُ ذاتُ مَعاقِيمٍ وأُوَارِ

سمعه بعضهم فقال:

رُمِيَتْ نَطَاةُ من الرَّسُولِ بفَيْلَقٍ =شَهْبَاءَ ذاتِ مَعَاقِمٍ وأُوَارِ

ومما سبق إليه زهيرٌ فلم ينازع فيه قوله:

فإن الحق مقطعه ... ............ البيت.

يريد أن الحقوق إنما تصح بواحدةٍ من هذه الثلاث: يمينٌ أو محاكمةٍ أو حجةٌ بينةٌ واضحةٌ. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا أنشد هذا تعجب من معرفته بمقاطع الحقوق.

ومن ذلك قوله:

يَطْعُنُهُم ما ارْتَمَوْا حَتَّى إِذَا اطَّعَنُوا=ضارَبَ حَتَّى إِذَا ما ضارَبُوا اعْتَنَقَا

فجمع في بيت واحد صنوف القتال.

ومن ذلك قوله:

اَلِّستْرُ دُونَ الفاحشاتِ ولا = يَلْقاكَ دُونَ الخَيْرِ من سِتْرِ

ومما يستجاد له:

وذِي نِعْمَةٍ تَمًّمْتَها وشَكَرْتَها = وخَصْمٍ يَكادُ يَغْلَبُ الحَقَّ باطُلهْ

دَفَعْتَ بمَعْرُوفٍ منَ القَوْلِ صائِبٍ = إذا ما أَضَلَّ الناطِقِينَ مَفاصِلُهْ

وذِي خَطَلٍ في القَوْل يَحْسِبُ أَنَّهُ =مُصِيبٌ فما يُلْمِمْ به فهو قائلُهْ

عَبَأْتَ له حلْماً وأَكْرَمْتَ غَيْرَه = وأَعْرَضْتَ عنه وهو باد مَقَاتِلُهْ

وذِي نَسَبٍ ناءٍ بَعِيدٍ وصَلْتَهُ = بمالٍ وما يَدْرِي بأَنَّكَ واصِلُهْ

وأَبْيَضَ فَيَّاضٍ يَدَاهُ غَمَامَةٌ = على مُعْتَفِيهِ ما تُغِبُ نَوَافِلُهْ

غَدَوْتُ عَلَيْهِ غُدْوَةً فوَجَدْتُه = قُعُوداً لَدَيْهِ بالصَّريم عَوَاذِلُه

يُفَدِّينَهُ طَوْراً وطَوْراً يَلُمْنَهُ = وأعْيَا فما يَدْرينَ أَيْنَ مَخاتِلُهْ

وأَعْرَضْنَ منه عن كَرِيمٍ مُرَزَّإٍ = جَمُوعٍ على الأَمْرِ الذي هو فاعله

أَخِي ثِقَةِ ما تُذْهِبُ الخَمْرُ مالَهُ = ولِكَّنُه قد يُذْهِبُ المالَ نائلُهْ

تَرَاهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهلِّلاً=كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الذي أَنْتَ سائِلُهْ

ومن ذلك قوله، ويقال إنه لولده كعب:

ولَيْسَ لِمَنْ لم يَرْكَبِ الهَوْلَ بُغْيَةٌ = ولَيْسَ لرَحْل حَطَّهُ اللهُ حامِل

إِذا أَنْتَ لم تُعْرضْ عنِ الجَهْلِ والخَنَا = أَصَبْتَ حَلِيماً أَو أَصابكَ جاهِلُ

ومن ذلك قوله:

وفيهمُ مَقاماتٌ حِسانٌ وُجُوهُهُمْ = وأَنْدِيَةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ

على مُكْثِرِيهمْ رِزْقُ مَنْ يَعْتَرِيهِمُ =وعِنْدَ المُقِلِّينَ السَّماحَةُ والبَذْلُ

سَعَى بَعْدَهُمْ قَوْمٌ لِكَىْ يُدْرِكُوهُمُ=فلم يَبْلُغُوا ولم يُلِيمُوا ولم يَأْلُوا

وأخذ العلماء عليه قوله يذكر الضفادع:

يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتِ ماؤُها طَحِلٌ = على الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا

وقالوا: ليس خروج الضفادع من الماء مخافة الغم والغرق، وإنما ذلك لأنهن يبضن في الشطوط.

وأخذ عليه قوله:

ثَّم اسْتَمَرُّوا وقالوا إِنَّ مَشْرَبَكُمْ = ماءٌ بشَرْقِيِّ سَلْمَى فَيْدُ أَورَكَكُ

وقال الأصمعي: سألت بجنيات فيد عن الركك؟ فقالوا لي: ما هنا ركك ولكن رك فعلمت أن زهيراً احتاج فضعف.

يتبع بمشيئة الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير