فَلَسْطينُ العزيزةُ لاَ تُراعِي = فَعَينُ اللهِ رَاصدِةٌ تُراعِي
وحَوْلَكِ مِنْ بَنِي عَدْنانَ جُنْدٌ = كَثِيرُ الْعَدِّ يَزْأرُ كَالسِّباعِ
إذا اسْتَصْرَخْتِهِ لِلْحَرْبِ لَبَّى = وخَفَّ إلَيْكِ مِنْ كُلِّ الْبِقاعِ
يَجودُ بِكُلِّ مُرْتَخَصٍ وغَالي = لِيَدْفَعَ عَنْكَ غَاراتِ الضّباعِ
بُليتِ بِهِمْ صَهايَنَةً جياعًا = فَسُحْقًا للصَّهايِنَةِ الْجِياعِ
سَتَكْشِفُ عَنْهُمُ الهَيْجاءُ سِتْرًا = وتَرمِيهِمُ بِكُلِّ فَتَّى شُجاعِ
ثم يدخل في وصف أخلاق اليهود, وطباعهم التي عرفوا بِها, فيقول:
وكَيْفَ يُصادِفُ العِبْريُّ نُجْحًا = وَمَا أَخْلاَقُهُ غَيْرَ الْخِدَاعِ
قد اشْتَهَر اليَهُودُ بِكُلِّ قُطْرٍ = بِأَنَّ طِبَاعَهُم شَرُّ الطّبَاعِ
قَدِ اغْتَرَّ الْيَهُودُ بِمَا أَصَابُوا = بِأَرْضِ الْقُدْسِ مِنْ بَعْضِ الْقِلاَعِ
مَتَى كَانَ الْيَهُودُ جنُودَ حَربٍ = وَكُفُؤًا لِلأعارِبِ في الصّراعِ
ويختم القصيدة بِهذا الصوت المتحمس الذي يأتي من الشاعر الثائر مُتوجها إلى فلسطين العزيزة:
فَلَسْطينُ الْعَزِيزَةُ لا تَخَافِي = فَإنَّ العُرْبَ هَبُّوا لِلدِّفَاعِ
بِجَيْشٍ مُظِلمٍ كَاللَّيْلِ غَطَّى = حِيالَكِ كُلَّ سَهْلٍ أوْ يَفَاعِ
وما أسْيَافُهُ إلاَّ نُجومٌ = رُجومٌ لِلْيَهوُدِ بِلا Iنِزَاعِ
يُرابِطُ في ثُغُورِكِ مُسْتَعِدًّا = عَلَى الأهْباتِ لِلأمْرِ المُطاعِ
سَيَهْجُمُ مِنْ مَراكِزِهِ عَلَيْهمْ = هُجومَ الآكِلينَ عَلى القصاعي
ونَحْنُ بَنِي العُروبَةِ قد خُلِقْنا = نُلَبّي لِلْمَعارِكِ كُلَّ دَاعِي
لَنَا في الحَرْبِ غاراتٌ كِبارٌ = وأيَّامٌ مُخلَّدَةُ الْمَسَاعِي
وكَيْفَ نَذِلُّ أوْ نَرْضَى انْخِفَاضًا = ونَجْمُ جُدُودِنَا نَجْمُ ارْتِفَاعِ
يا الله!! لكم هي رائعة تلك الأبيات ..
نص رائع أستاذ محمد ..
بارك الرحمن فيك وجزاك الله كل خير.
ـ[بثينة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:33 م]ـ
قصيدة لمدينة القدس للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي
مَرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ
ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ ..
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً مَعَ امْرَأَةٍ
تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!
...
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ، يا بُنَيَّ، حجابَ واقِعِها السميكَ
لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ!
...
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها ..
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيء في المدينة
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
¥