تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن إسحاق: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان. أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتاب الله وسنة نبيه. أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟ فذكر لي أن الناس قالوا: اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ا شهد

المرجع: الروض الآنف

الجزء الرابع

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:45 م]ـ

أول خطبة خطبها النبي في المدينة

" الحمد لله أحمده واستعينه واستغفره, واستهديه وأؤمن به, ولا أكفره, وأعادي من يكفره, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق, والنور والموعظة, على فترة من الرسل, وقلّة من العلم, وضلالة من الناس, وانقطاع من الزمن, ودنوّ من الساعة, وقرب الأجل, ومن يطع الله ورسوله فقد رشد, ومن يعصهما فقد غوى وفرّط, وضلّ ضلالا بعيدا.

وأوصيكم بتقوى الله, فانه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضّه على الآخرة, وأن يأمره بتقوى الله.

فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه, ولا أفضل من ذلك نصيحة, ولا أفضل من ذلك ذكرى, وانه تقوى لمن عمل به على وجل ومخافة, وعون صدق على ما تبتغون من أمر الآخرة, ومن يصلح الذي بينه وبين الله تعالى من أمر السر والعلانية _ولا ينوي بذلك الا وجه الله تعالى_ يكن له ذكرا في عاجل أمره, وذخرا فيما بعد الموت, حين يفتقر المرء الى ما قدّم, وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا, ويحذركم الله نفسه, والله رؤوف بالعباد.

والذي صدق قوله, وأنجز وعده لا خلف لذلك! فانه يقول تعالى: {ما يبدّل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد}.

واتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية, فانه من يتّق الله؛ فقد فاز فوزا عظيما.

وان تقوى الله تقي مقته, وتقي عقوبته, وتخشى سخطه, وان تقوى الله تبيّض الوجه وترفع الدرجة.

خذوا بحظكم ولا تفرّطوا في جنب الله, قد علّمكم الله كتابه, ونهج بكم سبيله, ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير