تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأحسنوا كما أحسن الله اليكم, وعادوا أعداءه, وجاهدوا في الله حق جهاده, هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين, ليهلك من هلك عن بيّنة, ويحيا من حيّ عن بيّنة, ولا قوّة الا بالله, فأكثروا من ذكر الله, واعملوا لما بعد الموت, فانه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ولا يملكون منه, الله أكبر, ولا قوّة الا بالله العليّ العظيم".

ذكره الحافظ ابن جرير الطبري بقوله: حدّثني يونس بن عبد الأعلى, أخبرنا ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أ، ه بلغه عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل خطبة جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم بن عمرو بن عوف_رضي الله عنهم_ أنه قال, وذكر هذه الخطبة.

وأورد ابن كثير اسناده البيهقي الى أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال: كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة،أقام فيهم, فحمد الله, وأثنى عليه بما هو أهله, ثم قال:

" أما بعد_ أيها الناس_فقدموا لأتفسكم, تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع, ثم ليقولّن له ربه _ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه_ ألم يأتك رسولي فبلّغك, وآتيتك مالا, وأفضلت عليك, فما قدّمت لنفسك. فينظر _أي العبد_ يمينا وشمال, فلا يرى شيئا, ثم ينظر قدّامه فلا يرى غير جهنّم, فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشقّ تمرة, فليفعل, ومن لم يجد فبكلمة طيّبة, فان بها تجزى الحسنة عشر أمثالها الى سبعمائة ضعف. والسلام عليكم وعلى رسول الله ورحمة الله وبركاته".

ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّة أخرى, فقال:

" ان الحمد لله أحمده, واستعينه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلّ له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له.

ان أحسن الحديث كتاب الله, قد أقلح من زيّنه الله في قلبه, وأدخله في الاسلام بعد الكفر, واختاره على ما سواه من أحاديث الناس, انه أحسن الحديث وأبلغه, احبوا من أحب الله, أحبوا الله من كل قلوبكم, ولا تملّوا كلام الله وذكره, ولا تقس عنه قلوبكم, فانه من يختار الله ويصطفي, فقد سمّاه خيرته من الأعمال, وخيرته من العباد, والصالح من الحديث, ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام.

فاعبدوا الله, ولا تشركوا به شيئا, واتقوه حق تقاته, واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم, وتحابّوا بروح الله بينكم, ان الله يغضب أن ينكث عهده

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:21 م]ـ

سلمك الله وعافاك أخي فهدًا الزامل.

متواصلون بإذن الله.

ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:08 ص]ـ

بوركت الجهود ....

هذا مقطع من خطبة أبي حمزة الخارجي بمكة حين وصف أتباعه قائلا:

((يا أهل الحجاز أتعيِّرونني بأصحابي وتزعمون أنَّهم شباب وهل كان أصحابُ رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلاّ شباباً أمَا واللَّه إني لعالمٌ بتتابعكم فيما يضرُّكم في مَعادكم ولولا اشتغالي بغيركم عنكم ما تركتُ الأخْذَ فوق أيديكم شبابٌ واللَّه مُكتهِلون في شبابهم غبيَّةٌ عن الشّرّ أعينُهم ثقيلةٌ عن الباطل أرجلهم أنضاءُ عبادةٍ وأطلاحُ سَهَر ينظر اللَّه إليهم في جوف الليل منحنيةً أصلابهم على أجزاء القرآن كلَّما مر أحدُهم بآيةٍ من ذكر الجنّة بكى شوقاً إليها وإذا مَرّ بآية من ذكر النار شَهِقَ شَهقة كأنّ زفير جهنّم بين أذنيه موصولٌ كَلاَلهم بكلالهم: كَلالُ الليل بكلال النهار قد أكلت الأرضُ رُكَبَهم وأيديَهم وأنوفَهم وجباهَهم واستقلّوا ذلك في جنْب اللَّه حتّى إذا رأوا السّهامَ قد فُوِّقَت والرِّماحَ قد أُشرِعَت والسيوفَ قد انتُضيَتْ ورَعَدت الكتيبةُ بصواعق الموت وبرقت استخفُّوا بوعيد الكتيبة لوعْد اللَّه ومضى الشابُّ منهم قُدُماً حتى اختلفت رِجلاهُ على عنق فرسه وتخضَّبت بالدّماء محاسنُ وجهه فأسرعَتْ إليه سباعُ الأرض وانحطّت علَيه طيرُ السّماء فكم من عينٍ في منقارِ طائرٍ طالما بكى صاحبُّها في جوف الليل من خوف اللَّه وكم من كفٍّ زالت عن مِعْصَمها طالما اعتمد عليها صاحبُها في جوف الليل بالسُّجود للَّه ثم قال: آه آه ثلاثاً ثم بكى ونَزَل))

ـ البيان والتبيين ج 2 صـ 123ـ ــ

&& لم أورد بقية الخطبة لاشتمالها على طوامّ لا تخفى.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:31 ص]ـ

ليتك أكملتها يا أخي الحبيب أبامالك التميمي:)؛ فقد قطعت عنا ما تطلعنا إليه، وما صرنا نهفو إليه، فحين تطلعنا إلى النور تركتنا في الظلام. ما هذا يا رجل:)؟!

ـ[أم أسامة]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:42 ص]ـ

خطبة رائعة كل ما قرأتها أعود لقراءتها يا أخي أبا مالك التميمي، ما أروع انتقائك ...

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:23 م]ـ

خطبة " قس بن ساعدة الإيادي "

خطب قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ فقال:

أيها الناس اسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت ليل داج ونهار ساج وسماء ذات أبراج ونجوم تزهر وبحار تزخر وجبال مرساة وأرض مدحاة وأنهار مجراة إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه إن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه إنكم لتأتون من الأمر منكرا ...

ويروي أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول:

في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها تمضي الأكابر والأصاغر لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير