تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:10 م]ـ

بارك الله فيك أستاذ محمد على نقولاتك الطيبة .. ونحن بانتظار ما يتبع ..

أظن أن شعر الرثاء هو أصدق الشعر العربي، فالمرء لا يبكي ولا يرثو إلا من أحب .. لذلك وجدنا العرب قد سطروا أبياتا تستمطر الدموع من العيون لأنها كما تفضل أخي ليث تُكتب من عمق الحزن والأسى وهل الشعر الصادق غير الحزن والأسى ..

ومن ذلك على سبيل المثال ما قاله الخزيمي في رثاء ولده

وقاسمني دهري بنيّ بشطره = فلمّا تقضّى شطره عاث في شطري

إلا ليت أمي لم تلدني وليتني = سبقتك إذ كنا إلى غاية نجري

وكنت به أُكنى فأصبحت كلما= كُنيت به فاضت دموعي على نحري

وقد أبدع أحدهم أيضا حينما رثا ولده فقال

كلّ لساني عن وصف ما أجد = وذقت ثكلا ما ذاقه أحد

ما عالج الحزن والحرارة في الأحشاء= من لم يمت له ولد

ومن رثاء الأبناء ـ وهل هنك أصدق من رثاء الأبناء ـ ما قاله أبو ذؤيب الهذلي حينما قال

أودى بنيّ وأعقبوني غصة = بعد الرقاد وعبرة لا تقلع

فغبرت بعدهم بعيش ناصب = وأخال إني لاحق مستتبع

وإذا المنية أنسبت أظفارها = ألفيت كل تميمة لا تنفع

ومنها ما قاله ابن الرومي الذي رثا ولده بقصيدة أبكت الحجر قبل أن تبكي البشر

بكاؤكما يشفي وإن كان لا يُجدي = فجودا فقد أدوى نظيركما عندي

بنيّ الذي أهدته كفايّ للثرى= فيا عزة المهدى، ويا حسرة المهدي

ألا قاتل الله المنايا و رميها=من القوم حبات القلوب على عمد

توخى حمام الموت أوسط صبيتي= فلله كيف اختار واسطة العقد

على حين شمت الخير من لمحاته= و آنست من أفعاله آية الرشد

طواه الردى عني، فأضحى مزاره= بعيداً على قرب، قريباً على بعد

لقد أنجزت فيه المنايا و عيدها،=وأخلفت الآمال ما كان من وعد

لقد قل بين المهد و اللحد لبثه=فلم ينس عهد المهد،إذ ضم في اللحد

ألح عليه النزف حتى أحاله= إلى صفرة الجاديّ عن حمرة الورد

و ظلّ على الأيدي تساقط نفسه= ويذوي كما يذوي القضيب من الرند

فيا لك من نفس تساقط أنفساً= تساقط در من نظام بلا عقد

عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له= ولو أنه أقسى من الحجر الصلد

بودي أني كنت قد مت قبله = و أن المنايا، دونه،صمدت صمدي

ولكن ربي شاء غير مشيئتي،=وللرب إمضاء المشيئة، لا العبد

و ما سرني أن بعته بثوابه،=و لو أنه التخليد في جنة الخلد

و لا بعته طوعاً، ولكن غصبته= و ليس على ظلم الحوادث من معد

و إني وإن متعت بابنيّ بعده،= لذاكره ما حنّت النيب في نجد

وأولادنا مثل الجوارح، أيها= فقدناه، كان الفاجع البيّن الفقد

لكل مكان لا يسد اختلاله= مكان أخيه في جزوع ولا جلد

هل العين بعد السمع تكفي مكانه= أم السمع بعد العين، يهدي كما تهدي؟

لعمري لقد حالت بي الحال بعده،= فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي

ثكلت سروري كله إذ ثكلته،= و أصبحت في لذّات عيشي أخا زهد

أريحانة العينين والأنف و الحشا= ألا ليت شعري، هل تغيرت عن عهدي

سأسقيك ماء العين ما أسعدت به=وإن كانت السقيا من العين لا تجدي

أعينيّ جودا لي، فقد جدت للثرى،= بأنفس مما تُسألان من الرفد

أقرة عيني، قد أطلت بكاءها= و غادرتها أقذى من الأعين الرمد

أقرة عيني، لو فدى الحي ميّتاً=فديتك بالحوباء أول من يفدي

كأني ما استمتعت منك بضمة= و لا شمة في ملعب لك أو مهد

ألام لما أبدي عليك من الأسى= و إني لأخفي منه أضعاف ما أبدي

محمد، ما شيء توهم سلوة= لقلبي إلاّ زاد قلبي من الوجد

أرى أخويك الباقيين كليهما= يكونان للأحزان أورى من الزند

إذا لعبا في ملعب لك لذّعا= فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد

فما فيهما لي سلوة، بل حزازة= يهيجانها دوني، وأشقى بها وحدي

وأنت، وإن أفردت في دار وحشة= فإني بدار الأنس في وحشة الفرد

أود إذا ما الموت أوفد معشراً=إلى عسكر الأموات، أني من الوفد

ومن كان يستهدي حبيباً هدية=فطيف خيال منك في النوم أستهدي

عليك سلام الله مني تحيّة= ومن كل غيث صادق البرق و الرعد

ولي عودة للموضوع الشيق بإذن الله ..

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:16 م]ـ

إضافة رائعة أختي صاحبة القلم، بارك الله فيك وفي قلمك.

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 06:14 م]ـ

إضافة رائعة أختي صاحبة القلم، بارك الله فيك وفي قلمك.

وبارك الله فيك أستاذي الكريم على تعقيبكم الحسن ..


¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير