ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 12:32 م]ـ
السراري
تسرر الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام هاجر، فولدت له إسماعيل عليه السلام. وتسرر النبي عليه الصلاة والسلام مارية القبطية، فولدت له إبراهيم. ولما صارت إليه صفية بنت حيي كان أزواجه يعيرنها باليهودية، فشكت ذلك إليه. فقال لها: أما إنك لو شئت لقلت فصدقت وصدقت: أبي إسحاق، وجدي إبراهيم، وعمي إسماعيل، وأخي يوسف. ودخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك، فقال له: بلغني أنك تحدث نفسك بالخلافة، ولا تصلح بها، لأنك بن أمة، فقال به: أما قولك إني أحدث نفسي بالخلافة فلا يعلم الغيب إلا الله، وأما قولك إني ابن أمة، فإسماعيل ابن أمة، أخرج الله من صلبه خير البشر محمداً صلى الله عليه وسلم، إسحاق ابن حرة أخرج الله من صلبه القردة والخنازير.
قال الأصمعي: وكان أكثر أهل المدينة يكرهون الإماء، حتى نشأ منهم علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، ففاقوا أهل المدينة فقهاً وعلماً وورعاً. فرغب الناس في السراري. وتزوج علي بن الحسين جارية له وأعتقها، فبلغ ذلك عبد الملك، فكتب إليه يؤنبه. فكتب إليه علي: إن الله رفع بالإسلام الخسيسة، وأتم به النقيصة، وأكرم به من اللؤم، فلا عار على مسلم. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد تزوج أمته وامرأة عبده. فقال عبد الملك: إن علي بن الحسين يشرف من حيث يتضع الناس.
وقال الشاعر:
لا تشتمن امرأ من أن تكون له = أم من الروم، أو سوداء عجماء
فإنا أمهات القوم أوعيةٌ = مستودعات وللأحساب آباء
وقال بعضهم: عجبت لمن لبس القصير كيف يلبس الطويل؟ ولمن أحفى شعره كيف أعفاه؟ وعجباً لمن عرف الإماء، كيف يقدم على الحرائر؟ وقالوا: الأمة تشترى بالعين وترد بالعيب، والحرة غل في عنق من صارت إليه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:51 ص]ـ
الهجناء
العرب تسمي العجمي إذا أسلم: المفرج، وهو المسلماني. ومنه يقال: مسالمة السواد. والهجين، عندهم؛ الذي أبوه عربي وأمه أعجمية. والمذرع: الذي أمه عربية وأبوه أعجمي.
وقال الفرزدق:
إذا باهلي أنجبت حنظليةٌ = له ولداً منها فذاك المذرع
والعجمي: النصراني ونحوه، وإن كان فصيحاً. والأعجمي: الأخرس اللسان، وإن كان مسلماً. ومنه قيل: زياد الأعجم، وكان في لسانه لكنة. والفرس تسمى الهجين: واشن، والعبد: واش ونجاش. ومن تزوج أمة: نغاش، وهو الذي يكون العهد دونه، وسمي أيضاً: بوركان والعرب تسمي العبد الذي لا يخدم إلا ما دامت عليه عين مولاه: عبد العين. وكانت العرب في الجاهلية لا تورث الهجين. وكانت الفرس تطرح الهجين ولا تعده، ولو وجدوا أمًا أمةً على رأس ثلاثين أمًّا ما أفلح عندهم، ولا كان آزاد مرد، ولو كان بيده مزاد. والآزاد عندهم: الحر، والمرد: الريحان.
وقال ابن الزبير لعبد الرحمن بن أم الحكم:
تبلغت لما أن أتيت بلادهم = وفي أرضنا أنت الهمام القلمس
ألست ببغل أمه عربيةٌ = أبوه حمار أدبر الظهر ينخسوشبه المذرع بالبغل، إذا قيل له: من أبوك قال: أمي الفرس.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 02:11 ص]ـ
مما احتجت به الهجناء
أن النبي صلى الله عليه وسلم، زوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب من المقداد بن الأسود وزوج خالدة بنت أبي لهب من عثمان بن أبي العاص الثقفي. وبذلك احتج عبد الله بن جعفر، إذ زوج ابنته زينب من الحجاج بن يوسف. فعيره الوليد بن عبد الملك، فقال عبد الله بن جعفر: سيف أبيك زوجه. والله ما فديت بها إلا خيط رقبتي. وأخرى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج ضباعة من المقداد، وخالدة من عثمان بن أبي العاص، ففيه قدوة وأسوة. وزوج أبو سفيان ابنته أم الحكم بالطائف في ثقيف: وقال لهذم الكاتب في عبد الله بن الأهتم،
وسأله فحرمه:
وما بنو الأهتم إلا كالرخم = لا شيء إلا أنهم لحم ودم
جاءت به حذلم ومن أرض العجم = أهتم سلاح على ظهر القدم
مقابل في اللؤم من خال وعم وكانت بنو أمية لا تستخلف بني الإماء. وقالوا: لا تصلح لهم العرب.
زياد بن يحيى قال: حدثنا جبلة بن عبد الملك قال: سابق عبد الملك بين سليمان ومسلمة، فسبق سليمان مسلمة،
فقال عبد الملك:
ألم أنهكم أن تحملوا هجناءكم = على خيلكم يوم الرهان فتدرك
وما يستوي المرآن، هذا ابن حرة = وهذا ابن أخرى ظهرها متشرك
¥