وأما بالنسبة لعلامات الترقيم لم تحظ بعناية جيدة مِن المؤلف فيما يظهر, فمثلاً الجمل الدعائية لا يميزها في أثناء الكلام في الغالب, وكذا بعض النقول فاته تمييزها في أولها, وأما آخرها فإنه يميزها بعزوه لها, كذلك علامة التنوين فإنه لا يُثبتها في الغالب, كذلك يوجد بعض الأخطاء في الصف والذي وقفت عليه في موضع واحد في ص (167) س (3, 4) فصلهما وهما متصلين.
2 - الفئة المستهدفة بالكتاب, ومدى تحقيق هدف الكتاب: هم طُلاّب العلم عموماً, وطُلاّب علم التفسير والفقه خصوصاً, وأهل الاختصاص فيهما.
أما مدى تحقيق هدف الكتاب: فإنَّ الباحث بذل جهداً طيّباً حقق مِن خلاله هدفه مِن هذا البحث.
3 - جوانب التجديد في الكتاب: هو جمعه لهذه الأسباب وتطبيق الأمثلة عليها وبيان ثمرة الخلاف المترتبة على هذه الأسباب, وكذا تقسمه لأسباب الاختلاف؛ إلى أسباب بحسب الدوافع, وأسباب بحسب المُختلف فيه, وأسباب ترجع إلى المُفسر, ومسائل خلافية كان لها أثر في الاختلاف بين المفسرين, وإن كان قد يدخل بعضها في بعض, لكن تفصيلها وإبرازها كان جيداً.
4 - الاستطرادات في الكتاب ومدى مناسبتها: توجد بعض الاستطرادات التي قد يراها الباحث ليست كذلك وأنها ضرورية,
فهذا مما تختلف فيه وجهات النظر, لكن الذي أراه أنه استطرد في بعض الأحيان عند التمهيد للمسائل الخلافية التي كان لها أثر
في اختلاف المفسرين, وإن كان بعضها قد تكون الحاجة ماسة إليه؛ فمِن الاستطرادات التي لا أرى حاجة لها: نقلٌ عن القرطبي في
ص: (180) في سبعة أسطر ونصف, وقد يوجهه الباحث ويُخالفني في هذا, لكن هذا ما ظهر لي, والله أعلم.
5 - لغة الكتاب ومناسبتها للفئة المستهدفة: جيدة ومناسبة في الجملة.
6 - مستوى التوثيق العلمي في الكتاب: جيد, لكن لي عليه ملحوظة, وهي أنه ذكر في المقدمة أنَّ تخريجه للأحاديث سيقتصر فيه
على ذكر الكتاب والباب دون ذكر رقم الحديث أو رقم الجزء والصفحة؛ لأنها تختلف مِن طبعة إلى أخرى, وأما اسم الكتاب
والباب ثابت في كل الطبعات.
قلتُ: هذا ليس مطلقاً, فإنَّ بعض الكتب وإن اختلفت الطبعات تتفق في الرقم للحديث في الغالب, ويُقابله أنه في بعض الطبعات
قد تختلف الكتب والأبواب لاختلاف النّسخ, ثم إنَّ في كتابة الرقم أو رقم الجزء والصفحة أيسر وأسرع في الوصول للمعلومة,
خاصة إذا بينت مواصفات النسخة في الحاشية أو في المصادر في آخر الكتاب. ثم إنَّ الباحث لم يطرد ذلك, فقد كتب في بعض
المواطن رقم الجزء والصفحة لبعض كتب الحديث, وكان كتابة رقم الحديث أولى وأيسر في الوصول للمعلومة مع اختلاف
الطبعات؛ كما في ص: (306).
7 - نوعية النقول مِن المصادر وحجمها ومناسبتها: جيدة ومفيدة مِن حيث الجملة.
8 - حواشي الكتاب ومناسبتها: مناسبة مِن حيث الجملة, إلا أنه في بعض المواضع -فيما يظهر لي- أنه أثقلها بما لا حاجة له فيما
يتعلق بموضوع وصلب البحث, إنما هو يتعلق بالتمهيد ونحوه, فمثلاً عندما يَختار تعريفاً لمصطلح معيّنٍ, يَسرد في الحاشية بقيّة
التعاريف أو أكثرها, كما في ص (219, 283, 287) , كذلك التراجم للأعلام كان بإمكانه أن يُوجز أكثر فيها.
9 - طول الكتاب أو قصره بالنسبة للموضوع: مناسب مِن حيث الجملة.
10 - التكرار في الكتاب: يوجد في بعض المواضع؛ منها: نقلٌ لابن عبد السلام في ص (192) , وقد تقدم ص (188).
ومنها: نقل عن ابن الجوزي ص (322) , تقدم معناه, فلا حاجة لذكره.
ومنها: بعض الأمثلة كررها في أكثر مِن مبحث تحت موضوعات مختلفة, ولو أنه جاء بأمثلة جديدة لكان أكثر إثراءاً لبحثه,
ومن الأمثلة التي تكررت في ص (77, 206, 214).
11 - أوهام الكتاب العلمية: لم أقف وأتنبه له على شيء مِن الأوهام, بل كانت عنده دقة جيدة.
12 - المباحث أو المسائل الضعيفة في الكتاب: لم أقف على مباحث ضعيفة في الكتاب, بل كانت مباحثه جيدة ومفيدة في الجملة,
إلا أنه في مبحث: عصر المفسر وأثره في اختلاف المفسرين, ركّز على قضية الأعراف واختلافها مِن زمان إلى آخر, وكان عرضه
لها جيداً ودقيقاً ومفيداً, لكنه أغفل جوانب أخرى تتعلق بعصر المُفسر, ولها أثر كبير على المُفسر, وهي بيئته العامة والخاصة في
جوانب متعددة ومهمة.
13 - إيجابيات أخرى:
أ - وصف الباحث للمنهج الذي سيلكه في الكتاب كان جيداً وقد تقيّد به في الغالب.
¥