تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا الميزان الذي أنزله الله في الرسالة هو الضمان الوحيد للبشرية من العواصف والزلازل، والاضطرابات والخلخلة التي تحيف بها في معترك الأهواء، ومضطرب العواطف، ومصطخب المنافسة، وحب الذات ... " في ظلال القرآن , ج7/ 739

وبعبارة واضحة وجلية فالسنن الله القرآنية علم من علوم الآلة تستخدم في كل المجالات وسيلة ونبراسا ينير السبيل، وتعبر أصدق تعبير عن كوامن الأشياء خفيها وجلِيِّها. فلقد اشتمل زهاء ثلث القرآن على سرد للقصص القرآني كلها منضبطة بضوابط السنن الإلهية؛ ليعبر أصدق تعبير بأن لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله، وأن لا راد لقضائه، ولا مبدل لكلماته؛ ولتكون نبراسا يستضاء به، ويقتبس منه صدق المسار أو انحرافه.

قد يحتاج إلى سنن الله على أنها قوانين سرمدية، وضوابط أبدية - فضلا عن علماء العلوم الاجتماعية- رجال القانون، وعلماء التاريخ، ورجال المباحث الاجتماعية، والشرطة، ورجال العلوم الشرعية: كالأصولي والمحدث، فيحتاجها هذا الأخير لتكشف علل المتون، وتكون للأصولي منارا تنير سبيل فهمه وفقهه لأسرار الآيات الكونية والقرآنية؛ مما يزيده رسوخ قدم في العلم ...

بهذا فهي مقياس وضابط أساس، دعانا أستاذنا عماد الدين خليل لاستخلاصه من مضامين القصص القرآنية، وأجدني في غنى عن ذلك لما وجدتها مبثوثة بين ثنايا المصحف تنتظر من يلتطقها دررا مهداة من رب العزة، ويحكم بها مسار كل الأمور، بل كل حركة وسكنة: أإلى رشد تسعى أم إلى طيش تقصد؟.

وعلى ضوء ضوابط السنن الإلهية يتفتق الرد، وعلى هديها ينبني؛ لكون الزمن الذي كان الفقهاء ينظرون إلى آيات الأحكام بأنها لا تتعدى خمسمائة آية ولى وأدبر فاسحا المجال لكلام الله؛ ليبرهن بكل حرف من حروفه، وكل كلمة من كلماته أنها تحمل دفقا من البيان، فضلا عن الإعجاز. والحالة هذه أضحى لزاما مراجعة الفقه القديم على ما انكشف من دلائل قرآنية.

هـ- مكانة السنن الإلهية بين العلوم

قال أبو حامد الغزالي في بيان القدر المحمود من العلوم المحمودة: "وأما القسم المحمود إلى أقصى غايات الاستقصاء فهو العلم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله، وسننه في خلقه، وحكمته في ترتيب الآخرة على الدنيا، فإن هذا علم مطلوب لذاته، ثم فضل أهل هذا العلم على جميع العلماء كالمتكلمين والفقهاء، وأيده في ذلك العز بن عبد السلام إذ استفتي فيه فأفتى بصحته ... " (كتاب العلم في الإحياء ج1/ 41).

ويقول محمد رشيد رضا:(تفسير المنار) " أقول أما العلم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله فهو معراج الكمال الإنساني، وأما العلم بسننه تعالى في خلقه فهو وسيلة ومقصد؛ أعني أنه أعظم الوسائل لكمال العلم الذي قبله ومن أقرب الطرق إليه، وأقوى الآيات الدالة عليه، وأنه أعظم العلوم التي يرتقي بها البشر في الحياة الاجتماعية المدنية، فيكونون بها أعزاء، أقوياء سعداء، وإنما يرجى بلوغ كمال الاستفادة منه إذا نظر فيه إلى الوجه الرباني، والوجه الإنساني جميعا، وهو ما كان عمر ينظر فيه بنور الله في فطرته، وهداية كتابه، وأما أبو حامد فقد لاحظ الوجه الرباني فقط، وأن في سياسة عمر وفي كلامه لدلائل كثيرة على ما ذكرناه من بصيرته في هذا العلم. فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهله، وأن يجعله وسيلة لتكميل أنفسنا، وإصلاح ما فسد من أمر أمتنا آمين". (تفسير المنار)

و- أبعاد السنن الإلهية

تمضي سنن الله الكونية في اتساق غريب، وتنسيق عجيب مع سنن الله القرآنية؛ الشيء الذي يجعل هذه الأخيرة مفتاحا للغز الكون وسننه وأسراره.

فالمتدبر للسنن القرآنية يجدها قواعد كلية، مترابطة، متسقة، يربطها خيط رفيع بين الأسباب ومسبباتها، وبين الأعمال ونتائجها.

ـ[محمد جابري]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:07 م]ـ

الأساتذة الأكاريم؛

غريب أن تبقى هذه المقالة بدون تعقيب، وقد تفرعت عنها أبحاث دون أدنى إشارة إلى أصلها.

ألم يقل الحكامء إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل.

ـ[محمد جابري]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:16 ص]ـ

الأساتذة الأكاريم؛

غريب أن تبقى هذه المقالة بدون تعقيب، وقد تفرعت عنها أبحاث دون أدنى إشارة إلى أصلها.

ألم يقل الحكماء إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير