تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله تعالى علما فهو يعمل به ويعلمه الناس. والحديث متفق عليه من حديث ابن عمرو.

وقد يطلق على الغبطة حَسدًا، وعليه يُحمل الحسدُ في هذا الحديث، فكأنه قال: لا غبطةَ أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين.

وقد نبّه البخاري على هذا؛ حيث بوَّب على هذا الحديث: باب الاغتباط في العلم والحكمة.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Nov 2010, 12:46 ص]ـ

الذي أعرفه أن حسد العلم لا شيء فيه وهو مستثنىً من الحسد المذموم:

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله تعالى علما فهو يعمل به ويعلمه الناس. والحديث متفق عليه من حديث ابن عمرو.

وقد يطلق على الغبطة حَسدًا، وعليه يُحمل الحسدُ في هذا الحديث، فكأنه قال: لا غبطةَ أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين.

وقد نبّه البخاري على هذا؛ حيث بوَّب على هذا الحديث: باب الاغتباط في العلم والحكمة.

فرق كبير بين الحسد وبين الغبطة وإن كان الإطلاق واردا.

وكنت قد ناقشت مسألة الحسد والفرق بينه وبين الغبطة في كتابي أنس البدوي وهذا نص ما كتبته فيه:

الحسد: هو تمني زوال نعمة عن مستحق لها، ويقال: ظلم ذي النعمة بتمني زوالها عنه، وصيرورتها إلى الحاسد.

وبعضهم قال هو: أن يتمنى زوال ذلك عن المحسود وإن لم يحصل له، سواء سعى في زواله عنه أم لا. ()

وقد يختلط على بعض الناس الحسد والغبطة، ولكنهما مختلفان معنى وحكما، أما المعنى فالغبطة هي: أن يتمنى الإنسان مثل ما للإنسان الآخر من نعمة علم، أو مال، أو غير ذلك؛ دون أن يتمنى زوالها عن أخيه، والحسد قد تقدم معناه، وأما الحكم فالحسد مذموم شرعا وعقلا، وليست الغبطة كذلك وقد جاء في الحديث: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة؛ فهو يقضي بها ويعلمها) ()

فمعنى لا حسد في هذا الحديث: لا غبط.

ويكفي تحذيرا من داء الحسد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكنها تحلق الدين، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم). ()

وقل أن يسلم إنسان من الحسد، ولكن المؤمن لا يجاوز الحسد عنده حديث النفس، إلى الظلم والبغي، والنظرة إلى أخيه بعين الحاسد.

قال الحسن البصري (): (ما من آدمي إلا وفيه الحسد؛ فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء). ()

وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي الزناد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار). ()

قال العلامة ابن القيم () رحمه الله تعالى تعليقا على هذا الحديث: (لما كان الحاسد يكره نعمة الله على عباده، والمتصدق ينعم عليهم كانت صدقة هذا ونعمته تطفيء خطيئته وتذهبها، وحسد هذا وكراهته نعمة الله على عباده تذهب حسناته). ()

وقال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني () – رحمه الله تعالى -: ( ... وفي الحسد أحاديث وآثار كثيرة، ويقال كان أول ذنب عصي الله به الحسد؛ فإنه أمر إبليس بالسجود لآدم فحسده فامتنع عنه فعصى الله فطرده، وتولد من طرده كل بلاء وفتنة عليه وعلى العباد، والحسد لا يكون إلا على نعمة فإذا أنعم الله على أخيك نعمة فلك فيها حالتان، إحداهما: أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها وهذه الحالة تسمى حسدا.

الثانية: أن لا تحب زوالها، ولا تكره وجودها ودوامها له، ولكنك تريد لنفسك مثلها؛فهذا يسمى غبطة؛ فالأول حرام على كل حال إلا نعمة على كافر أو فاجر وهو يستعين بها على تهييج الفتنة وإفساد ذات البين وإيذاء العباد فهذه لا يضرك كراهتك لها ولا محبتك زوالها؛ فإنك لم تحب زوالها من حيث هي نعمة بل من حيث هي آلة للفساد.

ووجه تحريم الحسد مع ما علم من الأحاديث أنه تسخط لقدر الله تعالى وحكمته في تفضيل بعض عباده على بعض ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير