تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) .

فالحور هو في مبدئه الرجوع بتقرير القرآن الكريم "عن ابن عباس أن لن يحور، قال: أن لن يرجع وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد: أن لن يحور أن لن يرجع إلينا" [12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)، والبعث كذلك هو الرجوع إلى الله يوم القيامة "وجملة إنه ظن أن لن يحور تعليل لكونه كان في الدنيا في أهله مسروراً والمعنى أن سبب ذلك السرور ظنه بأنه لا يرجع إلى الله ولا يبعث للحساب والعقاب لتكذيبه بالبعث وجحده للدار الآخرة" [13] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13). وقد وافقه سعيد حوى في تفسيره لهذه الآية بقوله: "أقول وهذا سرُ سروره في أهله، سروراً جعله لا يبالي بقيد ولا عمل" [14] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)، أي: لا يبالي في أنه سيحور إلى ربه يوم الحشر ويُحاسب على أفعاله وأقواله في هذه الحياة كما تقدم بيانه في التفاسير التي سبق ذكرها.

فالحوار هو: "مُراجعة الكلام بين متحاورين، وتقليب وجوهه للوصول إلى معنى ثابت يقطع الخلاف، ويرفع النزاع بينهما، ويحملهما على التسليم بأحد المعاني الخلافية - وهذا التعريف يرشدنا فقط إلى بعضٍ من وجوه الحوار فـ - المتأمل في بداية التعريف يلحظ ملائمته لمعنى الحوار، إلا أن التعريف اشتمل على حصر الغاية من الحوار في إقناع الطرف الآخر بالتسليم لمعنى معين، وهو أمر لا يتناسب والغاية من الحوار" [15] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)، ولا يتناسب كذلك مع مَدلولات الحوار وفق الاصطلاح القرآني لهذه اللفظة حيث تعددت نتائج الحوار في كل حادثة؛ بل وربما في الحادثة الواحدة، ولم تكن جميع نتائجه إلزام أحد الطرفين مُحاوِرَهُ الحجة، وكما سيتبين لنا إن شاء الله في المباحث القادمة من هذه الدراسة.

ويعرّف التويجري، الحوار بقوله: "فالأصل في الحوار في الثقافة العربية الإسلامية، هو المراجعة في الكلام، وهو التجاوب، بما يقتضي ذلك من رحابة الصدر، وسماحة النفس، ورجاحة العقل، وبما يتطلبه من ثقة ويقين وثبات، وبما يرمز إليه من القدرة على التكيف، والتجاوب، والتفاعل، والتعامل المتحضّر الراقي مع الأفكار والآراء جميعاً، وبهذا المعنى يتأكد لدينا، بما لا يرقى إليه الشك، أن الحوار أصلٌ من الأصول الثابتة للحضارة العربية الإسلامية، ينبع من رسالة الإسلام وهديه، ومن طبيعة ثقافته وجوهر حضارته" [16] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) ورغم شمولية هذا التعريف ودقته إلا إننا لا نستطيع عدَّهُ تعريفاً جامعاً مانعاً للحوار كونه يُعرّف الحوار من زاويةٍ مُعينة ونحن نروم وضع تعريفٍ عامٍ للحوار من منظور قرآني بوصف ماهيته، تمهيداً لوضع تعريف شامل لحوار الحضارات من منظور قرآني، لكننا يمكن أن نعد هذا التعريف متعلقاً بالحوار من منظور إسلامي عام ويُعبر عن حوار المسلمين فيما بينهم أو مع غيرهم من حيث رؤيتهم للحوار، كما يمكن فهم هذا الكلام على أنه شرح لمفهوم الحوار من منظور إسلامي وليس تعريفاً للحوار.

وهنا فقط نستطيع القول بأن الحوار من منظور القرآن الكريم، هو مراجعة الكلام برويةٍ ولطفٍ وحسن اختيارٍ للألفاظ بما يتناسب مع موضوع الحوار ومقام المُتحاورين وحالهم، بين طرفين أو أكثر لإثبات أمرٍ أو نفيهِ، أو الوصول إلى مشترك يرفع أصل الخلاف بين المُتَحاوِرين أو إلزام الحجة بعرض الحقائق والآراء.

عنوان الحلقة القادمة بمشيئة الله (مكانة الحوار في القرآن الكريم والحضارة الإسلامية)

[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) سورة الكهف34

[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) سورة الكهف37

[/ URL] [3] سورة المجادلة1

[ URL="http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4"] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) [4] العلواني، د. رقية طه جابر، فقه الحوار مع المخالف في ضوء السُنة النبوية، جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود، للسُنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ط1، الدورة الأولى1426هـ-2005م ص 34.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير