كذلك حديث أول من يكسى يوم القيامة والذي هو إبراهيم، ويذكر لنا الحديث جوانب مذهبية وسياسية تتعلق بالمرحلة الإسلامية تتعلق بالصحابة الذين غيروا بعده، حيث ينادي عليهم رسول الله صلعم أصحابي أصحابي فيقال له لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقال لهم بعدا بعدا وفي روايات أخرى سحقا سحقا؛ تماما كما ورد في أقوال المسيح في الإنجيل بالنسبة لأصحابه ومريديه الذين لم يسيروا على نهجه ..
أما المجموعة الثانية من الأحاديث فقد كانت موافقة بشكل حرفي لما ورد في أسفار العهد القديم، إبراهيم يكذب فيقول عن زوجته هي أختي، وإبراهيم يختتن بقدوم، وإبراهيم يخرج جاريته وابنه منها إلى الصحراء ويتركهما ويرجع إلى أهله حيث يوجد الوارث الحقيقي ..
وأما المجموعة الثالثة فهي مرتبطة بالواقع الإسلامي، حيث المدينة المحرمة التي حرمها محمد كما حرم إبراهيم مكة، وحيث تغيير قواعد إبراهيم التي لم يستطعها محمد لأن قومه حديثو عهد بالجاهلية؛ وحيث الخلاف عن الصلاة على النبي ومن يضم إليه أصحابه أم أزواجه أم آله فقط؟، وحيث الفهوم الفردية الخاصة لنصوص قرآنية ذكر فيها إبراهيم.
أما الحديث القرآني عن ما قبل الهجرة الإبراهيمية حيث الجهاد الأكبر من أجل التوحيد ضد الشرك حتى وصل الأمر بالمشركين إلى إحراقه بالنار فنجاه الله منها، وما بعد الهجرة حيث إقرار الدين العالمي وشعائر الله في البيت الذي اختاره، في ملة إنسانية واحدة تجمع الاعتقاد مع التشريع وتجعل البركة لجميع الأمم فإن كلا من النص التوراتي القانوني والنص الحديثي الإسلامي كان غافلا عنه.
وختاما اجمع بين أيديكم نسب إحصاءات الدراسة كما خلصنا إليها:
قبل هجرة إبراهيم
بعد هجرته
مجموع الكلمات
النص القرآني
4200 كلمة
40 %
6400 كلمة
60 %
10600 كلمة
أثار القرآن أهم المواضيع التي أغفلها النص التوراتي في هذه المرحلة، وهي موضوعي التوحيد والبعث
ركز القرآن على قضية بناء بيت الله وإقامة شعائر الدين فيه، واستحضار الأبعاد الإنسانية والقيمية للملة الإبراهيمية الواحدة التي يتبارك جميع أمم الأرض
النص الكتابي
250 كلمة
2 %
11350 كلمة
98 %
11600 كلمة
لم يهتم النص التوراتي بهذه المرحلة من حياة إبراهيم، ولم يذكر عنها النص القانوني إلا نتفا غابت عنها الأبعاد الأساسية للدين وعلى رأسها البعث والتوحيد، وحضرت مكانها الأبعاد العنصرية المتمثلة في النسب والذرية.
تحولت إمامة البيت الحرام إلى امتلاك الأرض وإرثها، ولذلك تحدثت الرواية عن ترك إبراهيم لابنه البكر وأمه في الصحراء حتى لا يرث مع إسحاق، غلب الحديث عن الأرض الموعودة والنسل المبارك والإرث الخاص بالشعب المختار. وغابت الأبعاد الإنسانية والدينية في المكان المختار للبركة العالمية.
النص الحديثي عند البخاري
511 كلمة
4 %
12014 كلمة
96 %
12525 كلمة
تماما مثل النص التوراتي غاب الحديث عن هذه المرحلة عموما، وما ذكر من قضايا لا ينسجم أبدا مع المضامين القرآنية وإضافاتها النوعية، وإنما يعيد إثارة إشكالات حول ما جاء به القرآن الكريم، فبدلا من الحديث عن إبراهيم ورشده وإيمانه واطمئنانه هناك حديث عن شك إبراهيم، وبدلا من إسقاط فكرة العنصرية، كان اعتبار عذاب أبي إبراهيم أبعد الخزي وهو يناقض قول إبراهيم ولا تخزني يوم يبعثون ...
وأما باقي الأحاديث فيمثل قريبا من نصفها حديث عن أمور غيبية، بعضها يتعلق بالمعراج، وبعضها بالشفاعة، وبعضها بأول من يكسى يوم القيامة ..
وتمثل المجموعة الثانية منها حديثا عن إبراهيم كما ورد في النص التوراتي، إبراهيم يكذب، ويختتن بقدوم، ويخرج ابنه إسماعيل وأمه إلى الصحراء ...
وأما المجموعة الثالثة فتمثل أمورا تتعلق بتاريخ المسلمين، ومن ذلك تحريم المدينة، وإعادة بناء الكعبة، والصلاة على النبي محمد، وباقي الكلام الآخر إنما هو تفسيرات للبخاري ولمن نقل عنهم من الأئمة.
والظاهر أن الغائب الأكبر في كل هذه الأخبار هو المقترح القرآني بما يضمه من أبعاد دينية وإنسانية ...
مجموعة 1:
46،6 % من الأحاديث تتحدث عن أمور غيبية،
يمثل حديث المعراج 19،5 %
ويمثل حديث المعراج17 %
وحديث أول من يكسى يوم القيامة 4،4 %.
مجموعة 2:
21،16 %
يمثل حديث إخراج إسماعيل وأمه 11،1 %.
موضوع كذبات إبراهيم بنسبة 6،7 في المائة.
¥