تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويليها موضوع كذبات إبراهيم بنسبة 6،7 في المائة من مجموع مفردات الحديث في الباب. ثم موضوع أكرم الناس والذي هو الكريم يوسف ابن الكريم يعقوب ابن الكريم إسحاق ابن الكريم إبراهيم. ويليه موضوع اختتان إبراهيم بقدوم وهو ابن خمس وثمانين سنة.

والملاحظ أن الصورة المقدمة من هذه الاحاديث هي عينها المقدمة من الأسفار القانونية الكتابية، ونصوص هذه الأحاديث موجودة بحذافيرها في الكتاب القانوني المقدس.

أما المجموعة الثالثة من الأحاديث فهي المتعلقة بحديث عرضي عن إبراهيم، لمعالجة موضوع من موضوعات الواقع الإسلامي، وتمثل نسبة هذه المجموعة ما يزيد على ربع مفردات الأحاديث الواردة عن البخاري في شأن إبراهيم؛ وجزء مهم منها إنما هو تفسيرات مأثورة عن البخاري والناقل عنهم بما فيها آيات قرآنية وضعها البخاري ترجمة لأبواب معينة؛

يمثل حديث تحريم مكة من طرف إبراهيم، وتحريم المدينة من طرف محمد صلى الله عليه وسلم نسبة 6،4 في المائة من العدد الإجمالي لمفردات الأخبار المتحدثة عن إبراهيم.، وهي محاولة لجعل المدينة المنورة في مكانة مكة المكرمة من حيث القدسية؛

ويمثل حديث إعادة بناء قواعد البيت على أسس إبراهيمية نسبة 5 في المائة من مجموع مفردات هذه الأحاديث عند البخاري؛ والواضح أن الحاجة إلى توسيع البيت كانت ملحة مع الرفض المجتمعي للأمر، فكان الحديث وسيلة أساسية لجعل الناس يسمحون بتوسعة البيت الحرام وإعادة بناء الكعبة وهو ما قام به الزبير بن العوام.

ويمثل موضوع الصلاة الإبراهيمية نسبة 4،5 في المائة من مجموع مفردات هذه الأحاديث، والواضح أن لصيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم علاقة بالصراع القائم بين الأهل والأزواج والأصحاب، وهل يذكر في الصلاة على النبي الصلاة على أصحابه أو أزواجه أم آله فقط ..

وتمثل باقي الأحاديث ما يقل عن نسبة 5 في المائة المتبقية، وكلها تتحدث عن إبراهيم بشكل عرضي، فموضوع "مقام إبراهيم" الذي شغلت مفرداته 2،1 في المائة، كان يتحدث عن موافقات القرآن لعمر، ومنها موافقته في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى؛ وموضوع "دين إبراهيم" يتعلق بأحد العرب الذي كان في الجاهلية على دين إبراهيم، وحديث "قرت عين أم إبراهيم"، هو كلام أحد المصلين في اليمن سمع المقريء يقول "واتخذ الله إبراهيم خليلا؛ وحديث الجد أب، يتعلق بحكم فقهي أخذه أبو بكر من قول يوسف في قوله تعالى: "آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب"؛ كل أخبار هذه المجموعة الأخيرة ورد ذكر إبراهيم فيها بشكل عرضي، و لم يكن إبراهيم هو المقصود في حد ذاته، وإنما قصدت مواضيع أخرى تتعلق بالواقع التاريخي الإسلامي أو الفهم والاجتهاد الفردي انطلاقا من نصوص قرآنية ذكر فيها إبراهيم الخليل.

وخلاصة القول إن الأحاديث النبوية التي أوردها الإمام البخاري عن إبراهيم بعد هجرته من أرض مولده، لم تتوافق مع الحديث القرآني عن نفس المرحلة، بل إن المقصد القرآني كان هو الغائب الأساسي عنها، بينما كانت الروح الكتابية هي الموجهة لها، وكان الواقع العربي بأحواله المختلفة مؤثرا أساسيا فيها؛ ولذلك وجدنا إبراهيم سواء في المعراج وهو يستقبل محمدا صلى الله عليه وسلم في أحد السماوات، تماما مثلما نجده في معارج الأنبياء في الأسفار المقدسة الكتابية قانونية وغيرها؛ ومنه معراج إبراهيم الذي يطلق عليه رؤيا أبراهام، أو معراج باروخ أو أخنوخ أو إيليا أو موسى نفسه، ومعارج كثيرة تذكر في الأدبيات الكتابية وتحكي عن الرحلة السماوية. ومثلما وجدنا إبراهيم في المعراج وجدناه في حديث الشفاعة متأثرا بكذباته التي منعته أن يشفع في الناس، إلى أن يأتي الشافع المشفع محمد صلى الله عليه وسلم، فيأذن الله له فيقوم بالشفاعة لأمته؛ ورغم ما يحمله هذا الحديث من تنكر للأعمال واعتماد على الفضل الإلهي الخاص بالأمة المحمدية عندنا، وبأتباع الأنبياء الآخرين في فكرة الخلاص عند الأمم الأخرى؛ فإن إبراهيم يبدو متناقضا مع أحاديث أخرى أوردها البخاري نفسه عن أبي ذر الغفاري، تبدأ الشفاعة فيها بالملائكة ثم يشفع الأنبياء عموما دون حرمان أي واحد من هذا العمل ثم الشهداء ثم الصالحون، ثم يشفع الله سبحانه وتعالى ويضع رجله في النار حتى تقول قط قط؛ وفي هذا الحديث شفاعة الأنبياء جميعا دون أن تمنعهم ذنوبهم. ونجد من أحاديث الغيب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير