ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:29 ص]ـ
أخي الحبيب تيسير ..
ذكر الشيخ أبو عبد الرحمن المدني في المشاركة 5 أن هناك مسألتان:
الأولى متعلقة بالوصول إلى القمر.
والثانية متعلقة بدلالة الآية على هذا الوصول من عدمه.
ويهمنا ويهمك في ملتقى أهل التفسير معرفة المسألة الثانية، وهي التي جاء فيها كلام الشيخ ابن عثيمين، وأن الآية لا تدل على هذا الاستدلال بغض النظر عن إمكانية تحققه أو لا، فهذه هي التي يسأل فيها أهل العلم الشرعي ولا علاقة للفلكيين بها.
أما المسألة الأولى فهي التي يسأل فيها علماء الفلك -وليس الدكتور زغلول منهم بالطبع فهو عالم جيولوجيا- فأرجو ألا يساق الحديث إليها.
وفقك الله وسددك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Nov 2010, 06:10 ص]ـ
ما يهمنا ويهمك في ملتقى أهل التفسير معرفة المسألة الثانية، وهي التي جاء فيها كلام الشيخ ابن عثيمين، وأن الآية لا تدل على هذا الاستدلال بغض النظر عن إمكانية تحققه أو لا، فهذه هي التي يسأل فيها أهل العلم الشرعي ولا علاقة للفلكيين بها.
أما المسألة الأولى فهي التي يسأل فيها علماء الفلك -وليس الدكتور زغلول منهم بالطبع فهو عالم جيولوجيا- فأرجو ألا يساق الحديث إليها.
وفقك الله وسددك.
بارك الله بكم وسددك على الخير خطاكم. وأنتم أساتذتنا نجلكم ونقدركم. وليس لنا هدف إلا التذاكر في آيات الله تعالى. وبعد أخي الحبيب:
إذا أردنا أن نعرف أن الآية تصلح للاستدال لصعود الإنسان وتحليقه في الأجواء يجب أن نعرف ما معنى اقطار السموات والأرض. فهل يعني بأقطار السموات ما هو خارجها أم ما هو داخلها؟؟؟ وسواء كان المقصود داخلها أم خارجها فإن الإنسان بالفعل وصل الى بعض أركانها العلوية , وهذا مسلم به فلماذا لا يصلح الاستدلال بها؟؟.
وإذا كانت لا تشير الى النفوذ من أقطار السموات والأرض فإلى أي شيء تشير إذاً. وما فائدة هذا التحدي والذي أكده كثير من العلماء حتى الأقدمين منهم؟؟؟
الآية معناها ببساطة: يا أيها الجن والإنس إن استطعتم أن تخترقوا السموات والأرض وتنفذوا منها فافعلوا. فلن تفعلوا ذلك إلا بسلطان.
بعض العلماء قالوا هي تهديد ووعيد في الآخرة. وهذا جيد مقبول ولا ننفيه. ولكن لا يمنع أيضاً أن يكون المعنى عام في الدنيا والآخرة بدليل الآية نفسها وهو قوله (فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) والآخرة ليس فيها تحدي ولا حتى مجادلة بحقائق. . والعبرة بعموم اللفظ.
وأيضاً: إذا كان المعنى يقصد به الآخرة فقط فما فائدة قوله تعالى: لا تنفذون إلا بسلطان؟؟؟.فكلمة سلطان شرط لازم التحقيق في خرق السموات والأرض مما يدل على إمكانية التحقيق إن وجد.
أنا أقول والله تعالى أعلم: أن هذه الآية آية تحدي بعدم النفوذ من أقطار السموات أي خارجها. ولكن داخلها أمر هيًن حاصل. وكذلك خرق الأرض غير ممكن لما تحويه من نيران وصخور ملتهبة. ولكن النفوذ خارج غلافها الجوي ممكن وقد حصل مرات ومرات. فتظل الآية ضمن التحدي غير ممكن التحقيق سواء كان ذلك في الدنيا أم في الآخرة. والله تعالى أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:00 م]ـ
معنى (أقطار السماوات والأرض) ومعنى (النفوذ) يبينه علماء التفسير أخي الحبيب، وتفسيرهم لا ينبني عليه مسألة الوصول إلى القمر أو المريخ أوغيره من عدمه.
وما معنى الآية؟ وإلى أي شيء تشير؟ وبم وقع التحدي بها؟ ...
كل هذا قد بينه المفسرون بما يثلج الصدر ويوضح المعنى ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:33 م]ـ
ولتكتمل الفائدة أسوق إليك أخي ما قاله بعض المفسرين:
" {إن استطعتم} إن قدرتم {أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَـ?رِ ?لسَّمَـ?وَاتِ وَ?لأَرْضِ} أن تخرجوا من جوانب السمـ?وات والأرض هاربين من الله تعالى فارين من قضائه سبحانه: {فَ?نفُذُواْ} فاخرجوا منها وخلصوا أنفسكم من عقابه عز وجل. والأمر للتعجيز {لاَ تَنفُذُونَ} لا تقدرون على النفوذ {إِلاَّ بِسُلْطَـ?نٍ} أي بقوة وقهر وأنتم عن ذلك بمعزل وألف ألف منزل " روح المعاني
" هذا إعلان لهم بأنهم في قبضة الله تعالى لا يجدون منجىً منها ... والنفوذ والنفاذ: جواز شيء عن شيء وخروجُه منه. والشرط مستعمل في التعجيز، وكذلك الأمر الذي هو جواب هذا الشرط من قوله: {فانفذوا}، أي وأنتم لا تستطيعون الهروب ... أي فهذه السماوات والأرض أمامكم فإن استطعتم فاخرجوا من جهة منها ... وجملة {لا تنفذون إلاَّ بسلطان} بيان للتعجيز الذي في الجملة قبله فإن السلطان: القدرة، أي لا تنفذون من هذا المأزق إلا بقدرة عظيمة تفوق قدرة الله الذي حشركم لهذا الموقف، وأنَّى لكم هاته القوة " التحرير والتنوير
وعليه نلحظ أخي الكريم أن الآية تدل على خلاف ما ظننت، فسواء قلنا إنها دالة على أمر في الدنيا أو في الآخرة فالتحدي واحد، والأمر للتعجيز في الحالين، وهو أن العباد في قبضة الله تعالى مهما وصلوا إليه من قوة وعلم.
وقد سقت إليك نقلين من كتب المتأخرين، لأدلك على أن كلمة المفسرين ومناهجهم واحدة في القديم والحديث.
ففهم الآية قائم على معرفة سياقها ومفرداتها ودلالة تركيبها وعادة القرآن الكريم في أمثالها ..
وهكذا تجتمع أصول التفسير وعلومه في الوصول للفهم الصحيح، وهو ما لا يدركه إلا علماء التفسير ..
وفقك الله ونفع بك.
¥