ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:52 م]ـ
وللشيخ الشنقيطي تعليق مفيد حول هذه الآية في سورة الحجر فليرجع إليه وذكر من معاني السلطان: قول ابن عباس (الحجة والبينة) وبيّن أنه لا ينطبق على السلطان الذي حملوه على هذه الآية
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:31 ص]ـ
وهكذا تجتمع أصول التفسير وعلومه في الوصول للفهم الصحيح، وهو ما لا يدركه إلا علماء التفسير ..
أخي الفاضل
حتى ابن عثيمين رحمه الله لم ينف بالكلية أن هناك قول لبعض العلماء بالاستدلال على الطيران من خلال تلك الآية. أنظر ماذا يقول رحمه الله:
والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا: إن الله قال في سورة الرحمن:] يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان [(3). والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.
وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.
رأي ابن عثيمين رحمه الله فضفاض ومتسع واستخدامه كلمة (يظهر لي) تدل على عدم الجزم والقطع في المسألة رغم ميله للرأي الآخر. وهذا هو شأن العالم الرباني المنصف الذي يدرك الخلاف والاختلاف.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:48 ص]ـ
يقول مصطفى العدوى في كتابه سلسلة التفسير:
وثمّ قول آخر ألا وهو: أن هذا القول في الحياة الدنيا، فيبين الله سبحانه وتعالى أنه لا طاقة ولا قدرة للإنس ولا للجن على اختراق السماوات، وعلى التنصت عليها كما كان الجن يفعلون قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان مسترقو السمع من الجن -كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يعرجون إلى السماء واحداً فوق الآخر كما وصفه سفيان راوي الحديث بوضع إحدى كفيه على الأخرى إلى أن يصلوا إلى السماء، فيتصنتون على سماء الدنيا، ويستمعون إلى الملائكة وهم يتحدثون في العنان بما سيكون، فيخطفون الخبر من هؤلاء الملائكة ثم يمضون سريعاً إلى الكهنة والسحرة، فيلقون الخبر ومعهم مائة كذبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم شددت الحراسة على السماء كما قالت الجن: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن:9]، وكما قال الله سبحانه: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} [الصافات:6 - 9]، فمن حاول اختراق السماوات سلطت عليه الشهب وأرسلت عليه النجوم فكانت رجوماً له، كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك:5].
فالقول الثاني في تأويل هذه الآية: أن هذا في الحياة الدنيا، وهو تحدٍ للإنس والجن، وبيان عجز الإنس والجن عن اختراق السماوات واختراق الأرض.
وعلى ذلك فقد ذهب الشنقيطي رحمه الله على إنكار وصول الإنسان الى القمر ونفي ذلك لاستحالته. يقول مصطفى العدوي:وبهذه الآية وبضمينتها في سورة (ص) استدل الشنقيطي رحمه الله تعالى على بطلان المدّعى الذي فحواه: أن الإنسان صعد إلى القمر، ووصف هذه الأقوال بأنها أكاذيب، محتجاً بقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ} [ص:10]
فهل ما ذهب اليه الشنقيطي رحمه الله صحيح؟؟ ونحن نرى بأم أعيننا الصواريخ العابرة للقارات والأقمار الصناعية التي توصل الينا الإشارات التلفزيونية والإنترنت؟؟!!!
أظن أن أول رائد فضاء عربي مسلم, زار القمر هو الأمير سلطان بن سلمان ما زال حياً يرزق وبإمكان المحطات الفضائية الإسلامية أن تجري معه لقاء حول رحلته الشهيرة ليصبح الشك يقيناً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:09 ص]ـ
أخي الفاضل
حتى ابن عثيمين رحمه الله لم ينف بالكلية أن هناك قول لبعض العلماء بالاستدلال على الطيران من خلال تلك الآية.
نعم هو لم ينفه، بل ذكره ليرد عليه بتسعة أوجه، قال بعدها: " فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:
أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.
الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون"
فهذا هو الشاهد أخي الحبيب وهو ما اتفقت عليه كلمة المفسرين.
والذي ينبغي أن نخرج به هو أن الحديث منصب على ما تدل عليه الآية، وأنه لا علاقة لها بمسألة الطيران ولا الوصول إلى القمر، فلا داعي لربط القضيتين ببعضهما، فالقرآن لم يتحدث عن هذه القضية أصلا ولم تدل عليه هذه الآية ولا غيرها إثباتا كما أنها لم تنفه.
هذا مؤدى كلام الشيخ ابن عثيمين والمفسرين قبله وكلام الإخوة أعلاه.
وبهذا نحفظ لكتاب الله تعالى حرمته فيما يصح أنه دل عليه، ونترك لعلماء الفلك وغيرهم مجالهم وبحثهم دون أن نربط بحوثهم قسرا بكتاب الله ..
والله الموفق.
¥