تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على أن المعن للجمع المؤنث؟ الدليل أنه قال (منكن). فإذن في كلمة (يقنت) وهذا هو الماضي أولاً يبدأ بمراعاة لفظها ثم يُراعي معناها كأنما يعطي (من) حقها مرتين يعطي (من) حق اللفظ ثم يعطيها حق المعنى فقال (ومن يقنت منكن) راعى في كلمة (يقنت) حق اللفظ وهذه سُنّة العرب في كلامهم مع (من) تراعي حق اللفظ أولاً ثم تراعي حق المعنى. حتى يكون الكلام عاماً في البداية مع (من)

(وتعمل صالحاً) راعى المعنى مع أنه لغة يجوز أن يقول (ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحاً نؤتها أجرها) هنا يكون قد راعى اللفظ فقط. وقُريء (ويعمل صالحاً) في السبعة و قرأ حمزة والكسائي (ويعمل صالحاً) معناها أن بعض قبائل العرب وفّقت بين الفعلين (يقنت – يعمل) ولا توجد قراءة (تقنت) لأنه خلاف لغة العرب. لغة العرب تراعي لفظ (من) أولاً ثم تعكف عليه بمراعاة المعنى لأن اللفظ هو الظاهر والمعنى يأتي بعد ذلك فهي أولاً تراعي اللفظ ثم تعلّق عليه بمراعاة المعنى. ولو عكس لاعترضت العرب وقالوا هذا ليس من كلامنا.

وشيء آخر يمكن أن نلحظه: طبعاً خمسة من القرّاء السبعة معناه أكثر القبائل العربية بل لغة قريش (من يقنت – وتعمل) لكن حمزة والكسائي أنهما كانا في الكوفة بعض قبائل العرب المحيطة بالكوفة وقرأوا بما أقرّه الرسول r لهم وليس من عند أنفسهم وهذا نكرره دائماً وأن القراءة ليست من هوى النفس وإنما برواية. وقبائل العرب روت عن آبائهم الأمة أخذته عن الأمة لكن عموم القراء قرأوا (وتعمل). لما ننظر (وتعمل صالحاً) هذا التأنيث تذكيره قد يُلبس لأن قبله (ورسوله) (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِوَتَعْمَلْ صَالِحًا) كأن العمل يعود على الرسول r فتفادياً لمثل هذا اللبس الذي قد يحدث قرأ الجمهور (وتعمل) ليس هذا هو السبب لكن كما قلت روعي اللفظ ثم المعنى ولكن لما روعي إبتعد هذا اللبس. الواو في (وتعمل) عاطفة على (ومن يقنت) ولذلك جزم.

في سورة يوسف قال (وقال نسوة) ولم يقل (قالت نسوة): قلنا هذا الجمع الذي هو جمع تكسير، النسوة جمع إمرأة لأن ليس لها مفرد من لفظه وهو جمع تكسير إذا قُدّر بالجمع وقال جمع النسوة يقول (قال) ولجماعة النسوة يقول (قالت جماعة النسوة).

وفقني الله وإياكم لكل خير

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:00 م]ـ

كل توجيه يغفل بعض القرءات المتواترة غيرمقبول، ولعل بعض الإخوة يتفضل بنقل ما ذكره البقاعي فقد راعى القراءات وكلامه دقيق يحتاج إلى تأمل.

ـ[محمد حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:08 م]ـ

جزى الله كل من شارك خير الجزاء وزادكم الله علما

ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:40 ص]ـ

بل قال الله ذلك -أيها الكريم- وهي قراءة يعقوب: (يا نِسَاء النَّبِيِّ مَن تَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَعَّفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً {30} وَمَن تَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً {31}.

والقراءتان المتواترتان بمنزلة الآيتين.

فتوجيه قراءة الجمهور هو مراعاة (من) الشرطية حيث يكون غير مؤنث.

وتوجيه قراءة يعقوب هو مراعاة ما تدل عليه (من) وهو إحدى النساء المقصودات بالخطاب ..

وفقك الله.

الأخ الكريم الشيخ محمد حفظه الله

اتفق القراء العشرة في المتواتر عنهم كما في كتاب النشر على القراءة بالياء في ((يأت منكن)) ((ومن يقنت منكن))

واختلفوا في (وتعمل)) و ((نؤتها)) فقرأ حمزة والكسائي وخلف العاشر بالياء في الفعلين

وقرأ الباقون بالتاء في (وتعمل) وبالنون في (نؤتها)).

وبهذا يتبين أن القراءة بالتاء في (تأت) و (تقنت) شاذة.

ولعل نسبتها في بعض الكتب إلى يعقوب يوهم أنها متواترة، وليس الأمر كذلك فهي من رواية زيد عن عمه يعقوب، ورويت أيضاً من طريق غيره، كما ذكرها الخزاعي في المنتهى، ونقلها عنه الهذلي في الكامل، وأهملها ابن الجزري في النشر. ولذا فهي اليوم روايات شاذة غير مقروء بها.

وفقني الله وإياكم والقارئين للعلم النافع والعمل الصالح الذي يرضاه.

ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:44 ص]ـ

الأخ الكريم محمد حسن حفظه الله

لو قلتم - سلمكم الله-:

ما الحكمة في قول الله تعالى كذا، أو ما السر أو ما النكتة البلاغية في مجيء الآية على هذا النحو؟

لكان أولى من السؤال بـ (لماذا قال الله كذا)؟

:

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:04 ص]ـ

رفع الله قدركم يا شيخ أحمد وأشكركم على البيان والتوضيح.

ـ[محمد حسن]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:28 م]ـ

أخى الكريم د/ أحمد الرويثى جزاكم الله خيرا وحفظكم الله

ولكن أخى الكريم: عندما يتبادر للذهن سؤال او تفكر فى اية من القرآن فان المرء يطرح سؤاله بتلقائية مصدرها الأيمان (وليس التشكيك فى كلام الله)

وكنت آمل باجابات توضح هل هناك فرق فى المعنى والأستفادة التطبيقية فى الفرق بين القرائتين؟

هل يوجد فرق حكمى او تشريعى فى الفرق بينهما؟

.. وليس مجرد سرد الأجابة على انها قراءات مختلفة وتنتهى القضية .. ثم التدقيق على صيغة السؤال؟!

فماذا استفدت انا او اى مسلم لا يعرف لغة العرب معرفة كاملة من الأجابة على انها اختلاف قراءات فقط.

اننى من واقع عملى كطبيب واحضر مؤتمرات دولية و اتقابل فيها مع اجانب منهم المسلمين وغير المسلمين ,

وقد سألنى احد الأجانب _ وكان من بلجيكا _ وكان مسلما ويتعلم العربية _ سألنى نفس السؤال التى طرحته فأجبتة بنفس الأجابة انها قراءات مختلفة فلم يفمها ولم يقتنع .. (وكان ذلك منذ عام) ووجدتها فرصة طيبة ان اطرح السؤال على اهل الملتقى لكى اتعلم منهم واعلم غيرى

وانى اطرح السؤال بصيغة اخرى (هل يوجد فرق فى المعنى والدلالة الحكمية بين ان اقرا - تأت بدلا من يأت -- او بيت تقنت بدلا من يقنت؟)

مع شكرى وتقديرى لك اخى الكريم ولكل اهل المنتدى

وجزاكم الله خيرا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير