ومن باب المصادفة الجميلة وأنا أنقّح الحلقة 26 من برنامج بينات سمعت د. محمد الخضيري حفظه الله يذكر ما يلي:
(بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ?) التزكية والمدح الحقيقي إنما هو من عند الله –جل وعلا-فلا عبرة بما يفعله الإنسان مع نفسه عندما يزكيها، بل العبرة الحقيقة والفرح الحقيقي عندما يزكيك الله ويمدحك ويثني عليك أو يثني عليك رسول الله –صلى الله عليه وسلم –الذي لاينطق عن الهوى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Nov 2010, 09:26 م]ـ
لدي فقط تعليق بسيط على عنوان المشاركة (لماذا ذكر زيد في القرآن صريحًا وذُكر من هو أفضل منه تلميحًا) كلما قرأته وجدت في نفسي شيئًا، فليس لنا نحن أن نحدد من هو الأفضل حتى لا نكون ممن يتألى على الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى وهو الذي يفضل بعضنا على بعض. لذا أرى أن يعدل العنوان ليكون مثلًا: (لماذا ذكر زيد في القرآن صريحًا بينما ذُكِر غيره تلمحيًا؟) هذا من وجهة نظري المتواضعة والله أعلم.
ومن باب المصادفة الجميلة وأنا أنقّح الحلقة 26 من برنامج بينات سمعت د. محمد الخضيري حفظه الله يذكر ما يلي:
(بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ?) التزكية والمدح الحقيقي إنما هو من عند الله –جل وعلا-فلا عبرة بما يفعله الإنسان مع نفسه عندما يزكيها، بل العبرة الحقيقة والفرح الحقيقي عندما يزكيك الله ويمدحك ويثني عليك أو يثني عليك رسول الله –صلى الله عليه وسلم –الذي لاينطق عن الهوى
أختي د سمر
لا يقعن في نفسك شيء فالعنوان لا بأس به وليس فيه أي إشكال. ولا يحق لنا نحن أن نزكي أحداً ولكن اقرأي إن شئت:
روي عن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: (كُنَّا نَقُولُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: أَفْضَلُ هذِهِ الأمَّةِ بَعْدَ نَبيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَليٌّ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ يُنْكِرُهُ).
وَصَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ، وَلَو شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الثَّالِثَ).
وَرَوَى أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: ((مَا طَلَعَتِ شَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ بَعْدَ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ)).قال العلماء: أنَّ المهاجرين أفضلُ الصَّحابة
ويليهم الأنصارُ، ثمَّ مَنْ شهدَ بيعةَ الرِّضوانِ، ثمَّ من أسلَمَ قبل الفتحِ -فتح مكة-، ثمَّ من أسلم بعد ذلك، قال -جلَّ وعلا-: {لا يسْتَوي منكُمْ من أنفقَ من قبلِ الفتحِ وقاتلَ أولئك أعظمُ درجةً من الَّذين أنفقوا من بعدُ وقاتلُوا وكلاًّ وعدَ اللهُ الحسنى واللهُ بما تعملون خبيرٌ}، والفتحُ، المرادُ به هنا: صلحُ الحديبيَّةِ، فلا يستوي من بايعَ بيعةَ الرِّضوانِ ممَّن أسلمَ بعد ذلك، فهذه طبقاتُهُم في الفضلِ إجمالاً.
ونقول أيضاً:
إنّ جنسَ الصَّحابةِ أفضلُ من جنسِ من بعدَهُم، لكنْ قد يكونُ في أفراد من بعدَ الصَّحابةِ من هو أفضلُ من بعضِ الصَّحابةِ، لكنَّه من حيثُ الجنسِ والعمومِ فالصَّحابةُ أفضلُ هذه الأمَّةِ، لكنْ قد يكون فيمنْ بعدهم أفضلُ من بعضِ الصحابةِ في مقاماتِ الإيمانِ، والجهادِ، والإحسانِ؛ كما قرَّرَ ذلك أهلُ العلمِ، فالكلامُ على الجنسِ من حيثُ إنَّ الصَّحابةَ هم أفضل.
أفضلُ المهاجرين وأفضلُ الصَّحابةِ بل وأفضلُ هذهِ الأمَّةِ العشرةُ المبشَّرون بالجنَّةِ؛ وهم أبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وأبو عبيدةَ عامرُ بنُ الجرّاحِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، رضي اللهُ عنهم.
.وما قصدت بالأفضل إلا الخلفاء الراشدين مثل الصديق والفاروق وعثمان وعلي والذين ذكروا تلميحاً في القرآن كثيراً مثل قوله تعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار. وقوله: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {53}.
نزلت في عمر بن الخطاب - رضي الله عنه ونحو ذلك من آيات.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:08 ص]ـ
بارك الله بكل من تفضل وأضاف. وأخص بالذكر الدكتور عبد الحكيم الذي اتحفنا بنقله عن القرطبي.
وإذا كان من إضافة على ما تفضل به فأقول:
ان ذكر زيد رضي الله عنه في تلك الآية كان ضرورياً محورياً لما لهذه القضية من تخصيص تخص النبي عليه الصلاة والسلام شخصياً لأنه ابنه في التبني كما سائداً معروفاً. فكان ذكره في المقام الأول لأجل هذه القضية ومعالجتها قبل أن تكون تشريفاً أو غيره. فذكر زيد لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الآية تخص زيد ونسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام لتخرس أقوتال المتفيهقين بعد ذلك. ولو لم يذكر زيد بالاسم الصريح الدال لخاض الناس بالمقصود خوضاً كبيراً يُبعدهم عن الحق.
وليس ببعيد عن ذلك ما يدعيه الشيعة الآن من إنكارهم في أن أبا بكر لم يكن هو المقصود في قوله تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار). وتصريفهم للأمر حسب أهوائهم وبما تتقوله مرجعياتهم على غير هدىً.
¥