ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:20 م]ـ
سبحان الله! مع أن كثيرا من الأفاضل مرّوا على مشاركتي ولم ينتبهوا لذلك، حتى فضيلتكم شكرني عليها حينها دون تعقب!
لكني حسبي أمران: أني أحلت، ومن أحال فقد برئ، وفي أني لم أبنِ على العدد دلالة كما يفعل غيري.
المهم: ما زال الشيخ العليمي - جزاه الله خيرا - لم يجبني على هذا السؤال:
ما موقفكم من اختلاف المصاحف في الرسم؟
وجزاكم الله خيرا أخى حُسين
نعم، لقد شكرتك على مشاركتك الأولى فى موضوع " عدد حروف سورة نوح " بملتقى القراءات، دون تعقب لما فيها، وهذا لأنى وجدتُك تذكر أن نتيجة احصائك لحروف السورة قد وافقت 950 حرفاً، ولما كان هذا هو ما كنتُ أعرفه من قبل فلم أجد حاجة تدعونى لفحص النص الذى أوردتَه لنا أو التدقيق فيه، ليقينى حينذاك بأنك لم تخطىء فى نتيجة عدك، لا فى منهج العد ذاته
أما الجواب عن سؤالكم الأخير فقد ذكرتُه فى مشاركاتى الأخيرة، حيث قلتُ أكثر من مرة:
إن لكل رواية صحيحة إعجازها الخاص بها، ولكل مصحف يوافق واحدةً منها إعجازه كذلك
ولكن ربما كان لمصحف المدينة على رواية حفص النصيب الأوفر من الكشف عن معجزاته، لا لشىء إلا لإنتشاره الواسع فى ديار الإسلام مقارنةً بباقى المصاحف
وربما لو أتيحت نفس هذه الفرصة للمصاحف الأخرى، لكان الباحثون قد كشفوا عن كثير من أوجه الإعجاز المكنونة فيها
آمل أن يكون جوابى واضحاً لك ولكل من يتابع هذا الموضوع
وسلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:30 م]ـ
فرجعنا للسؤال على أي شيء اعتمد، ولا أحسبه علم منهجيتكم هذي بعدّ همزات (جاء، والسماء، ودعاءي)، وإلا لعد أيضا همزة (خطيآتهم)، فلا فرق بينها إلا أن الهمزة في الأخيرة على المتسع، وأربعتها لا أثر لها في الرسم، وقد اعتبرتم المد المتصل في العد.
نفع الله بكم، ووفقنا وإياكم لما يحب.
بارك الله فيكم، تسألنى: لماذا لم أعدّ همزة خطيءاتهم؟
وإليك الجواب مُفصلاً:
لأنه بحسب منهجى فى إحصاء الحروف فإن الهمزة (ء) لا تُحتَسب حرفاً بذاته إلا إذا سبقها مد متصل، أو إذا جاءت على نبرة وليس على المتسع (ـ ء ـ)
أما فى حالة مد البدل فإن الهمزة تعتبر حركة لا حرفاً، وآية ذلك أن همزة مد البدل تؤول فى الرسم الإملائى إلى مَدّة (~)، فمثلا لفظ (قرءان) يؤول إلى قرآن، و لفظ (ءامنوا) يؤول إلى آمنوا، ولفظ (ءاية) يؤول إلى آية، وهكذا، مما يدل على كونها هنا تمثل حركة خالصة لا حرفا مستقلاً
ومن هنا جاء استبعادى للهمزة فى كلمتىّ: ءاذانهم وءالهتكم الواردتين فى سورة نوح، لأن المد فيهما هو مد البدل، وصورته هى:ءا
فماذا عن كلمة: خطيءاتهم؟
حين ننظر فيما ورد على المتسع (المطة ـ) فى كلمة خطيءاتهم فماذا نجد؟
نجد همزة يعقبها ألف خنجرية هكذا: ءا، وهذه لعمرى هى صورة مد البدل بعينه!!
والدليل على هذا أيضاً أن هيئة هذه الكلمة بالرسم الإملائى نجدها هكذا: خطيآتهم، بألف فوقها مَدّة، بل إنك أخى حُسين قد أوردتها هكذا فى مشاركتك رقم 55 والتى هى موضع ردى الراهن، حيث جاء فيها قولك:
فأبقيت على سِنّتين فقط بين الخاء والهاء في كلمة (خطيآتهم)
ولكن حتى هذه الألف الممدودة (آ) نجدها محذوفة من رسم المصحف لهذه الكلمة
ومن هنا فالهمزة لا تُعد حرفاً بذاته فى هذه الكلمة، وذلك وفقاً لمنهجى الذى يقضى باستبعادها فى صورة مد البدل، أو فى حالة وضعها على متسع سواء جاءت فى مد بدل أو متصل
وعليه تكون الهمزات المحسوبة ثلاث فقط لا أربع، وبإضافتها إلى باقى الحروف الواردة فى سورة نوح (وعددها 947حرفاً) يصير المجموع 950 حرفاً تماماً
وهناك مسألة على قدر كبير من الأهمية ولكنى لم أجد أحداً قد انتبه إليها الإنتباه الكافى بعد:
حيث يبدو لى أن سورة نوح قد جاءت فيها الحروف على هذا النحو (بما فيها الهمزات) عن عمد وقصد وحكمة، وذلك لتهدينا إلى الطريقة المنهجية الصحيحة فى عد الحروف وبحيث يوافق عددها فى النهاية 950 حرفاً بالتمام
هل وصلت الفكرة؟ أم ليس بعد؟
بعبارة أخرى أقول: أرى أن الله عز وجل قد أورد حروف سورة نوح بهذه الكيفية حتى نهتدى إلى المنهجية الصحيحة فى عد الحروف، بحيث يكون المنهج الذى يحقق ذلك التوافق (950) هو المنهج الصحيح، فكأن هذا العدد (950) هو علامة على المنهج الصحيح وإمارة على صحته
وأحسبُ أن الله عز وجل قد هدانى – بفضل منه – إلى ذلك المنهج ووفقنى إلى استخلاصه
ومما يؤكد ذلك أن هذا المنهج قد أثبت معى نجاحه الكامل وصحته التامة من خلال توسعى فى تطبيقى له على سور أخرى، أى أنه توجد شواهد أخرى قد أكّدت لى صوابه وصحته، حيث أسفرت تلك التطبيقات عن نتائج إعجازية مماثلة لتلك المتعلقة بسورة نوح، بل وأشد إعجازاً منها!!
ولا أجدُ ما أقوله أكثر مما قلتُه لإقناعكم بصواب هذا المنهج؟
فلقد أفرغتُ وسعى كله، وحسبى أنى قد بلّغتُ
والله هو الهادى إلى سواء السبيل