تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وذكر ابن الجوزي رحمه الله: أن يوسف عليه الصلاة والسلام عارضه ما يعارض البشر من خطرات القلب، وحديث النفس من غير عزم، فلم يلزمه هذا الهم ذنبا فإن الرجل الصالح قد يخطر بقلبه وهو صائم شرب الماء البارد فإذا لم يشرب لم يؤاخذ بما هجس في نفسه، وقد سئل سفيان الثوري ([101] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn101)) أيؤاخذ العبد بالهمة؟ فقال: إذا كانت عزما ([102] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn102)).

قال الشنقيطي رحمه الله: المراد بهم يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى، وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى، وهذا لا معصية فيه لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)) ([103] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn103)) يعني ميل القلب الطبيعي ... وهم بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحد ([104] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn104)) كهم يوسف هذا، بدليل قوله چ ? ? ? ? ? پ پ پپ ? ? ? ? چ ([105] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn105)) .

لأن قوله چ پ پ چ يدل على أن ذلك الهم ليس معصية لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية ([106] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn106)).

4- هذا القول يظهر رفعة نبي الله يوسف عليه السلام، وما سبق من الأقوال تسعى لنفي قدح قد يرمى به، وفرق كبير بين الأمرين، فنبي الله عليه السلام هم ولكن لم تتجاوز همته إلى المحظور فهو مثاب على ذلك ومأجور، يشهد لذلك الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)) ([107] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn107)).

قال الآلوسي رحمه الله: من نظر في قوله سبحانه چ ? ? ? ? چرآه أفصح شاهد على براءته عليه السلام، ومن ضم إليه قول إبليس چ ? ? ? ? چ ([108] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn108)) وجد إبليس مقرا بأنه لم يغوه ولم يضله عن سبيل الهدى، كيف وهو عليه السلام من عباد الله تعالى المخلصين بشهادة الله تعالى، وقد استثناهم من عموم لأغوينهم أجمعين ([109] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn109)).

وذكر ابن تيمية رحمه الله ([110] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn110)) أن يوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه، فلم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها، وقال تعالى: چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ ([111] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn111)).

وقال رحمه الله: الهم الذي وقع منه عليه السلام فيه زيادة في زكاء نفسه وتقواها، وبحصوله مع تركه لله لتثبت له به حسنة من أعظم الحسنات التي تزكي نفسه ([112] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn112)).

5 - هذا القول سالم من المعارضات بعكس غيره مما سبق بيانه من الأقوال، فكل قول منها لم يسلم من اعتراض كما مر بيان ذلك.

6 - أن الله لم يعنف نبيه يوسف عليه السلام، ولم يذكر عنه توبة وإنابة مما يدل على أن همه هم خطرات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير