قضية حفظ القرآن هي عندنا من المسلمات وذلك تتبعاً للتاريخ فهي حقيقية لا مرية فيها بالإضافة إلى أن الله تكفل بحفظ القرآن في عدة آيات وأشهرها {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
ولكن عندما تقرأ تفسير الآية {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} تتفاجأ أن بعض المفسرين قالوا أن الهاء في "وإنا له لحافظون" عائدة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... فليس الفهم واحد لكل آيات القرآن ... ولا حتى فهم الصحابة لكل آية هو نفسه بالضبط.
وحتى تفسير أن الهاء عائدة على القرآن فقد يفهمها البعض أن الله تكفل بحفظ القرآن وإنزاله كما هو على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. أي دون تغيير أو تبديل من أي أحد ... وليس بالضرورة كما نفهمها نحن بأن حفظه إلى يوم القيامة من التبديل والتحريف.
فأحببت أن أعرف إذا كان ثمة أحاديث أو روايات عن صحابة يجزمون بها أن الله تكفل بحفظ القرآن أو تدل على هذا الأمر.
وكلام أبي بكر يوحي أنه يخاف على القرآن من الضياع. والأمر ليس جملة عابرة ... بل الأمر أن عمر راجعه مراراً حتى اقتنع .... ولم يقل مثلاً: "هذه فكرة رائعة ... فليستخدمنا الله بحفظ القرآن" كما يعتقد بعض الإخوة.
نحن نعرف أن أبا بكر وغيره من الصحابة قد زادهم الله شرفاً بجمعهم للقرآن .... مع أن حتى جمع القرآن فإن الله عز وجل تكفل به أيضاً {إن علينا جمعه وقرآنه}.
ثم لنفترض أن مسألة تكفل الله بحفظ القرآن لم يكن بهذا الوضوح عند أبي بكر .... (أنا أقول لنفترض) .... وأخبره عمر بقتل القراء .. وأبو بكر فعلاً يخاف من ضياع القرآن أو جزء منه ويخاف فعلاً من التحريف فيه وفي معناه كما حصل مع كتب اليهود والنصارى (فقد ضاع جزء منها وبدل بعضها وحرف معاني بعضها .. وحفظ بعضها دون تغيير) كما أشار إلى ذلك أبو حذيفة عندما قال اختلاف اليهود والنصارى ... إذا كان أبو بكر بالفعل لا يدرك تماماً أن الله تكفل بحفظ القرآن ماذا كان سيقول لعمر؟
ألا تعتقد أن جملة مثل: "فيذهب كثير من القرآن" أو "أخاف عليه أن يضيع" .... تكون ملائمة لمثل هذا الموقف؟
أحياناً ننزل تفكيرنا ومسلماتنا على المواقف بدلاً من أن ننطلق من المواقف إلى تفكيرنا.
وما زال سؤالي عن "تأويل كلام أبي بكر وحذيفة" وعن روايات حفظ القرآن مفتوحاً.
جزاكم الله خيراً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Dec 2010, 06:53 م]ـ
في الصحيحين من حديث أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد وأبو زيد قلت ومن أبو زيد قال أحد عمومتي وزاد ابن أبي شيبة كالمصنف من رواية الشعبي مرسلا وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب.
ألا تدل هذه الأحاديث وتشير الى مسألة حفظ القرآن؟؟؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Dec 2010, 12:17 م]ـ
في الصحيحين من حديث أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد وأبو زيد قلت ومن أبو زيد قال أحد عمومتي وزاد ابن أبي شيبة كالمصنف من رواية الشعبي مرسلا وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب.
ألا تدل هذه الأحاديث وتشير الى مسألة حفظ القرآن؟؟؟
ممم .... أعتقد أنها تشير إلى أن البعض جمع في صدره (حفظ عن ظهر قلب) كل القرآن أيام النبي ... لا أعتقد أنها تتكلم عن حفظ القرآن إلى آخر الزمان .... لا أعرف ما رأيكم؟
من الممكن أن يكون بعض أنصار عيسى عليه السلام حفظ الإنجيل كاملاً ... ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن حفظ الإنجيل دون تغيير أو تحريف سيستمر إلى يوم القيامة.