تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6. الأكل قد يكون واجباً، وذلك عند دفع الضرر عن النفس، وقد يكون مندوباً، وذلك أن الضيف قد يمتنع من الأكل إذا انفرد وينبسط في ذلك إذا سوعد، فهذا الأكل مندوب، وقد يكون مباحاً إذا خلا عن هذه العوارض، والأصل في الشيء أن يكون خالياً عن العوارض، فلا جرم كان مسمى الأكل مباحاً. وهنا في قوله تعالى ? كُلُواْ ? في هذا الموضع لا يفيد الإيجاب والندب بل الإباحة.

7. الطيِّب في أصل اللغة هو المستلذ المستطاب، ولعل أقواماً ظنوا أن التوسع في المطاعم والاستكثار منطيباتها ممنوع منه. فأباح الله تعالى ذلك بقوله: كلوا من لذائذ ما أحللناه لكم فكان تخصيصه بالذكر لهذا المعنى.

8. الأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة، كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة. وكذا فإن الشكر يكون بالقول والعمل، ولذلك قارَنَ النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الآية في خطاب المؤمنين، وما في معناها من خطاب المرسلين قال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:?ي?أَيُّهَا ?لرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ?لطَّيِّبَـ?تِ وَ?عْمَلُواْ صَـ?لِحاً إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ?، وقال: ?يـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَـ?كُمْ? ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى? يستجاب لذلك؟ " [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

9. وجوب شكر الله على نعمه ومنها النصر على الأعداء والفتح للمسلمين وعلى كل نعمة من نعمه عز وجل التي لا تُعَد ولا تُحصى بتسبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه ?إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ?] النصر [. وبالشكر تزيد النعم.

10. من واجب شكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة أن يحافظ عليها وأن يتجنب أسباب زوالها. قال صلى الله عليه وسلم: «التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل؛ لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس؛ لا يشكر الله، والجماعة بركة، والفرقة عذاب» [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)

11. إن شكر النعمة مربوط بالزيادة؛ فمن شكر الله تعالى على نعمه؛ زاده .. والزيادة من الله تعالى؛ زيادة من الغنى .. مالك كل شيء! قال الله تعالى: ?وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ? [إبراهيم7]. قال علي رضي الله عنه لرجل من أهل همدان: «إنَّ النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله

عز وجل؛ حتى ينقطع الشكر من العبد».

[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) . أ. د. عماد الدين خليل http://alfikr.org/view.aspx?rid=254 (http://alfikr.org/view.aspx?rid=254)[ موقع الغكر الحر]

[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) . تفسير الطبري. من دروس الشيح محمد راتب النابلسي http://www.nabulsi.com/text/03quran/2j-ram04/ram4-008a.php (http://www.nabulsi.com/text/03quran/2j-ram04/ram4-008a.php) . تفسير المنار. في ظلال القرآن.

[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) . أن يقتصر فيما يباح تناوله للضرورة في رأي جمهور الفقهاء على الحد الأدنى أو القدر اللازم لدفع الضرر، (ما تندفع به الضرورة) لأن إباحة الحرام ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، لذلك "اختلف العلماء في مقدار ما يأكل المضطر من الميتة، فقيل: لا يأكل المضطر من الميتة إلا مقدار ما يسد الرمق والنفس، وقيل: ما يسد جوعته، وقيل: من تغد لم يتعش منها، ومن تعش لم يتغد منها، أي ليس له أن يجمع بينهما، وفي الحديث المرفوع، متى تحل لنا الميتة يا رسول الله؟ قال: (ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا) والصبوح الغداء، والغبوق العشاء، ونحو هذا".

[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) . رواه مسلم في صحيحه والترمذي من حديث فضيل بن مرزوق.

[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) . رواه البيهقي في الشعب/ صحيح الجامع: 3014.

ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:24 ص]ـ

معاني المفردات

طَيِّبَاتِ: الطيبات: أَكثر ما يرد بمعنى الحلال المستلذ، كما أَن الخبيث كناية عن الحرام.

رَزَقْنَاكُمْ: الرِّزْقُ: الكسب الحلال، والحرام لا يسمَّى رزقاً .. فإنّ كل ما رزقه الله لا يكون إلا حلالاً [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23761#_ftn1).. قال تعالى: ?فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [العنكبوت: 17].

[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23761#_ftnref1) . تفسير الكشاف/ الزمخشري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير