{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (الصف: من الآية5)
10 - الشك سبيل اليقين:
(ابن رشد، فصل المقالة فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، ص9. والقرآن والنظر العقلي، ص 130).
* أسلوب التجرد:
يعتمد هذا الأسلوب على تفريغ الموقف من الأفكار المسبقة التي تحول الموقف إلى عقيدة تفرض نفسها على كل مواطن الحوار وتشكل حاجزا يمنع الأطراف من الشعور بحرية الحركة فيما يقبلون وما يرفضون, فليس هناك حكم مسبق أو سابق من أي الطرفين، ومن ذلك
قوله سبحانه:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سبأ:24)
إنه التجرد للحق, فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطلق من موقف نفى عن نفسه فيه صفة الهدى أو الهداية ولم يدفع خصمه بصفة الضلال مع إيمانه العميق بصدق القضية.
* إقامة الحجة على الخصم:
] قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (القصص:49)
لقد تجرد الموقف من حالات التعصب والتزمّت التي تحجر الفكرة، فلا يسمح لها بالتحرك الذي تخوض معه قصة الصراع من جديد، فيكون الموقف الإيماني واضحا قويا، يتحدى ويقبل التحدي، بحيث يكون جاهزاً في كل وقت لمقاومة خصومه أخذاً بأيديهم إلى شاطئ النجاة.
والخلاصة: فكلا الأسلوبين يلتقيان في فسح المجال للحوار بالحركة بكل حرية رغم تباين الموقفين.
ج- بداية الحوار ونهايته:
من يبدأ الحوار وكيف؟ وفي الختام كيف ينتهي الحوار وعلى أي أساس ولصالح من؟
1 - من يدير الحوار؟
لابد عند كل حوار من منسق متزن هادئ الأعصاب, لا يميل الكفة لصالح ذا أو ذاك, بقدر ما يحرص على التنسيق الجيد بعيدا كل البعد عن جو الإرهاب الفكري.
وبرودة الأعصاب وسعة الصدر، اسفنجة لامتصاص حرارة الخطاب، وقد يقذف بمستملحات تظهر البسمة بعد تأجج الغضب، كما ينبغي له أن يستعين بأمثال شعبية أو نصوص الكتاب والسنة، لردع الغضب الثائر واستلطاف الجو وتهدئة الحوار.
وقد يكون المحاور هو المسير, وآنذاك لابد من مراعاة جو الحوار وبرودة الأعصاب رغم حرارة الحوار، فإذا ما اتضح أن جو الحوار بدا غير ملائم، أجل الحوار وحصر النتائج فيما تم الاتفاق عليه، رغم تباعد وجهات النظر.
2 - كيف يبتدئ الحوار؟
بين ثنائية السؤال والجواب، وبين إشراك الجميع في التواصل والتوصل إلى الحقيقة، تلك هي دائرة الحوار وتلك بدايته، والمهم أن تكون هنالك انطلاقة جادة وهادفة.
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا لكن أين أجد أسس الحوار ومناهجه؟
ـ[محمد جابري]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:09 ص]ـ
الأستاذة الكريمة إشراقة أمل؛
إليك هذا الرابط الذي يحتوي على أكثر الكتب العربية والإسلامية:
kitablink.com