تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن ينتقل المستدل من دليل إلى دليل أو من مثال إلى مثال، لعدم فهم الخصم وجه الدلالة من الدليل أو المثال الأول، أو عند فهمه وجه الدلالة ولكنه يقصد المغالطة، فيأتي المستدل بدليل أو مثال آخر لا يجد الخصم معه مفرا دون الانقطاع أو التسليم.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ،

- إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ،

- قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت،

ُ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:258)

7 - مجاراة الخصم لتبين عثرته أو أسلوب إرخاء العنان:

وذلك بأن تسلم للخصم بعض مقدماته مع الإشارة إلى أنها لا تنتج ما يريده هو، بل هي مساعدة على إنتاج ما تريده أنت، ومن ذلك قوله i :

{ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً.

- قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ.

- قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (ابراهيم:11)

8 - الاستدلال الاستقرائي في عالم الكونيات:

عالم الكونيات عالم مشاهد محسوس، يستطيع العقل الإنساني أن يخضعه للملاحظة الدقيقة والمشاهدة والتجربة الحسية، وتتمثل أولى خطوات المنهج الاستقرائي كما يعبر عنها القرآن الكريم في النظر إلى جزئيات هذا العالم، جزئية جزئية، بما في ذلك الإنسان نفسه:

{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذريات:21)

{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ؟} (يونس:101)

{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (لأعراف:185)

وليس الاستقراء عملية آلية ليس فيها أثر للتحليل أو الاستنباط، بل على العكس نجد أن عملية تحليل الظاهر مهمة تمكن من الوقوف على نظامها وكيفية تركيبها، لذلك حث القرآن الكريم على البحث في كيفية خلق الأشياء:

{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ؟ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ؟ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ؟

وتنقسم الملاحظة في منهج القرآن الكريم إلى صنفين:

* الملاحظة بالعين (حاسة الإبصار).

* الملاحظة بالبصيرة (وهي تشمل الحس والعقل).

{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} (الحشر: من الآية2)

قال المفسرون: الاعتبار هو النظر في حقائق الأشياء وجهات دلالاتها ليعرف بالنظر فيها شيء آخر من جنسها. وقيل الاعتبار هو التدبر وقياس ما غاب على ما ظهر. الكليات لأبي البقاء، ص147.

9 - الاستقراء التاريخي:

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف:111)

إن للتاريخ سننا وحكمة يرتبط بها ارتباطا وثيقا، لا ينفك عنها مهما تغير البشر، لكون الحكم واحد والمسطرة واحدة لا تحابي أحدا.

{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} (هود:37)

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (لأنفال:30)

{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} (البقرة:10)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير