وقد راجعت كثيرا من أقوال المفسرين، وما هي إلا أقوال، لاتمت بصلة لدليل، فالاعتماد لا يكون إلا على ما صح من أدلة الكتاب والسنة، قد يسعف أقوال بعضهم المصطلح اللغوي.
أما كونه من الملائكة فهذا من مهامهم {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].
والترجيح لا يكون بالرأي بل بالدليل.
أما لمز الصوفية، فهذا ما لا أرتضيه لمتق، فلله في خلقه شؤون، وهذا الانفصام بين فئات المسلمين عنه تتولد البدع، أليست إهانة المسلم للمسلم حرام، ألم تجد من كبار الفقهاء من تتلمذوا على يد الصوفية. لا أقول هذا دفاعا عنهم، فلقد خالطت بعضهم ووجدت المسلمين طوائف كل متشبث بجانب من الحق، دون أن يدرك ما عليه الآخر من صواب رأي. ومن هنا نشأ كل في معزل عن التواصل مع الآخر، وهكذا أضحوا فرقا متخالفة. وما أرى سبيلا أجدى وأنفع من سبيل الرعيل الأول والجيل الفريد الذي استقى تربيته من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا أسوة {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]
ونحن هنا بصدد مناقشة أفعال الخضر عليه السلام وكونها دروسا احترازية ووقائية، لا علينا إن ناقشنا ما ذهب إليه الصوفية في اتخاذ الولي المرشد بناء على هذه القصة، فهل من استعداد لذلك؟
أخي الفاضل المجباري وفقك الله تعالى:
أولا: لا أعرف من أين لك قولك إن ما قاله أئمة التفسير إنما هي أقوال لا تمت إلى الدليل بصلة؛ حيث إن أدلتهم مدونة وهي نصوص من الكتاب والسنة إما صريحة أو ظاهرة فيما ذهبوا إليه.
نعم قد تقول إن عندك أدلة أرجح من أدلتهم ولكن أن تطلق هكذا فتقول: وقد راجعت كثيرا من أقوال المفسرين، وما هي إلا أقوال، لاتمت بصلة لدليل
هذا ما أجلك عنه؛ فإذا لم يكن ما ذكروه أدلة في نظرك فهات ما عندك من أدلة على الأمرين معا.
أما مسألة الصوفية وما تسميه لمزا لها؛ فما أنا إلا تابع فيه لكبار علماء السلف؛ وكثير منهم لا يعد كثيرا من المتصوفة من أهل الإسلام؛ ومن فقه التصوف وراجع كتبه وجد أنهم يدينون بعقائد لا يدين بها مسلم ألبتة؛ وكل هذا ليس من عندي؛ بل هو مدون في كتب أهل الإسلام ..
أما تتلمذ بعض من العلماء على بعض من المتصوفة فهذا لا يذكره طالب علم مثلكم؛ فإن طلبة العلم يبحثون عن العلم وقد يتحملون من بعض أهل البدع بالضوابط المذكورة في كتبهم، وهذا لا يعتبر تزكية منهم للمتصوفة؛ فكما تحملوا عن الشيعة وعن الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم لكن بالضوابط المعروفة لصغار طلبة العلم فضلا عن أمثالكم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Dec 2010, 09:54 م]ـ
هل يترتب على معرفة أنّه نبيُ أو عبد صالح كثير فائدة؟
لاأعتقد ..
ولاينبغي أن نخرج عن الهدف والغرض الأصلي الذي من أجله ساق الله لنا قصة الخضر ..
فهذه القصة عجيبة جدا وكما في طرح الأخ محمد في بداية موضوعه أفاد وأجاد ..
زادنا الله وإياكم علما وعملا صالحا ونفعنا بعلمنا ..
الأخت الفاضلة: روضة الناظر.
البحث في الخضر ومعرفة هل هو نبي أو ولي يترتب عليه تقرير كثير من عقائد الإسلام؛ فإذا كان غير نبي بأن كان وليا فإنه يجوز - والحالة هذه - أن يدعي أي واحد الولاية ثم يقدم على قتل الغلمان بحجة أنهم سيكونون كفارا؛ ويخرب ممتلكات الناس بنفس الدعوى ويدعي ذلك الولي أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاز للخضر الخروج عن شريعة موسى.
وهذه الأمور ليس افتراضية؛ بل وقعت في التاريخ الإسلامي ولا زالت واقعة إلى الآن في كثير من بلاد المسلمين من المتصوفة المنتشرين في كل مكان.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[22 Dec 2010, 12:08 ص]ـ
أخي الفاضل المجباري وفقك الله تعالى:
¥