ـ[محمد جابري]ــــــــ[22 Dec 2010, 08:55 م]ـ
تجلّت لي الان الفائدة وانكشف الغطاء ..
أسأل الله أن يهبك بصيرة تقوى بها على دمغ الباطل بالحق ..
وأجرى على لسانك العلم والحكمة ..
اللهم آمين ..
الأستاذ إبراهيم الحسني؛
آمين ولك بالمثل؛ فأي غطاء وأي انكشاف!!!
أما القائمين لله فلهم شهادتهم الحقة عل النفس والوالدين والأقربين، فضلا عن غيرهم.
لا يقوى على قول كلمة الحق إلا من روض النفس على التشبث بها ولو كانت ضده، أو حتى لو خرجت من فم العدو. فالحق اسم الله واسم شريعته، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
هدانا الله للوسطية الحقة إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل. وجعلنا من أنصار الحق الذائدين عنه بالحجة والبرهان.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[22 Dec 2010, 09:25 م]ـ
أخي الفاضل: الجابري.
أولا: لا أريد أن يتحول النقاش إلى الصوفية؛ فهو أمر لا يفيدني ولا يفيد القراء؛ وكان هدفي من الحوار معك أن تفيدنا حول الموضوع الأصلي؛ وما دمت "حورته" إلى الصوفية فأنبه على نقاط:
1 - إن كان قصدك بعماد الدين ابن كثير هو ابن كثير الدمشقي صاحب التفسير المعروف؛ فلا أظن أنه أدرك الشاذلي حتى يتتلمذ عليه.
2 - لو فرضنا أن بعض علماء السلف تتلمذ على بعض المتصوفة فقد قلت لك في مشاركة سابقة أن هذا لا يقدم ولا يؤخر؛ وأن الصوفية فرقة ليست أقل خطرا من الشيعة والأشاعرة والمعتزلة وكلهم تحمل عنهم بعض علماء السلف لكن بضوابط معروفة لطلاب العلم وليس مجرد تتلمذهم عليهم يعتبر تزكية لهم، والأمر واضح لا يحتاج إلى مشاركات متعددة.
3 - الصوفية على التحقيق من كلام أهل العلم لا يوجد فيهم - حسب علمي - من سلم من عقائد مكفرة؛ نعم قد تقول إن بعضهم معذور لجهله بأن تلك العقائد مكفرة؛ وقد تقول إن بعضهم يحتمل أنه تاب من تلك العقائد كالغزالي مثلا؛ فهذا مقبول ووارد.
ولكن أن تدافع عن شخص يقول بالحلول والاتحاد، ويصف الخالق بصفات القاذورات، ويدعي معرفة الغيب، ويبيح الحرام، ويحرم الحلال، ويدعي الألوهية والربوبية، ويصف نفسه بصفات الخالق؛ بل ويتعالى على الخالق حتى يجعل نفسه هو رب الخالق ..
لا أظن ذلك مقبولا ..
وأنت هنا لا تخلو من حالين:
أ - أن تكون مقرا بأن الصوفيين يقولون بتلك العقائد؛ فعليك أن تترك الدفاع عنهم؛ وتفهم أخذ بعض السلف عن بعضهم فهم أهل العلم له، وهو مدون في ثنايا كتب أهل الحديث.
ب - أن تكون غير مقر بأنهم يقولون بتلك العقائد؛ فهنا علي أن أنقل لك من كلامهم ما هو صريح في تلك العقائد ولا يحتمل تأويلا وأنا زعيم لك بذلك، وإن كان تقسيطا لأن وقتي ضيق جدا.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
الأستاذ إبراهيم الحسني؛
الأستاذ الكريم ما أسعى إليه هو تسليط الضوء على أدلتهم لعل مار من هنا يتنبه لما هو حق وما هو باطل، قلت لست أدعو إلى الصوفية ولا إلى التصوف لكون المصطلح ليس له أصل شرعي، ويسعى لتفرقة المسلمين، وكل همي هو مواكبة السلف الصالح والجيل الفريد الذي تلقى تربية ربانية من قبل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولي تجربة في محاورة الشيعة وتعرضنا للأدلة، فكان التجاوز لما ينبغي تجاوزه، حتى إذا طرقفنا باب العصمة انكشف كل زيف وبان انتحال الفرقة. فلم يجدوا ما به تسد الثلمة.
وإن رغبت في الرجوع إلى الدراسات الاحترازية والوقائية، فيا أهلا ومرحبا بمناقشة الموضوع.
وعن ملاحظتك حول الإمام المفسر ابن كثير فهو المعني أصلا، قلت أن عماد الدين ابن كثير قد فتر عنه (أي عن أبي الحسن الشادلي) وبقي واقفا في هذه العبارات حائرا في الرجل لأنه كان قد تصوف على طريقته وأخذ عن نجم الدين الأصفهاني الذي صحب الشيخ أبا العباس المرسي صاحب الشيخ أبي الحسن" ولم أقل بأنه أخد عن أبي الحسن.
اما قولك بأن حوار في شأن الصوفية لا يفيدك، فهذا شأنك، فحكم الشيء فرع تصوره، وأنت تحكم مسبقا وظلما عليهم بأن "الصوفية على التحقيق من كلام أهل العلم لا يوجد فيهم - حسب علمي - من سلم من عقائد مكفرة؛ ". نعم من كل جنس يوجد الطيب والخبيث؛ وحديثي يدور حول الربانيين أولي البصائر النيرة لا على أهل الحلول والاتحاد والفرية الباطلة.
والحياة مدرسة تفيد مما خالطه المرء ومما درسة، ليختبر تجاربه ويسخرها في تذويب الجليد بين طوائف الأمة. وها قد التفت أعداء الأمة لطوائف الصوفية ليحركوهم في مجالات سياسية لا شأن لهم بها. أليس من الأولى أن نطرق بابهم ونبين ما لهم وما عليهم؟.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Dec 2010, 11:53 م]ـ
أخي الفاضل: الجابري، وفقك الله.
المسألة في نظري محورين:
1 - المحور الأول: محور علمي نقلي تاريخي لا دخل للاجتهاد فيه؛ فلا يمكن لأي واحد أن يجتهد مثلا من أجل تقريب وجهات النظر فيقول إن فرعون كان مؤمنا أو أن إبليس رجل طيب حسن الخلق.
2 - محور اجتهادي دعوي: وهذا يختلف فيه الناس؛ فأنت ترى أن جمع شمل الأمة والنهوض بها يكون من خلال تقريب وجهات النظر بين جميع طوائفها وإذابة الجليد بينهم، وقبول الحسن منهم، وترك نقاط الاختلاف والتركيز على نقاط الاتفاق.
وهذا اجتهاد شخصي لك، والاختلاف في هذا مقبول، ولا مجال لأن أقنعك بأن تتخلى عنه، كما العكس.
وأما قولك فهذا شأنك، فحكم الشيء فرع تصوره، وأنت تحكم مسبقا وظلما عليهم بأن "الصوفية على التحقيق من كلام أهل العلم لا يوجد فيهم - حسب علمي - من سلم من عقائد مكفرة؛ ". نعم من كل جنس يوجد الطيب والخبيث؛ وحديثي يدور حول الربانيين أولي البصائر النيرة لا على أهل الحلول والاتحاد والفرية الباطلة.
فقد أدخلت به السرور علي فأضحك الله سنك وأدخل السرور على قلبك.
¥