تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

البحث في الخضر ومعرفة هل هو نبي أو ولي يترتب عليه تقرير كثير من عقائد الإسلام؛ فإذا كان غير نبي بأن كان وليا فإنه يجوز - والحالة هذه - أن يدعي أي واحد الولاية ثم يقدم على قتل الغلمان بحجة أنهم سيكونون كفارا؛ ويخرب ممتلكات الناس بنفس الدعوى ويدعي ذلك الولي أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاز للخضر الخروج عن شريعة موسى.

وهذه الأمور ليس افتراضية؛ بل وقعت في التاريخ الإسلامي ولا زالت واقعة إلى الآن في كثير من بلاد المسلمين من المتصوفة المنتشرين في كل مكان.

تجلّت لي الان الفائدة وانكشف الغطاء ..

أسأل الله أن يهبك بصيرة تقوى بها على دمغ الباطل بالحق ..

وأجرى على لسانك العلم والحكمة ..

اللهم آمين ..

ـ[محمد جابري]ــــــــ[22 Dec 2010, 08:01 م]ـ

أخي الكريم: محمد الجابيري وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

أولا: مسألة التكفير ومباحثه لسنا بصددها وهي مسألة لاكها ويلوكها الإعلام بحيث صار الكلام فيها تكرارا ممجوجا، ولا أريد الدخول فيها.

ثانيا: نقلك عن الذهبي أو غيره بعض التسامح مع بعض المتصوفة لا يعتد به في بحور المجلدات والكتب من علماء السلف الصالح؛ بل من كلام الإمام الذهبي نفسه - وإن شئت النقل نقلت لك.

ثالثا: أما التسامح والاعتدال والوسطية و ... فهي أمور محمودة متفق عليها؛ ولكن كل وليلاه؛ فالوسطية عندي ليست في مزج الغث بالسمين، ولا بالتسوية بين شيخ الإسلام وابن عربي، ولا بمقارنة أهل السنة بالمتصوفة؛ بل تكون بإعطاء كل ذي حق حقه.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الأستاذ الكريم إبراهيم الحسني؛

سبق القول كم تريد من شهادات رجالات العلم المشهود لهم عن الصوفية، فالحكم على فئة لا يتأتى ضمن قوالب مهيأة لنرمي بالكل في سلة واحدة، فلا شك هذا من الظلم بمكان.

والمسلم الخائف لله يفر من الظلم فراره من المجدوم لكونه يجلب لعنة الله. والطرد من رحمته.

قد توهمنا أنفسنا ظنا منا أننا نغضب لله حينما يتعلق الأمر بمسألة الصوفية، وما أجج غضبنا إلا أنفسنا ترفعا عما لا نعلم له جوهر ولا نفقه له سرا.

قال صلاح الصفدي في كتابه نكث الهيمان " ورأيت شيخنا عماد الدين (ابن كثير) قد فتر عنه (أي عن أبي الحسن الشاذلي) وبقي واقفا في هذه العبارة حائرا في الرجل لأنه كان قد تصوف على طريقته وأخذ عن نجم الدين الأصفهاني نزيل الحرم، ونجم الدين صحب أبي العباس المرسي صاحب الشيخ أبي الحسن" ونقل هذه الفقرة أيضا الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في كتابه البرهان الجلي ص 50.

ماذا يأخذ صاحب العلم والفتوى والإرشاد من أساتذتهم الصوفية؟ أفي الأمر أسرار كهنوتية؟ ألم يكن عماد الدين ممن عاندوا الصوفية واتهموهم ونكروا عليهم؟ فكيف يسعى إليهم تلميذا؟

لم يلتفت لهذه الدرر إلا العقول التي حنكتها التجربة، فالسعيد من وعظ بغيره؟

لست داعيا للصوفية ولا للتصوف ولكن أريد أن نقول قولة حق في الصادقين منهم الربانيين أولي الهمم العالية. كلمات حق ترن في الأذن، داعية للتفكير في شأن من كان همهم الله والتقرب إليه والسعي إلى النظر في وجهه الكريم.

والحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال تعرف بالحق. فلئن شاكست في شهادة الذهبي فهل تشاكس في شهادة آخرين، فالمطلوب قولة حق، ووقفة حق مع النفس في همها وما تسعى إليه؟ فالقومة لله شهادة على النفس والوالدين والأقربين.

ليس من اليسير رد شهادة مسلم من رجالات العلم والخبرة في دراسة الرجال مثل الذهبي، ولا من العلم في حجود من قالوا بقوله ونقلوه.

وعلى الدرب شهادات رجالات العلم آخرين، أكل هذا في نظرك كلام يرد؟

وما لنا نلوك كلام الرجالات العلم وشهادتهم ألم يسبق القول بأن الحق لا يعرف بالرجال فهل من استعداد للخوض في أدلتهم بالبراهين الأصولية، لننصف الرجال كما نصفهم أهل العلم؟ فهل من استعداد لخوض الغمار؟

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Dec 2010, 08:33 م]ـ

أخي الفاضل: الجابري.

أولا: لا أريد أن يتحول النقاش إلى الصوفية؛ فهو أمر لا يفيدني ولا يفيد القراء؛ وكان هدفي من الحوار معك أن تفيدنا حول الموضوع الأصلي؛ وما دمت "حورته" إلى الصوفية فأنبه على نقاط:

1 - إن كان قصدك بعماد الدين ابن كثير هو ابن كثير الدمشقي صاحب التفسير المعروف؛ فلا أظن أنه أدرك الشاذلي حتى يتتلمذ عليه.

2 - لو فرضنا أن بعض علماء السلف تتلمذ على بعض المتصوفة فقد قلت لك في مشاركة سابقة أن هذا لا يقدم ولا يؤخر؛ وأن الصوفية فرقة ليست أقل خطرا من الشيعة والأشاعرة والمعتزلة وكلهم تحمل عنهم بعض علماء السلف لكن بضوابط معروفة لطلاب العلم وليس مجرد تتلمذهم عليهم يعتبر تزكية لهم، والأمر واضح لا يحتاج إلى مشاركات متعددة.

3 - الصوفية على التحقيق من كلام أهل العلم لا يوجد فيهم - حسب علمي - من سلم من عقائد مكفرة؛ نعم قد تقول إن بعضهم معذور لجهله بأن تلك العقائد مكفرة؛ وقد تقول إن بعضهم يحتمل أنه تاب من تلك العقائد كالغزالي مثلا؛ فهذا مقبول ووارد.

ولكن أن تدافع عن شخص يقول بالحلول والاتحاد، ويصف الخالق بصفات القاذورات، ويدعي معرفة الغيب، ويبيح الحرام، ويحرم الحلال، ويدعي الألوهية والربوبية، ويصف نفسه بصفات الخالق؛ بل ويتعالى على الخالق حتى يجعل نفسه هو رب الخالق ..

لا أظن ذلك مقبولا ..

وأنت هنا لا تخلو من حالين:

أ - أن تكون مقرا بأن الصوفيين يقولون بتلك العقائد؛ فعليك أن تترك الدفاع عنهم؛ وتفهم أخذ بعض السلف عن بعضهم فهم أهل العلم له، وهو مدون في ثنايا كتب أهل الحديث.

ب - أن تكون غير مقر بأنهم يقولون بتلك العقائد؛ فهنا علي أن أنقل لك من كلامهم ما هو صريح في تلك العقائد ولا يحتمل تأويلا وأنا زعيم لك بذلك، وإن كان تقسيطا لأن وقتي ضيق جدا.

وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير