[تعرف على أهم كتاب في البلاغة العربية]
ـ[30131]ــــــــ[28 - 05 - 2010, 01:58 م]ـ
::::=
كتاب البديع لعبد الله بن المعتز:
يعد كتاب "البديع" لـ: عبد الله بن المعتز أول مؤَّلف في البديع و صَنْعَة الشعر، كما أجمع على ذلك جميع الباحثين، فهو على رأس قائمة كتب "ابن المعتز" بالنظر إلى اختصاصه لهذا الفن، و يعد فاتحاً جديد و يعترف بذلك "ابن المعتز" نفسه من خلال قوله:
"و ما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحد" كما يعد سببا من أسباب تأليف "ابن المعتز" لكتابه "البديع".
أما عن موضوع كتاب "البديع"؛ فهو ذكر لألوان البديع، وشواهدِها فنجد المؤلف يذكر ما أُثِرَ للون البديعي من شاهد في كتاب الله، ثم في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم في كلام الصحابة و سواهم ثم يليهم كلام الأعراب و بلغاء الكُتاب، ثم يذكر كثيرا مما أُثِرَ من شواهد في الشعر العربي:" الجاهلي، الإسلامي، شعر المحدثين" و ينتهي في الأخير يذكر ما عِيب من شواهد الكلام على هذا اللون المتكلفة و الخارجة عن حدود البلاغة و سحر البيان.
يرى الدكتور "إبراهيم سلامة " أن رقة "ابن المعتز" في شعره و حياة النعمة و الرفاهية اللتين كان يتقلب في عطفيهما أحد أسباب تأليفه لهذا الكتاب.
إضافة إلى ما تقدم نجد من أسباب تأليف "ابن المعتز" لهذا الكتاب، هو محاولة تحديده أصول هذا الفن، الرد على "أبي تمام" و من لفَّ لفَّه في دعواهم اختراع هذه الأنواع البيانية و البديعية () و نجد "ابن المعتز " ذكر هذا في كتابه فيقول:" ليعلم أن بشارًا و مسلماً و أبا نواس، و من تقيلهم (?) و سلك سبيلهم، لم يسبقوا إلى هذا الفن، و لكنه كثر في أشعارهم، فعُرِفَ في زمانهم، حتى سمي بهذا الاسم، فأعرب عنه ودلَّ عليهم.
- و قد قدم هذا الكتاب "البديع" للدرس البلاغي فائدتين هامتين:
- أولهما: تقديم هذا المنهج النقدي الماثل في الموازنة بين الأمثلة الجيدة و الغير جيدة، و هو المنهج الذي سار عليه البلاغيين بعده.
- ثانيهما: الدلالة على أن البديع فن عربي خالص أصيل له جذوره الموروثة في التراث العربي القديم من القرآن و الحديث، أشعار القدماء.
و قد قَسم الكتاب إلى قسمين:
1 - أبواب البديع: و يشمل هذا القسم على خمسة أبواب تحدّث فيه "ابن المعتز" عن أصول البديع الكبرى من جهة نظره و هي: الاستعارة، التجنس، المطابقة، رد العجز على الصدر، و المذهب الكلامي.
2 - محاسن الكلام و الشعر: و هي كثيرة ذكر منها ثلاثة عشر نوعاً و هي:
الالتفات، الاعتراض، الرجوع، حسن الخروج، تأكيد المدح بما يشبه الذم، تجاهل العارف، الهزل الذي يراد به الجد، حسن التضمين للشعر، التعريض و الكناية، الإفراط في الصفة، حسن التشبيه، إعنات الشاعر نفسه في القوافي، حسن الابتداء و قد ذكر هذه الأبواب رغبة منه في أن تكثر فوائد كتابه للمتأدبين ().
يمتاز كتاب البديع بأنه ينحوا في دراسة ألوان البديع و فنون دراسة تطبيقية واسعة لها أثرها في تكوين الملكة و الذوق و دعم الفكرة في نفس القارئ بالحجّة كما يمتاز بسعة الاطلاع و حسن الاختيار في جميع شواهد الكتاب.
ـ[سنهور]ــــــــ[28 - 05 - 2010, 11:20 م]ـ
بالله عليك كيف حكمت هذا الحكم القاطع
ومن منا يستطيع أن يحدد من بين ملايين الكتب التى ألفها علماء أجلاء فى علم البلاغة بأنه أهم كتاب فى البلاغة العربية
وليس معنى كلامى أننى أضع من شأن هذا الكتاب الذى يكفيه من المكانة أن صاحبه يعد أول من صنف فى البديع، ورسم فنونه، وكشف عن أجناسه مع أنه عندما سماه البديع لم يكن يقصد علم البديع المتعارف عليه لدى العلماء المتأخرين، وإنما قصد به علوم المعانى، والبيان والبديع
ومع كل ما امتاز به هذا الكتاب من ميزات فلايمكن بحال أن يكون هو الأفضل على الإطلاق لأسباب أهمها: ـ
أن تأليف عبد الله بن المعتز (الخليفة العباسى) ت 296هـ
لكتابه كان بداية مرحلة سماها علماء
البلاغة مرحلة الدراسات المنهجية هذه المرحلة أخذت البلاغة فيها فى الإستقلال عن العلوم الأخرى التى كانت مختلطة معها ومعلوم أن البداية فى دراسة أى علم تتسم بالضعف والتخبط وعدم الدقة ثم تتوالى الدراسات والإجتهادات حتى يقوى هذا العلم وتتأصل قواعده فيدرس كل عالم ما أتى به من سبقه من علوم ثم يحاول أن يصحح مافيه ويعالج مافيها من ضعف ويزيد عليها من علمه حتى تتكامل العلوم وتقوى
وحسبك أن تعلم أنه قد أتى بعد ابن المعتز علماء فاضت قرائحهم بدرر من المؤلفات التى مازالت منهلا عزبا ينهل منه كل طالب علم
ولك أن تعلم أنه قد جاء بعد عصر ابن المعتز عصرا هيأ الله فيه للبلاغة العربية علما من أعلام هذه الأمة هو الإمام أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى النحوى، الأديب، الناقد، الفقيه الشافعى، المتكلم الأشعرى المتوفى 471هـ
التى عاشت البلاغة على يديه قمة التطور حتى سمى عصره عصر ازدهار الدراسات البلاغية
وعليك لزاما لكى تكون على يقين مما أقول أن ترجع فتقرأ كتابيه (دلائل الإعجاز) و (أسرار البلاغة) ثم قل لنفسك أحقا هذا أفضل أم ذاك