تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أسلوب الأمر للأستاذ معاذ أبو الهيجاء]

ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 06:43 ص]ـ

أنواع الأوامر والنواهي

الأوامر والنواهي ضربان: صريح وغير صريح. والصريح ضربان: أحدهما أن يكون بلفظ الأمر ولفظ النهي مثل قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تُؤدّوا الأمانات إلى أهلها)، ومثل قوله تعالى: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم). والثاني، أن تكون الصيغة الموضوعة للأمر والنهي لغة هي التي تدل على الأمر أو النهي مثل (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)، ومثل (ولْيَشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)، ومثل (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، ومثل (لا تخونوا الله والرسول). ففي هذه النصوص دلت الصيغة الموضوعة للأمر لغة على الأمر، ودلت الصيغة الموضوعة للنهي لغة على النهي.

وغير الصريح: لا تكون صيغة الأمر أو صيغة النهي هي الدالة على الأمر أو النهي، بل تكون الجملة الواردة في النص قد تضمنت معنى الأمر أو النهي. أي تكون للدلالة على الأمر أو النهي آتية مما تضمنته الجملة الواردة في النص من معنى الأمر أو النهي لا من صيغة الأمر أو صيغة النهي مثل (كُتب عليكم الصيام)، (إنه لا يحب المسرفين)، وهكذا. وغير الصريح يأتي في أحوال متعددة منها ما جاء مجيء الإخبار عن تقرير حكم كقوله تعالى: (كُتب عليكم الصيام)، (والوالدات يُرضِعن أولادهن)، (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، (فكفارته إطعام عشرة مساكين)، وأشباه ذلك مما فيه معنى الأمر أو النهي.

ومن هذا الباب ما ورد من ألفاظ الفرض والواجب والحلال صراحة في الأمر مثل قوله تعالى في آية الصدقات: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) إلى قوله: (فريضة من الله)، ومثل ما رُوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم خَطَب فقال: (إن الله تعالى فرض عليكم الحج) الحديث، ومثل ما رُوي عن ابن عمر (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطرة) الحديث، ومثل قوله عليه السلام: (الجهاد واجب عليكم مع كل أمير)، ومثل قوله تعالى: (أُحِلّ لكم ليلة الصيام الرَفَث إلى نسائكم)، ومثل قوله تعالى: (أحلّ الله البيع)، وكذلك ما ورد من ألفاظ التحريم مثل قوله تعالى: (إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بَطَن)، ومثل قوله تعالى: (وحّرم الربا)، وقوله تعالى: (حُرّمت عليكم المَيْتة). فهذه كلها من غير الصريح، وهي وإن كانت صريحة في الدلالة على الحكم الشرعي ولكنها غير صريحة في الأمر أو النهي، فـ (فرض) صريحة بالحكم الشرعي ولكنها غير صريحة في الأمر، و (حرّم) صريحة في الحكم الشرعي ولكنها غير صريحة في النهي، فاعتُبرت من غير الصريح.

ومن أحوال غير الصريح ما جاء مجيء مدحه أو مدح فاعله في الأمر أو ذمه أو ذم فاعله في النهي، مثل قوله تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون)، وقوله تعالى: (بل أنتم قوم مسرفون)، وما أشبه ذلك.

ومنها ما جاء مجيء ترتيب الثواب على الفعل في الأوامر وترتيب العقاب على المنهي عنه في النواهي مثل قوله تعالى: (ومن يُطِع الله ورسوله يُدخله جنات)، ومثل قوله تعالى: (ومن يَعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده يُدخله ناراً)، وما شاكل ذلك.

ومنها ما جاء مجيء الإخبار بمحبة الله في الأوامر والبغض والكراهية في النواهي، مثل قوله تعالى: (والله يحب المحسنين)، ومثل قوله تعالى: (إن الله لا يحب المسرفين)، وقوله تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر)، (وإن تشكروا يَرضَهُ لكم)، وما شابه ذلك.

ومنها الإخبار الدال على الحكم، كقوله صلى الله عليه وسلم: (الخَراج بالضمان)، وقوله: (من باع نخلاً قد أبّرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترطها المبتاع)، وكقوله تعالى: (ومن قَتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة ودِيَةٌ مسلَّمةٌ إلى أهله)، (ولله على الناس حَجُّ البيت)، وما أشبه ذلك. فهذه الأمور دالة على طلب الفعل أو دالة على طلب الترك إلا أن الدلالة على الأمر والنهي فيها ليس آتياً من صيغة الأمر والنهي وإنما الجملة التي وردت في النص تضمنت معنى الأمر والنهي.

http://www.almolltaqa.com/vb/images/statusicon/user_offline.gif http://www.almolltaqa.com/vb/images/buttons/quote.gif (http://www.almolltaqa.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=131312)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير