تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التشبيه بين الحسن والقبح]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[08 - 09 - 2010, 09:25 م]ـ

[التشبيه بين الحسن والقبح]

جمال اللغة أو قبحها أو تناقضها يعود إلى منزلة المعنى ورتبة الكلمات بعضها من بعض، ومما يدل على ذلك قول امرئ القيس:

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي

يعلق الجرجاني على هذا البيت بقوله:"واعلم أن ما كان من التركيب في صورة بيت امرئ القيس فإنما يستحق الفضل من حيث اختصار اللفظ وحسن الترتيب فيه".

في هذا البيت لف ونشر، واللف هو: قلوب الطير في حالتي الرطوبة واليبس، والنشر هو: العناب والحشف البالي، والنشر في بيت امرئ القيس يترتب من الأهم إلى الأقل أهمية، حيث أعطى الأول من الأشياء المنشورة للأول من الأشياء الملفوفة، كما أعطى الثاني للثاني، من أجل أن تترتب المعاني بالرتبة أو الأهمية المعنوية، وبهذا يحصل الانسجام المعنوي بين مواقع الكلمات داخل التركيب، وهذا هو الذي أدى إلى حسن التشبيه، و عكس النشر يؤدى إلى قبح التشبيه لأن المعاني لا تترتب الترتيب الصحيح، او لا ينسجم بعضها مع بعض، وذلك كقوله:

وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر

حيث شبه شعر الناصية بسعف النخلة، والشعر إذا غطى العينين لم يكن الفرس كريما

فسبب قبح هذا التشبيه هو عدم الانسجام المعنوي بين شعر الناصية وسعف النخل، حيث جمع بين الأشياء المتباعدة.

والله تعالى أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير