تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفصل والوصل فى دعاء النبي]

ـ[سنهور]ــــــــ[20 - 09 - 2010, 06:53 م]ـ

كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء لله تعالى

ولما كان هو الذى لا ينطق عن الهوى فقد بلغ من الفصاحة

والبيان مالا يبلغه أحد من قبله ولن يصل إليه احد بعده

وجاءت المفردات فى الدعاء النبوى مطابقة لدلالة الحال والمقام

فتارة نجد بينها فصل وأحيانا نلاحظ أن بينها وصل ولكل بلاغته

فهيا بنا لنعيش فى رحاب السنة العطرة للننهل من نهرها العذب

بعض المواقف التى تدلل لنا على صحة ما قلناه

ـ[سنهور]ــــــــ[20 - 09 - 2010, 07:07 م]ـ

يدعو النبى عشية عرفة فيقول (اللهم إنك ترى مكانى، وتسمع كلامى، وتعلم سرى وإعلانى، لا يخفى عليك شىء من أمرى، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين)

ف (البائس _ الفقير ـ المستغيث ـ المستجير _ الوجل _ المشفق _ المقر _ المعترف بذنبه) ثمانية أخبار لمبتدأ واحد هو ضمير المتكلم (أنا) ولم تعطف هذه الأخبار على بعضها وذلك ليناسب المقام وهو أن الداعى يريد أن يشير إلى أنه الجامع لهذه الخصال وأنها مجتمعة فيه وكأنها صفة واحدة

ولا شك أن ترك العطف أليق وأنسب لحال الداعى واجتهاده فى التذلل والمسكنة

ونجد أن ترك العطف بين هذه الصفات ناسب تعريفها ب (ال) من دلالة على القصر وكأن لا بائس ولا فقير ولا مشفق ولا مقر ولا معترف بذنبه سوى الداعى

وكأنما أجناس هذه المعانى مجسدة فيه

ولنا بقيه مع هذا الموضوع إن شاء الله

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 04:52 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذ أبا فهر على هذه النافذة الجميلة

متابعة باهتمام معكم .. وفي انتظار البقية.

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 05:31 م]ـ

ذكرتني-أخي الكريم- بكتاب جميل بعنوان القاعدة والنص، دراسة في الفصل والوصل للدكتور عبد الواحد علام، أستاذ البلاغة في دار العلوم جامعة القاهرة.

لا أدري إن كان الدكتور مازال موجودا في الكلية أم لا، ربما تفيدنا ينابيع الهدى الدرعمية.

أما كتابه فمازال موجودا معي منذ ثمانينات القرن الماضي.

جزاه الله خيرا لما علمنا.

ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 05:51 م]ـ

شكرا لكم على هذه المتابعة

وسنكمل إن شاء الله تعالى

ما بدأناه قريبا جدا

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 05:59 م]ـ

لا أدري إن كان الدكتور مازال موجودا في الكلية أم لا، ربما تفيدنا ينابيع الهدى الدرعمية.

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور عبد الواحد علام لم أسمع به في الجامعة من قبل بحثت عنه في الإنترنت فوجدته في قائمة الراحلين في هذا الرابط هنا ( http://www.marefa.org/index.php/%D8%AF%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85)

رحمه الله رحمة واسعة.

ـ[عبود]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 06:17 م]ـ

بارك الله فيك موضوع جدا جميل

ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 06:28 م]ـ

ذكرنا فيما سبق مثال أوضحنا فيه صورة للفصل بين ألفاظ دعاء النبى صلى الله عليه وسلم

وسنذكر الآن مثالا نوضح فيه صورة الوصل بين الألفاظ وما تستدعيه من بلاغة

يقول النبى صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال)

ففى هذا الدعاء وصلت الواو العاطفة بين الألفاظ الثمانية (الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال)

لأن الواو تدل على المغايرة والإستقلال فجاء بها النبى لتناسب المقام وهو أن كل صفة من هذه الصفات يحتاج الإنسان أن يتعوذ منها كل على حده وهذا يتحقق بدخول الواو بين هذه الألفاظ

كما أن الواو دلت على أن هذه الألفاظ متغايرة وإن كانت متقاربة المعانى: فالهم والحزن قريبان ولكن الواو أوهمت أنهما متغايران وكذا باقى

الألفاظ الأخرى ولهذه الواو مغزى بالغ اللطف والإثارة لأن الأصل فيها أنها تقتضى المغايرة والمناسبة ومقتضى المغايرة ألا تدخل بين الشىء

ونفسه وإذا فعلت ذلك أوهمت أنهما متغايران

وإذا نظرنا ودققنا النظر فى ألفاظ الحديث نجد أنه:

جمع بين ألفاظ متناسبة ومتقاربة إلا أن بينهما تغاير فـ (الهم والحزن) مع تقارب معناهما إلا أنه بينهما فرق واختلاف فالحزن يكون على أمر قد وقع، والهم إنما هو فيما يتوقع ولم يكن بعد ولما كان المصطفى أبلغ البلغاء فهو قد جاء بواو التغاير بينهما ليدلل على أنه لا يتعوذ من أمر واحد بل يتعوذ من الأمرين

وهنا نقطة بلاغية أخرى وهو لماذا قدم النبى صلى الله عليه وسلم التعوذ من الحزن؟ وذلك مراعاة لما هو مركوز فى طبائع الإنسان من الإنشغال بالمستقبل وتقليب الفكر وشغل الخاطر بما يتوقع من الأحداث وما يرتقب من المكاره والمخاوف

ثم نرى (العجز والكسل) يتقاربان فى المعنى إلا أن بينهما تباين لا يدركه إلا العالمون وهو أن العجز: القصور عن فعل الشىء

والكسل التثاقل عن الشىء مع وجود القدرة والداعية

والعجز كما لا يخفى على أحد أخطر وأشد من الكسل لذا قدمه النبى محمد صلى الله عليه وسلم

والجبن والبخل متناسبان لأن الجود إما بالنفس وهو الشجاعة ومقابلة الجبن

وقد يكون بالمال ويقابله البخل

وعدم الجود بالنفس أشد وأعظم من عظم الجود بالمال لذا قدم النبى الجبن على البخل

تابع .........................

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير