تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من فنون البديع: الالتزام]

ـ[أنوار]ــــــــ[20 - 11 - 2010, 10:49 م]ـ

1 - ويسمى:

- لزوم مالا يلزم.

- الإعنات.

- التضييق.

- التشْديد.

- التضمين.

ويسميه النقاد:

- القافية الغنيّة.

وجمالها عندهم: ناشئ من ندرتها.

2 - وأسماؤه:

كلها ناطقة بما يأخذ به صاحبها نفسه، من عُسْر القيود، وثقل المؤونة، وتكلف ما لو تجنبه لم تلحقه تبعه، ولا أدركه عيب، ولا وقع في قصورٍ أو تقصير.

و قال المرشدي:

" إنما يحمد من هذا النوع ما عُدِم الكَلَفة؛ لأن وحشتها تُذْهِبُ بِرَوْنَقِ الصَّنعة ".

وكان ابن المعتز أول من جمع ألوان البديع في كتابه المشهور "البديع " وعدَّ اللزوم من أنواعه الخمسة عنده.

وعرّفه ابن أبي الإصبع:

بأن يلزم الناثر في نثره، والشاعر في شعره، قبل رَوي النثر والشعر حرفا فصاعدًا على قدر قدرته، مشروطًا بعدم الكلفة.

وقال النويري:

هو أن يعنِّت نفسه في التزام ردف أو دخيل أو حرف مخصوص قبل حرف الروي، أو حركة مخصوصة.

وقال عنه السيوطي في عقود الجمان:

وَالحَرْفُ مِنْ قَبْلِ الروي مُلْتَزَمْ

فَسَمِّهِ لُزُومَمَا لا يُلتَزَمْ

كَقَولِه: تَقْهَرْ وَتَنْهَرْصَدْرَكَا

وِزْرَكَ ظَهْرَكَ وَبَعْدَ ذِكْرَكَا

3 - وهو على ثلاثة أقسام:

1 - التزام الحركة وحدها:

كقول ابن الرومي:

لما تؤذن الدنيا به من صروفها ........... يكون بكاء الطفل ساعة يولَدُ

و إلا فما يبكيه منها و إنها ......... لأوسع مما كان فيه و أرغَدُ

إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه ........ بما سوف يلقى من أذاها يهدَّدُ

فالتزم الفتح قبل الروي.

2 - التزام حرف:

كقول شاعر جاهلي:

عصاني قومي والرشاد الذي به ........... أمرت ومن يعصِ المجرب يندمِ

فصبرًا بني بكر على الموتِ إنني .......... أرى عارضًا ينهل بالموت والدمِ

3 - التزام حرفين:

كقول الشاعر:

سلِّم على قَطَن إنْ كنتَ نازِله ......... سلام من كان يهوى مرَّة قطنا

ما منْ غريبٍ وإن أبْدى تَجلُّده ........ إلا تذكَّر عند الغُربَةِ الوَطنَا

4 - التزام أكثر من حرفين:

كقول عبد الله بن الزبير يمدحُ عمرو بن عثمان بن عفان:

سأشْكُرُ عَمْرًا إنْ تراخت منيتي ........ أياديَ لمْ تُمْنَن وإن هي جلَّت

فتًى غير محجوب الغنى عن صديقه ............ ولا مظهر الشكوى إذا النَّعل زلت

رأى خلَّتي من حيثُ يخفى مكانُها ........ فكانت قذى عينه حتى تجلّت

4 - الملتزمون:

من أشهر شعراء اللُّزوم في العصر الإسلامي:

1 - " كثير عزَّة ":

فقد نظم قصيدته التائِّية المشهورة على هذا النمط، وهي القصيدة التي يقول في مطلعها:

خليليَّ هذا ربْعُ عزَّة فاعقِلا ........... قلوصيكما ثمَّ انظرا حيث حلّت

والقصيدة تربو على عشرين بيتًا، ولكنك لا ترى فيها أثرا للتكلُّف والتعقيد، وضعف النسج، بل ترى أبياتها تترادف في سلاسة أخاذة واطراد ساحر كأنما كان يغترفها من بحر.

ويقول فيها الدكتور طه حسين:

" لا تتردد في أن الشاعر قد تعمد التزام اللام والتاء، ولكنكَ في الوقت نفسه لا تشعر بأن " كثيرًا" قد لقي في ذلك جهدا،

أو احتمل فيه عناء، وإنما يخيّل إليك أنه دعا الألفاظ فاستجابت له، وأهاب بها فأسرعت إليه ".

ولعل هذه القصيدة اللزوميّة – من حيث طولها – أول أثرٍ من هذا اللون في الشعر الجاهلي والإسلامي، ولن تجد لها نظيرا إلا في لزوميَّات أبي العلاء المعري.

2 - أبو العلاء المعري ..

ويُعد شيخ الالتزام، وديوانه " اللزوميات " جاء كله على هذه الطريقة. ولعل من العجب أن المعري – وهو معروف بعمق الفكر، وبعد النظر، وقوة النَّفَس، واستقلال الشخصية، وميله للحرية في مظاهرها المختلفة، وتساميه على نوائب الزمن بكبريائه ومصابرته، وتحدِّيه لمعاصريه بمعتقداته وآرائه – ينساق في هذا الطريق الوعر الشائك، ولا يكتفي بذلك، بل يزيد في الطنبور نغمات، بما يضيف إليه من الغرابة والتعمق والرموز في كتابه " الفصول والغايات " حتى ليحتاج قراؤه إلى من يترجمه لهم من العربية إلى العربية، بل اضطر المعري نفسه أن يترجمه للقراء، فأنشأ - كما يقول ياقوت – كتاب " الشاذن " (وقد ورد في كشف الظنون باسم " السادر "، وعند الذهبي " السادن ")؛ في ذكر غريب هذا الكتاب، وما فيه من اللَّغز، مقداره عشر كراريس.

وهذا اعتراف منه بأنه ألّفه لنفسه أولا، لا للناس!!

وقد فعل ذلك في شعره اللزوميّ؛ فقد ألف كتابًا سماه: "راحلة اللزوم "؛ يشرح فيه ما في لزوم مالا يلزم من الغريب في نحو مائة كراسة. وكتاب الراحلة؛ ثلاثة أجزاء في تفسيره أيضا. وله كتاب آخر يتعلق بلزوم مالا يلزم سماه: "زجر النابح".

وذلك أن بعض ذوي الجهالة؛ تكلم على أبيات من لزوم مالا يلزم يريد بها الشرر والأذيّة، فألزم أبا العلاء أصدقاؤه؛ أن ينشئ هذا الكتاب وهو كاره.

وقد رأينا الدكتور طه حسين يشرح بعض مختارات من أشعاره في كتاب " اقرأ " وأحسب – والحديث للمؤلف – أنه لو كان يترجم شعرًا عن الفرنسية، ما لقي فيه هذا الجَهْد والعناء.

.............................................................

- البلاغة الغنيَّة لعلي الجندي.

- عقود الجمان للمرشدي.

- البديع في ضوء أساليب القرآن لعبد الفتاح لاشين.

- علم البديع لعبد العزيز عتيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير