تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المجاز المرسل و ..............]

ـ[عرباوى]ــــــــ[17 - 11 - 2010, 09:41 م]ـ

الأخوة الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمّا بعد.

ما الفرق بين " المجاز المرسل و التورية ".

أرجو الإفادة وجزى الجميع خير الجزاء وأجزل لهم المثوبة

ـ[أمير الفصحاء]ــــــــ[17 - 11 - 2010, 10:37 م]ـ

التورية: أن يذكر المتكلم لقظا مفردا له معنيان قريب ظاهر عير مراد وبعيد خفي وهو المراد.

كقول الشاعر:

أصُونُ أديمَ وجهي عَن أُنَاس … …لقاءُ الموتِ عِنْدهُم الأديبُ

وَرَبُّ الشعر عندهُمُ بَغِيضٌ … …وَلَوْ وَافَى بهِ لَهُمُ "حبَيبُ"

نجد كلمة "حَبيبٍ" في هذا المثال لها معنيان:

أحدهما: المحبوب وهو المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهنْ بسبب التمهيد له بكلمة "بغيض".

والثاني: اسم أبي تمام الشاعر وهو حبيبُ بنُ أَوْس، وهذا المعنى بعيد. وقد أَراده الشاعر ولكنه تَلطف فَورَّى عنه وستره بالمعنى القريب.

ويسمَّى هذا النوع من البديع تورية.

المجاز المرسل هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة، ويجب أن تكون هناك قرينة تمنع المعنى الأصلي للفظ.

وللمجاز عدة علاقات منها:

1 - الجزئية: عندما نعبر بالجزء ونريد الكل.

& قال تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة) فكلمة (رقبة) مجاز مرسل علاقته الجزئية؛ لأنه عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (الإنسان المؤمن).

& قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ) فـ (كلمة) مجاز مرسل علاقته الجزئية؛ لأنه عبر بالجزء (كلمة)

وأراد الكل (الكلام).

2 – الكلية: عندما نعبر بالكل ونريد الجزء.

& قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) فـ (أصابعهم) مجاز مرسل علاقته الكلية؛ لأنه عبر بالكل (أصابعهم) وأراد الجزء (أناملهم أي أطراف أصابعهم).

& شربتُ ماء زمزم. فـ (ماء زمزم) مجاز مرسل علاقته الكلية؛ لأنه عبر بالكل (ماء زمزم) وأراد الجزء (زجاجة ماء مثلاً).

3 – المحلّية: عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه

& قال الشاعر: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وقومي وإن ضنوا عليّ كراما

فـ (بلادي) مجاز مرسل علاقته المحلّية؛ لأنه ذكر البلاد وأراد أهلها فالعلاقة المحلية.

& قال تعالى: (واسأل القرية) فـ (القرية) مجاز مرسل علاقته المحلّية؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية، فالعلاقة المحلية.

4 – الحاليّة: عندما نعبر بلفظ الحال ونريد المكان نفسه.

&مثل: (إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) فقد استعمل (نعيم) وهو دال على حالهم، وأراد محل ومكان النعيم وهو الجنة.

& نزلتُ بالقوم فأكرموني. المجاز المرسل في كلمة القوم؛ لأن القوم لا يُنزل بهم، وإنما يُنزل في المكان الذي يسكنه القوم، فذكر الحال وهو (قوم) وأراد المحل وهو المكان.

5 – السببية:

وهي تسمية الشيء باسم سببه، أو عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب.

& (رعت الماشية الغيث) المجاز في كلمة: الغيث، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن الغيث لا يرعى، وإنما الذي يرعى النبات. حيث أن الغيث سبب للنبات فعُبِّر

بالسبب عن المسبَّب.

6 – المسبَّبِيّة: وهي تسمية الشيء باسم ما تسبب عنه.

&قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا .. ) المجاز في كلمة: رزقًا، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق، وعبر بالرزق عن المطر؛ لأن الأول (الرزق) متسبب عن الثاني (المطر).

7 - اعتبار ما كان: بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال

&قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم .. ) المجاز في كلمة: اليتامى، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن اليتيم وهو: من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد، فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى، بالنظر إلى حالتهم السابقة.

8 - اعتبار ما سيكون: بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال.

& قال تعالى: (إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون) المجاز في كلمة: ميتٌ، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون.

& قال تعالى: (إنّي أراني أعصر خمراً) أي عصيراً سيتحول إلى الخمر، إذ هو حال العصر لا يكون خمراً.

& سر جمال المجاز:

الإيجاز و الدقة في اختيار العلاقة مع المبالغة المقبولة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير