تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أنت يا إسلام (1) (قصة قصيرة واقعية حدثت لى) متجدد]

ـ[أبو يوسف الأندلسى]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 11:46 م]ـ

من أنت يا إسلام؟!

بعدما فرغتُ من عملي في ليلةٍ باردة وجدتُ شخصاً أعرفه أمام محل بيتزا قد أُفتتح جديداً وبجواره شخصٌ غريب الأطوار .. بدتْ روحه غامرةً للمكان بحضوره القوىّ، وملابسه الكلاسيكية العجيبة .. إذا بصاحبي يعطيه بعضاً من الفطير والبيتزا لكنه رفض بقوة .. فأخرج من جيبه مالاً وأراد أن يعطيه فغضب وقال: الصدقة لا تجوز علىّ .. فلما ألحّ صاحبي قال هو إذن دين وأرده إليك بعد حين؛ فوافق صاحبي ليرضيه .. وهنا بدا هذا الشخص الغريب كأنه يفيق من دوامة أو من حُلم كان غارقا فيه .. وأخبرني صاحبي بصوتٍ خافت أن ذلك الشخص كان يتضورُ جوعاً ويمسك ببطنه وكاد يسقط أرضاً ويأبى أن يطلب من أحد شيئا ...

فإذا بالشخص الغريب الأطوار يهتز ويرتج ويقول في أي عامٍ نحن .. ؟! ويطلب منّا أذكاراً كانت معه وضاعت للشيخ حسن البنا؛ فأعطاه صاحبي أذكار الصباح والمساء لشيخٍ معاصر فظنها هي .. كان يبدو عليه أنه سقط من عصر آخر .. وكنت ملتفتا إليه فإذا به يحدثنا بالفصحى بلهجة مستقيمة ويقول قرأتُ في البداية والنهاية كذا ولا أدرى صحة الحديث .. ويستدرك ويتكلم عن الشيخ " حسن البنا " مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وعن الشيخ كشك .. هو يتكلم وأنا أغوص بخيالي أن ذاك الشخص سقط من بداية القرن بفعل آلة الزمن أو اختراع آخر .. هو يظننا من الإخوان لهيئتنا السنية التي كانت تُرى على الإخوان قديما ..

كنت قبلها أتناقش مع صديق لي عن الإخوان ووجود جماعة أنصار السنة قبلها وكان يحاول أن يقنعني أنهم لم يكن لهم انتشار ولا يعرفهم أحد ويبرر بعضَ أخطاء الإخوان بأن هذا كان هو السائد في عصرهم ولم ينصحهم أحد .. فكنت قد وقعت على مقال لأبى فهر محمود شاكر يرد على سيد قطب فى سبه بعض الصحابة .. وقعت على هذا المقال كأني وقعت على كنز لأقيم به الحجة على صديقي أن سيدا -عفا الله عنه- خالف السنة عمدا وأُنكر عليه فلم يرجع .. لكن حينما كلمني ذاك الشخص الغريب قلت هو لا يعرف غير الإخوان لعل أنصار السنة لم يكن لها وجود قوى في ذلك العصر البعيد الذي جاء منه .. تمنيت ساعتها أن أسافر معه في بدايات القرن العشرين لأعرّفه على العلامة المحدث "أحمد شاكر"،والشيخ "حامد الفقى" مؤسس أنصار السنة، وعلى الأستاذ "محمود شاكر "الأديب الكبير ليعرف منهج السلف .. ومازلت أغوص في خيالي .. وأقول سيحكى لي عن زمنه وأكتشف مالا يعلمه أحد عن "الملك فؤاد" و"فاروق "وحكاية الثورة ..

نبهني صديقي فجأة لأفيقَ من هذا السُبات العميق وأنظر إليه فسألناه عن اسمه قال اسمي "إسلام" .. قلنا له فيك أمرٌ غريب قال سحرتني عمتي "عظيمة "وأختها "نظيمة" الأولى قد تجاوزتْ التسعينَ عاماً من الظلم والطغيان والأخرى تجاوزت الخامسة والثمانين وأخذ يحكى عنهما وعن تدبيرهما كأنها حكاية من ألف ليلة وليلة .. كل هذا من أجل أن يغتصبا ميراث والده الذي تركه له .. تخيلتُ نفسي مكانه وقلت ما أقسى الظلم وتذكرت بيت الشعر الذي يقول:

وظلمُ ذوي القربى أشدُ مضاضةً ... على النفس من وقع الحسام المهنّد

المهم أننا تعرفنا وأستأذن صاحبي لأنه تأخر عن بيته وينتظرونه وينتظرون طعام العشاء الشهي الذي معه .. فهنا وأنا أنظر إليه بكل حب وإشفاق عرّفته بنفسي فطلب منى رقم هاتفي الجوال وأخبرته بعملي لكنى لم أخبره بالمكان .. فأنا مازلت لا أعرفه وأخشى أن يسبب لي مشاكلاً كبيرة فيما بعد ..

كان هذا هو الجزء الأول وتأتى البقية إن شاء الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير