[سفينة نوح]
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[21 - 07 - 2010, 06:03 م]ـ
السلام عليكم:
هل يشترط في المشبه به أن يكون مألوفا للسامع؟
مثال: خشب هذه السفينة يشبه خشب سفينة نوح عليه السلام
إذ من المعلوم أن لا أحد يعرف كيف كان خشب تلك السفينة.
فهل يصح هذا التشبيه؟
ـ[الحطيئة]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 12:18 ص]ـ
مثال: خشب هذه السفينة يشبه خشب سفينة نوح عليه السلام
إذ من المعلوم أن لا أحد يعرف كيف كان خشب تلك السفينة.
في هذا المثال , الخشب ليس مما يعرفه المتكلم , دع السامع!!:)
أما إذا كنت تكلم جمعا فقد يدركه - أي المشبه به - بعضهم و لا يدركه الباقي , و هو منبنٍ على ما تريد , أتريد إفهام الجميع أم بعضهم
فإن كان نصا أدبيا فالذي يبدو: أن الذي يفهمه الجميع مذموم و الذي لا يفهمه الجميع أشد ذما و التوسط محمود
أما الواعظ و ما شاكله , فلا بد أن يحدث الناس بما يعقلون , لأن غرضه هدايتهم , و لا تتم الهداية بالإبهام
أما إذا كنت تتحدث إلى شخص معين , فلا شك أنك تريد إفهامه عينه لا غيره , و لا يُفَهّم المخاطَبُ إلا بما يَعرِف (هذا رأيي و الله أعلم)
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 12:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عماد، اسمح لي بهذه المشاركة
إن ما أشرتم إليه جائز في اللغة، و هو من سنن العرب في حدييها إن كان مما له صورة في الذهن، يقول امرؤ القيس:
أيقتلني و المشرفي مضاجعي **و مسنونه زرق كأنياب أغوال
و قد يكون الطرفان متخيلان للمخاطب، و من ذلك قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) شبه طلع شجرة الزقوم برؤوس الشياطين، وكلا الطرفين مما يجهله السامع.
وتشبيه خشب السفينة بخشب سفينة نوح عليه السلام لا شك أنه يؤدي الغرض منه دون لبس على المخاطب، فالمعنى المتبادر إلى الذهن أن خشب سفينة نوح عليه السلام من أجود أنواع الخشب.
إن التشبيه بغير المألوف أقوى - في رأيي - من التشبيه بالمألوف إن لم يكن غرضه الإيضاح و تقريب الصورة، وذلك أن المتلقي حين يألف المشبه به لا يتجازوه في تخيل صورة المشبه، أما إن كان يجهله فإنه يبلغ الغاية في تخيل صورة المشبه به.
ألست معي في أن طلع شجرة الزقوم بلغ الغاية في القبح.
وأن أسهم امرؤ القيس بلغت الغاية في و القوة.
و خشب السفينة بلغ الغاية في الجودة.
- و من هذا الباب التشبيه التمثيلي الذي تكون فيه الصورة متخيلة الهيأة محسوسة الأجزاء.
وكأن الهلال نون لجين ** غرقت في صحيفة زرقاء
دمتم في رعاية الله
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 12:43 م]ـ
أبو عبيدة رحمه الله صنف كتابه (مجاز القران) الذي نريد أن نتحدث عنه تقريبا سنة 188 من الهجرة، وقد ذكر أهل التراجم في سبب تأليفه لهذا الكتاب الذي معنا في هذه الحلقة وهو مجاز القران، ذكروا قصة طريفة وهي أنه قدم إلى بغداد وهو من أهل البصرة قدم إلى بغداد على الفضل ابن ربيع، فدار حديث في مجلس الفضل عن قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات)) وهي شجرة الزقوم قال ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)))) فقال سائل لأبي عبيدة ياأبا عبيدة إن العرب تشبِّه الشيء المجهول بالشيء المعلوم حتى يتضح الشيء المجهول، فكيف يشبّه الله هنا شيئا مجهولاً بشيء مجهول؟ يقول عن شجرة الزقوم التي طعام أهل النار والعياذ بالله ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65))) ونحن لم نرى الشيطان ولم نعرف كيف هو رأسه
فقال أبو عبيدة في جوابه على هذا السؤال أن العرب قد استقر في كلامها أن الشيطان قبيح المنظر وكذلك الغول، فأصبحت تشبه به كل شيء قبيح فتقول هذا وجهه قبيح كوجه الشيطان وهذا رأسه قبيح كرأس الشيطان، ثم استشهد له ببيت من قصيدة امرئ القيس اللامية المشهورة التي تكاد تتفوق على المعلقة في جودتها وفي جمالها وهي التي يقول في مطلعها:
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
ثم ذكر الشاهد الذي يستشهد به فقال:
أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
فامرؤ القيس هنا قد شبه الرمح بناب الغول قال:
وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
قد تكون مقصود به الرمح وقد يكون مقصود به الأسهم التي معه.
إلا أن الشاهد انه شبه هذه الأسهم أو هذا الرمح في حدته بناب الغول مع أن العرب لاتعرف ناب الغول إلا أنه قد استقر في أذهانها أنه حاد أو انه وجهه قبيح ومثله وجه الشيطان أو ورأس الشيطان ولذلك جاء كلام الله سبحانه وتعالى في القرآن موافقا لكلام العرب وسننها في كلامها فقال: ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات)) قال فاستحسن هذا الجواب من أبي عبيدة في ذلك المجلس قال أبو عبيدة فأضمرت في نفسي أن أصنف كتاب على هذا المنوال أتتبع فيه غريب القران أو نحو ذلك فصنف كتابه مجاز القران.
إلا انه طعن على هذه الحادثة بأنها لم تثبت، وأن أبو عبيدة عند تفسيره لهذه الآية لم يذكر هذه القصة، لكن هذه تذكر من باب المُلح في أسباب تصنيف كتاب المجاز في القرآن لأبي عبيدة.
من ورقات على جهازي مصدره بـ
أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في برنامجكم الأسبوعي أهل التفسير.
¥