بين لفظتي الفصاحة والجِرس ..
ـ[أنوار]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 12:44 م]ـ
لم يكن الأوائل يستخدمون الجرس استعمالا اصطلاحيًا، وإنما كانوا يستعملون لفظتي الفصاحة والبلاغة، ويختلفون بعد في مدلولها، والذي كان راجحا عندهم .. أن الفصاحة تتعلق باللفظ والبلاغة بالمعنى ..
ويقول أبو هلال العسكري في الصناعتين: " ومن الدليل على أن الفصاحة تتضمن اللفظ، والبلاغة تتناول المعنى .. أن الببغاء يسمى فصيحا ولا يسمى بليغا، إذ هو مقيم الحروف، وليس له قصدٌ للكلام الذي يؤديه "
وقال في موضع آخر: " إذا كان الكلام يجمع نعوت الجودة ولم يكن فيه فخامة وفضل جزالة سميَ بليغا، ولم يسمَّ فصيحا ".
وهذا كله يدل على أن الفصاحة بالمعنى الاصطلاحي القديم كان يراد منها رنين الألفاظ، وهذا قريب من مرادنا بكلمة الجرس.
وكلمة الجرس التي نستعملها نحن المعاصرين أدَّل منها على القصد؛ فصوتها نفسه يشعر بمعناها.
ومن العجيب أن النقاد القدماء ضلَّ عنهم أن يستعملوا كلمة الجرس استعمالا اصطلاحيا،
وهي أدلُّ من كلمة الفصاحة ..
ومع أنهم كانوا حريصين على البديع وتسمية أنواعه والاصطلاح عليها، إلا أني أحسب أن للدين يدا في هذا .. فلما كان المقصود من علم البلاغة هو إظهار الإعجاز ودلائله فقد فضّل العلماء أن يستعملوا كلمة " الفصاحة " المشتقَّة من البيان والظهور على استعمال أي كلمة تُشْتَمُّ منها رائحة " الترنم " لوصف الجانب اللفظي من القرآن.
..............................................
مقتطع إيجازا من:
المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها
د/ عبد الله الطيب
وقفة للحوار والرأي ..
هل وُفق الدكتور في رأيه الأخير؟؟
هل كلمة الجرسُ أدقُّ وأشملُ في معناها من كلمة الفصاحة .. ؟؟
هل العرب تجنّبت لفظة الجرس، لموقفٍ دينيّ .. ؟؟
إذا فهل استخدمت لفظة الفصاحة بعد مجيء الإسلام .. ؟؟
ألم يكن للعرب معرفة سابقة بها .. ؟؟
وكيف نفسر وضع الخليل لكتابيّ النغم والإيقاع مع ما يتحلى به من تقوى وورع؟؟