تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الجوارح ومعانيها في البلاغة]

ـ[الياسين]ــــــــ[12 - 05 - 2010, 07:07 م]ـ

لماذا ارتبط بذكر اليد القوة والفضل، وبالعين الرعاية والحفظ، وبالوجه عن الذات، وباللسان على اللغة وغيرها؟؟؟

ما هو الفرق بين التعبير عن القوة بالقوة والتعبير عنها باليد؟ وهكذا

ـ[منتظر]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 11:08 م]ـ

القران نزل بلغة العرب

والعرب تستخدم ذلك والشواهد لاتحضرني الان لكن لي عودة باذن الله

ـ[الياسين]ــــــــ[15 - 05 - 2010, 10:02 م]ـ

أشتاق لذلك .. مشكورا

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[16 - 05 - 2010, 07:45 ص]ـ

أعضاء الإنسان بين الحقيقة والمجاز ...

التعبير عن القوة بالقوة حقيقة، وذلك لأن الحقيقة هي استعمال اللفظ فيما وضع له بمعناه الحرفي، وأما التعبير عن القوة باليد فهو مجاز، والمجاز هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له، وفي غير معناه الحرفي، بشرط وجود علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المراد، وقيام قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي. ومتى اشْتُهِر اللفظُ في معناه المجازي صار حقيقةً عُرْفِيّةً له حُكْمُ الحقيقة. وقد اتفق غالبية العلماء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة.

القوة والقدرة من المعاني الرئيسية لليد عند العرب بسبب ما تملكه اليد من قدرات لا عد لها ولا حصر. واليد تحمل من المعاني بعدد ما تحمل من المهارات، فهي العضو المعروف من أعضاء الجسم، ولها أوجه متعددة من القوى والقدرات، فهذه اليد هي التي تساعد، وهي التي تبطش، وهي التي تبني، وهي التي تهدم، وهي التي تعطي، وهي التي تأخذ، وهي التي تسمح، وهي التي تمنع إلخ.

فمعنى (اليد) و (الأيد) تطور مع التطور الطبيعي للغة، واختلف عن المعنى الأصلي، وأصبح بمعنى (القوة)، لذا يقتضي الأمر مراعاة هذه الحقيقة اللغوية عند تفسير آيات الكتاب الكريم الذي نزل وفق سنن لسان العرب ولغتهم.

ونظرا لأن الإنسان يستخدم عيونه في الأعمال التي يلزمها ويشترط فيها الإبصار، مثل الرقابة والرعاية والحفظ، فقد ارتبطت العين بهذا المعنى، وأصبحت تطلق مجازا على من يفعل أفعال الرقابة والرعاية والحفظ، وسميت هذه العلاقة المجازية بالجزئية أي اطلاق الجزء على الكل، فقالوا: "بث الأمير العيون" أي "الجواسيس"، وفي التنزيل العزيز: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي): أي لِتُرَبَّى مَكْلوءا بعنايتي وحِفْظِي.

ونظرا لأن هوية الشخص يتم تحديدها من خلال الوجه في الغالب، فقد ارتبط الوجه بمعنى الهوية التي تميز ذات الشخص عن ذات شخص غيره، وتطور معنى الوجه وأصبح يستخدم للتحديد والتخصيص، وعندما يكنى عن الشيء بوجهه فهذا يعني أنه هو المقصود على وجه التحديد والحصر دون غيره فيقال: لوجه الشيء: أي لذات الشيء على وجه التحديد والخصوص دون غيره.

أمية بن أبي الصلت

أَنابَت لِوَجهِ اللَهِ ثُمَّ تَبتَّلَت --- فَسَّبَحَ عَنها لَومةَ المُتَلَوِّمِ

كعب بن زهير

لَأَستَشعِرَنَّ أَعلى دَريسَيَّ مُسلِماً --- لَوَجهِ الَّذي يُحيي الأَنامَ وَيَقتُلُ

مرداس بن أدية

اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لا أُحِبُّهُمُ --- إِلّا لِوَجهِكَ دونَ العَمِّ وَالخالِ

بشار بن برد

إِنَّني واهِبٌ لِوَجهِكِ نَفسي --- فَاِقبَلي ما وَهَبتُ نَفساً وَقَلبا

"إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (الإنسان 9) "

(أي يطعمون الطعام حبا لله لا طمعا في الثواب)

"كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ" (أي إلا ما كان لوجهه)

أريد وجه الله (أريد الله لذاته دون غيره)

كذلك فقد ارتبط اللسان حقيقة ومجازا بالكلام، بل إن مجموعة اللغات المتقاربة أصبحت تسمى باللسان على الحقيقة مثلما أن (اللسان) يوصف بأنه (لغة) على المجاز، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل. أما في القرآن الكريم فقد لزم استخدام كلمة (اللسان) بمعناها الحقيقي تمشيا مع السياق الذي وردت فيه، ولم يكن هناك سياق يوجب استخدام الكلمة بمعناها المجازي. واللسان لا يكون من غير صوت ونطق وكلام، وأما اللغة فقد تكون بلا صوت ولا نطق ولا كلام!

قال الشاعر:

وتعطلت (لغة الكلام) وخاطبت --- عيني في (لغة الهوى) عيناك ...

وهناك لغة العيون، ولغة الإشارة، ولغة الموسيقى، ولغة النبات ولغة الطير والحيوان ...

وقال تعالى:

لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (النحل 103)

والله أعلم،

منذر أبو هواش

ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 05 - 2010, 08:06 ص]ـ

أستاذ منذر .. جزيل الشكر لكم

جوابٌ مسدد، وبيانٌ موفق

ـ[الياسين]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 04:30 م]ـ

بارك الله فيكم سيدي الفاضل، ونفع بكم وزادكم علما .....

بقي لي هنا عتب على أستاذتنا الكريمة فلقد تكلمت عن المجاز من قبل وقلتم لي في ذلك الآتي [أستاذنا الكريم:

أعتذر، أنا من حذف الموضوع؛ لأن الأمر جدُّ خطير وخصوصًا أنه في ذات الله وصفاته، نوقشت هذه المسألة كثيرًا من القدماء والمحدثين - كما تعلم - ولا أمر إلا التفرقة والضلال.

أستاذنا الكريم هناك من العلم ما يكون وبالًا على صاحبه، وقد تتحدث وتظن أنك ستصل لعلم والحقيقة أن هذا الأمر يزرع في النفس الشك العقدي وهو أخطر ما يكون.]

لماذا كان الأمر جد خطير وأصبح الآن جوابٌ مسدد، وبيانٌ موفق؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!. لماذا لماذا هذا الانحياز؟؟؟؟!!!! فأستاذنا قد طرق آيات الصفات وذكر معناها حيث أشار إلى كونها مجازا، وعندما قلت نفس هذا القول شننتم التهويلات، وارجعوا إلى النص السابق الذي ذكرته لكم.

إن كان الحق يعرف بالرجال فإنه لعجب، وإلا فالرجال يعرفون بالحق.

أكرر الشكر والتقدير لأستاذنا القدير، وكتب الله أجر الجميع.

ولأستاذتنا الأخت أنوار شكر خاص على رحابة وسعة الصدر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير