تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأمثال في القرآن الكريم ..]

ـ[أنوار]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 03:50 م]ـ

1 - الأمثال:

جمع مثل، والمثَلُ والمِثْلُ كالشَّبه والشّبْه والشّبيه لفظا ومعنى.

تعريفه لغة:

عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره.

المثل القرآني اصطلاحا:

نظم من التنزيل يعرض نمطا واضحا معروفا من الكائنات أو الحوادث الكونية أو التاريخية، عرضا لافتا للأنظار، ليشبه أو يقارن به سلوك بشري، أو فكرة مجردة، أو أي معنى من المعاني، بقصد التوضيح أو الإقناع أو البرهان أو التأثير، أو لمجرد الإقتداء به، أو التنفير منه والابتعاد عنه أو بقصد بيان الفارق بين أمرين متناقضين للأخذ بأحدهما والابتعاد عن الآخر أو للبرهان على صحة أحدهما، وبطلان الآخر.

والتمثيل:

هو القالب الذي يبرز المعاني في صورة حيّة تستقرُّ في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر والمعقول بالمحسوس، وقياس النظير على النظير ..

وكم من معنى جميل أكسبه التمثيل روعة وجمالا، فكان ذلك أدعى لتقبل النفس له واقتناع العقل به، وهو من أساليب القرآن الكريم في ضروب بيانه ونواحي إعجازه.

وقال تعالى: " وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "

ويطلق المثل على الحال والقصة العجيبة الشأن، وبهذا فسر لفظ المثل في كثير من الآيات كقوله تعالى: " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من مآء غير آسن " .. أي قصتها وصفتها التي يتعجب منها.

2 - الفرق بين المثل في الأدب والمثل في القرآن:

المثل في الأدب:

قول محكيّ سائر يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لأجله، أي يشبه ضربه بمورده مثل: (ربَّ رمية من غير رامٍ).

وأول من قال ذلك، الحكم بن عبد يغوث النقري، وكان أرمى أهل زمانه.

وعلى هذا فلابد للمثل في الأدب من مورد يشبه مضربه به.

أما المثل في القرآن الكريم:

فهو إبراز المعنى في صورة موجزة لها وقعها في النفس، سواء أكانت تشبيها أم قولا مرسلا، ومن أمثال القرآن مالم يشتمل على تشبيه ولا استعارة كقوله تعالى: " يا أيها الناس ضرب مثل ".

قال ابن القيّم رحمه الله في أمثال القرآن:

هي تشبيه شيء بشيء في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الآخر واعتبار أحدهما بالآخر.

3 - أنواع الأمثال بعامة:

1. المثل الموجز السائر: وهو إما شعبي لا تعلُّم فيه، ولا تكلف ولا تقيد بقواعد النحو، وإما كتابي، صادر عن ذوي الثقافة العالمية كالشعراء والخطباء كقولهم: كالمستجير من الرمضاء بالنار.

2. المثل القياسي: هو سرد وصفي أو قصصي أو صورة بيانية لتوضيح فكرة ما عن طريق التشبيه والتمثيل ويسميه البلاغيون التمثيل المركب أو اعتبار أحدهما بالآخر لغرض التأديب والتهذيب أو التوضيح والتصوير وهذا النوع فيه إطناب إذا قورن بسابقه ويجمع بين عمق الفكرة وجمال التصوير.

3. المثل الخرافي: وهي حكاية ذات مغزى على لسان غير الإنسان لغرض تعليمي أو فكاهي وما أشبه ذلك كقولهم: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض.

4 - أنواع الأمثال في القرآن الكريم:

1 - الأمثال المصرّحة.

2 - الأمثال الكامنة.

3 - الأمثال المرسلة.

النوع الأول: الأمثال المصرحة:

وهي ما صرّح فيها بلفظ المثل أو ما يدل على التشبيه وهي كثيرة في القرآن .. ومنها قوله تعالى: قال الله تعالى:? مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ *صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ *أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ? (البقرة:17 - 20)

فيصور هنا حال المنافقين وأنهم بمنزلة من استوقد نارًا للإضاءة والنفع حيث انتفعوا ماديا من الدخول في الإسلام، ولكن لم يكن له أثر نوريّ في قلوبهم، فذهب الله بما في النار من الإضاءة (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) وأبقى ما فيها من الإحراق ..

النوع الثاني وهي الأمثال الكامنة:

وهي التي لم يصرح فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدلّ على معان رائعة في إيجاز .. يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها مثل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير