تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفسر تفسيرًا يجعلها أشبهَ بكلام السفهاء من كلام العقلاء؟

أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفهم فهمًا يجعلها أقرب إلى سفساف القول ومستهجن الكلام منها إلى كلام عقلاء العرب فضلا عن أفصح العرب، فضلا عن الخالق العظيم؟!

إن من يفهم هذا الفهم لا يحتاج إلى أن يُكلّم ولا أن يُناظَر؛ لأنه قد خرج عن الإنسانية، فصار أقرب إلى الحيوانية.

ولولا أن لازم المذهب ليس بمذهب، لصار هذا الوصفُ واقعًا على كثير من المنسوبين للعلم، إلا أن كلام غير أهل الفن لا يحسب على أهله، ولا يطعن به على غير أهله.

والأمر مسلّم لكل أهل فن في فنهم لا يَشْرَكهم فيه غيرهم؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكم رأينا ونرى وسنرى من هذا ما لا يحصى ولا يعد!!

بل رأينا ما هو أعجب!! رأينا من يزعم أن كلام أهل الفن في فنهم ليس بلازم!! ويمكن أن يخالفهم من ليس من أهل هذا الفن!

فلا يمتنع -عند هؤلاء- أن يخالف الطبيبُ أهلَ النحو فيأتي بقول في النحو لم يقل به أحد من أهل النحو، ويكون هو الحق الذي لا محيد عنه!

ولا يمتنع أن يخالف النحوي أهل الطب فيأتي بقول في الطب لم يقل به أحد من أهل الطب، ويكون هو القول الصحيح الذي لا يصح غيره!

ولا أعلم خطلا أبعدَ من هذا القول، ولا ضلالا أعظمَ منه؛ لأنه يؤدي إلى ترك الثقة بكل شيء في الوجود، فلا يوجد عند هؤلاء شيءٌ معلوم موثوق في العلم به، ولا يوجد شيء عند هؤلاء يرجع إليه عند الاختلاف، وحاصلُ قولهم يئول إلى تساقط الأدلة والتساوي بين المذاهب.

ولا أريد أن يفهم من كلامي السابق أنني أزعم أن جميع من على ظهر الأرض قديمًا وحديثا قد ظلموا هذا العلم، فإن هذا الفهم بعيد تمامًا عن الصواب، ولا يحتمله كلامي أصلا.

وإنما المراد قلة السالكين لهذه المسالك، وندرة الباحثين عن هذه الدقائق، وقديمًا قيل: إن (علم البيان لا نضج ولا احترق)، والمراد بذلك أن الكلام فيه قليل جدًّا إذا قسناه إلى الكلام في غيره من العلوم، فإنك إذا بحثتَ عن كتب البلاغة لا تكاد تصل بها إلى مائة كتاب إلا بعد شق الأنفس، وأكثرها للمتأخرين، في حين إن كتب كل من الحديث والتفسير والفقه بالألوف، بل قد تجد في المسألة الواحدة عشرات الكتب المفردة فيها.

أخي الكريم!

إذا علمت أن هذا العلم مظلوم، فهلاّ كنت ناصرًا للمظلوم؟!

أخوكم/ أبو مالك العوضي ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22589/)

ـ[الدكتور سامي]ــــــــ[15 - 06 - 2010, 01:48 م]ـ

حقاً هذه كلمات تُكتب بالذهب , بل بالياقوت والزبرجد , والحق أنني أضم صوتي إلى صوتك , فالبلاغة العربية اليوم ثكلى بنت ثكلى , بل أصبحت تُضم من بعض قليلي البضاعة إلى العلم الجامد و ولعمر الله هذا هو الزيف والتمحل والافتراء.

شكر الله لك هذه الكلمات وبارك الله فيك وننتظر منك المزيد وأن تتشرف إلى حلقة (كيف تحلل نصاً) لنستفيد من علمكم.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[16 - 06 - 2010, 03:23 ص]ـ

وأنا معكما

وما أفسد علينا دراستها إلا ما أوردته أبا مالك

ـ[السراج]ــــــــ[16 - 06 - 2010, 08:15 ص]ـ

أبا مالك ..

مقال قيّم كصاحبه.

وهو مهم كما قلتَ لأن من يجيد الكلام والتحدث والتلاعب بالكلمات والأخيلة نقول عنه (بليغ)، وهي صفة التواصل في أعلى مراتب اللغة.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 2010, 11:26 ص]ـ

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.

ولعلنا نتعاون على رفع هذا الظلم (ابتسامة)

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[18 - 06 - 2010, 03:07 ص]ـ

يدي في يدك لإعادة قراءة هذا العلم من جديد

لقد كنت أقول في نفسي أيام الجامعة البلاغة لاتدرس هكذا

أما أنت فقد صغت ما في نفسي بقول خير من كثير مما قرأت أو سمعت في دراسة البلاغة

ـ[فتون]ــــــــ[18 - 06 - 2010, 05:13 ص]ـ

كلام جميل

وأعجبني جدا قولك:

والأمر مسلّم لكل أهل فن في فنهم لا يَشْرَكهم فيه غيرهم؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكم رأينا ونرى وسنرى من هذا ما لا يحصى ولا يعد!!

بل رأينا ما هو أعجب!! رأينا من يزعم أن كلام أهل الفن في فنهم ليس بلازم!! ويمكن أن يخالفهم من ليس من أهل هذا الفن!

فلا يمتنع -عند هؤلاء- أن يخالف الطبيبُ أهلَ النحو فيأتي بقول في النحو لم يقل به أحد من أهل النحو، ويكون هو الحق الذي لا محيد عنه!

ولا يمتنع أن يخالف النحوي أهل الطب فيأتي بقول في الطب لم يقل به أحد من أهل الطب، ويكون هو القول الصحيح الذي لا يصح غيره!

أخي الكريم!

إذا علمت أن هذا العلم مظلوم، فهلاّ كنت ناصرًا للمظلوم؟!

أخوكم/ أبو مالك العوضي ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22589/)

من خلال علمي القاصر البلاغة تعتمد على القرآن بشكل كبير جدا ولانعود في البحوث والتكليفات إلا لكتب التفسير.

وأغلب الشواهد البلاغية هي شواهد قرآنية، ولكن هناك الكثير من الأخطاء العقدية التي يقع فيها العلماء في هذا الفن في تفسير آيات الصفات وهذه الأخطاء كثيرة وكانوا ينبهوننا عليها لكنها قد عمت وطغت وهنا يظهر التقصير والحاجة لمن يعتني بهذا العلم وينقحه مما شابه.

نعم لم يأخذ هذا العلم حقه

لكن

هل علم البلاغة مظلوم بكل أنواع الظلم التي ذكرت؟؟

ظلم إلى حد ما في معرفة قدره

أما في دراسته فبصراحة لم أسمع طوال دراسته في المرحلة الجامعية اسم عالم غير عربي

من علماء اليونان أو الفلاسفة أو حتى المستشرقين، لايستشهد إلا بعبد القاهر و غيره من علماء العرب.

أما الظلم في تطبيقه فأنا معك وإن كان أهله قد اعتنوا بالقرآن الكريم لكن المطلوب أكثر من ذلك بكثير كما أسلفت-أخي الكريم- فالأحاديث الشريفة وكثير من العلوم في حاجته.

أنا معك في أغلب قولك

وحكمي منبني على بيئتي الصغيرة التي أعيشها

فاحتماله للخطأ أكبر من احتماله للصواب.

أحب هذا العلم كثيرا

وأحب نصرة المظلوم

لكن

لا أعرف كيف أنصر هذا المظلوم

بارك الله فيك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير