تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[28 - 08 - 2010, 01:18 م]ـ

بارك الله لكم جميعا؛ لمروركم، ولمداخلاتكم المفيدة

ولكن أرى أن الموضوع بحاجة لمزيد من البحث

ونحن في شهر القرآن الذي أمرنا بتدبره"أفلا يتدبرون القرآن ... "

ـ[أنوار]ــــــــ[28 - 08 - 2010, 11:10 م]ـ

1 - بالنسبة لكلمتي (أنصح) و (ناصح) في قول نوح وهود عليهما السلام فقد تعددت أقوال العلماء في تخريج الآيتين:

فالخطيب الإسكافي .. نظر إلى ما رمي به نوح عليه السلام من قومه فرآهم اتهموه بأنه في ضلال،

ثم نظر إلى ما اتهم به هود عليه السلام من قومه فرآهم يقولون له: (إنا لنراك في سفاهة) ..

والتهمتان مختلفتان؛ لأن الضلال فعل يفعله الضَّال، والسَّفاهة صفة من صفات النفس ..

والأفعال متعددة ومتجددة، وأوصاف النفس ثابتة.

فجاء جواب نوح بصيغ الأفعال وقال: (أبلغكم، وأنصح لكم). لتحدث الملاءمة الدقيقة بين قوله وقولهم.

فهو ينفي عنه الضلال بأفعال مضادة، أي أنصح وأجدد النصح وأكرره. فكان جوابه بعدما عِيب بفعلٍ مذموم نفيه بفعل محمود.

وأما جواب هود عليه السلام فكان بلفظ (ناصح) أي: ثابت على النصح مستمرٌ فيه،

وهذا ينقض قولهم: (إنا لنراكَ في سفاهة) لأن النصح ضدّ السفاهة.

والسفاهة من صفات النفس، وهي ضدّ الحلم .. وهو معنى ثابت فلما رمي بها،

وهي من الخصال المذمومة البطيئة، وليست من الأفعال التي ينتقل الإنسان عنها إلى أضدادها في الزمن القصير،

فكان نفيها بصفات ثابتة تبطلها أولى. كما كان في الفعل المذموم بالفعل المحمود أولى.

والله أعلم

يتبع - بإذن الله - فيما بعد ..

ـ[أنوار]ــــــــ[28 - 08 - 2010, 11:35 م]ـ

2 - أما في تخريج الكرماني للفظتيّ (أبلغكم) و (أبلغتكم) ..

يقول: " ورد لفظ المستقبل في قصتيّ نوح وهود عليهما السلام ..

لأن التبليغ وقع في أول الرسالة .. لذلك جاء بصيغة المستقبل .. فلا زال هناك فسحة في البلاغ والدعوة والنصح.

....................

وفي قصّة صالح وشعيب بلفظ الماضي (لقد أبلغتكم) ..

لأن التبليغ وقع في آخر الرسالة، ودنُوِّ العذاب .. ألا تسمع قوله: (فتولَّ عنهم) ..

وهذا يعني أنهما قد بلغا رسالة ربهما، وبلغ بهما الجهد في دعوة قومهما .. وقد بلَّغا رسالة ربهما التي أمرا بتأديتها على أكمل وجه حتى فرغا من البلاغ ..

والكرماني في هذا التعليل الموجز يشير إلى سرِّ دقيق اعتمد فيه على فهم سياق الآيات ..

يتبع بإذن الله

ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 12:16 ص]ـ

3 - يقول الإسكافي .. بإيجاز حول إفراد الرسالة في قصة صالح وجمعها في قصة شعيب ..

إن الذي نطق به القرآن من تحذير صالح عليه السلام قومه بعد أن أمرهم باتقاء الله تعالى وطاعته

هو أمر الناقة والمنعُ من التعرُّض لها ..

فجعل الرسالة جملة لما لم يفصِّل تفصيل ما أتى به شعيب عليه السلام حين نهاهم عن عبادة الأوثان

بدلالة قوله تعالى:

" قالوا يا شعيبُ أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبدُ آباؤنا، أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء).

" أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ "

" وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ "

" وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ "

" وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ .. "

فهذه التي أمر بها شعيب عليه السلام قومه أشياء كثيرة،

وليس ما أمر بها صالح قومه مثلها كثرة ..

فلهذا جمع الرسالة في قصة شعيب .. وأفردها في قصة صالح عليهما من الله السلام.

والله أعلم ..

المراجع /

- رسالة دكتوراة للباحث: صالح بن عبد الله الشثري.

بعنوان / المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغيّة.

- درّة التنزيل وغرّة التأويل .. للإسكافي.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 01:42 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

تسجيل متابعة للاستفادة / بارك الله فيكم جميعا.

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 02:42 م]ـ

شكرا أستاذة أنوار على الإضافات الرائعة

وشكرا أستاذة زهرة على المرور

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير