هذا قول من عدّله، وأما من جرّحه:
قال البخاري: فيه نظر.
وقال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: راشد بن داود، أبو المهلب، حمصي، ضعيف، لا يعتبر به. سؤالات البرقاني له نص (157).
قلتُ: أما قول الدارقطني، فلعله لم يسبر حاله جيدًا، وكفانا قول دُحيم، فهو شاميٌّ، وهو أعلم بأهل بلده من غيره، وتابعه أبو زرعة الدمشقي، وهو شاميٌّ أيضًا، وكذا توثيق من وثقه كابن معين، وابن حبان، ويبدو لي أن ابن حبان قد سبر مروياته، واستقر رأيه على ما قاله.
فالرجل - والله أعلم - صدوق على أقل الأحوال.
بانتظار مشاركة الإخوة حول هذا الراوي.
* وتابع أبا أسماء: عبدُ الرحمن بن غنم، عن ثوبان، مرفوعًا به:
أخرجه أحمد (5/ 276، 282)، والنسائي في الكبرى (3158)، من طريق شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بن غُنْمٍ، به.
قلتُ: وسنده حسن في المتابعات.
وفي شهر كلام، لعلنا نفرده بترجمة مسهبة، توضح حاله.
* وتابعه: معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان به:
أخرجه النسائي في الكبرى (3159)، والطبراني في كبيره (ج 2 برقم 1406)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه (ص 71 - 72 / ط دار الفكر)، الحافظ المزي في [تهذيب الكمال] (3/ 153 - 154 / ط دار الفكر)، من طريق بُكير بن أبي السَّميط، قال: حدثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، به.
قلتُ: بُكير، لا بأس به كما قال أبو حاتم (الجرح 2/ 406).
أما قتادة، فهو مدلس، وقد عنعنه.
أما بُكير، فقد خولف، خالفه الليث بن سعد، فرواه عن قتادة، عن الحسن، عن ثوبان به مرفوعًا.
أخرجه النسائي في الكبرى (3160)، وأشار إليه ابن أبي حاتم في [العلل] (1/ 226).
والحسن معروف أمره.
قال ابن أبي حاتم في [العلل] (1/ 226 برقم 657): ((سألت أبي عن حديث رواه الليث بن سعد عن قتادة عن الحسن عن ثوبان عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((أفطر الحاجم والمحجوم))، قال أبي: هذا خطأ، رواه قتادة عن الحسن عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو مرسل، ورواه أشعث بن عبد الملك عن الحسن عن أسامة بن زيد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأما حديث ثوبان فإن سعيد بن أبي عروبة يرويه عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن ثوبان عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ورواه بكير بن أبي السميط عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن طلحة عن ثوبان عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ورواه يزيد بن هارون عن أيوب أبي العلاء عن قتادة عن شهر بن حوشب عن بلال عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ورواه قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)).
قلتُ: والوجوه التي ذكرها أبو حاتم - رحمه الله - مرَّ بعضها، ويأتي بعضها إن شاء الله.
* وأخرجه الطبراني في الكبير (ج 2 برقم 1417)، من طريق يزيد بن ربيعة، ثنا أبو الأشعث، عن ثوبان به.
ويزيد هذا متروك.
* ذكر من صحح حديث ثوبان:
1 - الإمام أحمد بن حنبل - رحمة الله عليه -:
قال عثمان بن سعيد الدارمي: صح عندي حديث: أفطر الحاجم والمحجوم، من حديث: ثوبان، وشداد بن أوس، وأقول به، وسمعت أحمد بن حنبل يقول به، وذكر أنه صح عنده.
حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (6/ 355).
وفي مسائل أبي داود (ص 311): ((قال أحمد: حديث ثوبان أصحّ ما روى في هذا الباب)).
2 - الإمام البخاري - رحمة الله عليه -:
قال الترمذي في العلل الكبير: قال البخاري: ليس في هذا الباب أصح من حديث ثوبان، وشداد بن أوس، فذكرتُ له الاضطراب، فقال: كلاهما عندي صحيح، فإن أبا قلابة روى الحديثين جميعًا؛ رواه عن أبي أسماء، عن ثوبان، ورواه عن أبي الأشعث، عن شداد)).
3 - الإمام علي بن المديني - رحمة الله عليه -:
قال الترمذي: وكذلك ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث ثوبان، وحديث شداد، صحيحان.
انظر: علل الترمذي (ص 122)، ونصب الراية، للزيلعي (2/ 472).
انتهى الكلام على حديث ثوبان مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويليه: حديث: شداد بن أوس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
الرجاء من الإخوة الذين يودون المشاركة، أن يشاركوا بآرائهم قبل الشروع في الرواية الثانية، كي لا نخرج عن الإطار المحدد له، وسأترك هذه الرواية لمدة يومين، حتى نستوعب جميع آراء المشاركين، ثم نأتي على الرواية الثانية .........
وجزاكم الله خير الجزاء.
محبكم في الله / مسعد الحُسيني
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 04:17 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك تابع
¥